بلا شك أن الفيس بوك أصبح.. أحد وسائل التقنية الحديثة والخطيرة في التواصل الاجتماعي بين الناس لما له أثره النفسي والعاطفي والعقلي لكل الذين باتوا يدمنون الفيس.. وذلك لأنه علاقة مفتوحة غير محددة الملامح والأطر ،ولذلك وإن كانت لا تحكم تلك العلاقات ضوابط أخلاقية أو سلوكيات إيجابية فلا رقابة ولا حسيب ،ولكن ليس معنى ذلك أن نتجاوز حدود علاقاتنا بالآخرين ،أن نتجاوز حدود الذوق العام وحدود الأدب ..واني هنا أستهجن كل الذين يسيئون التعامل ويستغلون ظروف غياب الرقابة فيطلقون العنان لألسنتهم بالسباب أو القذف أو التطفل والفضولية فيدخلوا البيوت من نوافذها بلا استئذان ،وبعدما يتسلقوا الأسوار .. سواء أكانوا من الشباب أو الفتيات من الذين يستغلون وجود صديقا مشتركا ، يعرفونه موجودا على صفحاتهم فيستغلونه .. أسوأ استغلال كطعم ٍ رائج وسانح لصيادين جائرين ..هائجين ..طائشين كل همهم الاصطياد سواء أكانوا من الشباب أوالفتيات أو الذين أصابتهم مراهقة متأخرة من كبار السن ،و من هنا يتم الإيذاء ،والملاحقة المزدوجة .. بكل وقاحة تحت شعار ملء الفراغ والمتنفس الوحيد للتخفيف عن معاناتهم.. بسبب ضيق الحياة .. أو الوحدة والتي يشعرون أنها تكاد أن تدمرهم ..و هناك من الفتيات من يقعن بسهولة في حبائلهن الشيطانية وعندما تفشل العلاقة ،ويتم الردح والردح المضاد على صفحة الفيس وأمام أعين الناظرين .. نجد تلك الفتيات يحمّلن كل المسئولية للصديق المشترك وكأنه هو المسئول عنهن وكذلك الشباب الأصدقاء ..ومن الشباب أو الفتيات من هم يفتشون عن الحب في حياتهم ولما كانت العادات والتقاليد وكل الظروف الاجتماعية تمنعهم و تقف سدا حصينا أمام رغباتهم.. لذلك على عجالة يتجهون للفيس لإقامة علاقة عوضا لنواقصهم وليتهم حقا يفتشون عن الحب بمعناه الحقيقي .. بل الحقيقة هي التلاعب بمشاعر البشر ومحاولة الانجرار للرزيلة وعندما تبوء محاولاتهم بالفشل نجدهم يحيكون الدسائس ضد بعضهم البعض حتى يصل الأمر إلى حد الشتائم الجارحة والسباب العلني ونشر فضائح غير واقعية تم إعداد مونتاج لها عن طريق ..استخدام الفوتوشوب أو غيره من الوسائل في نشر فضائح ..تمس الشرف والكرامة وينتهي الأمر بعراكات فيسيوبكية ساخنة دون أدنى مراعاة للذوق العام ،و ما تكاد وإلا وتتحول تلك العراكات.. إلى تهديدات ووعيد واشتباكات بالأيدي على صفحة حياتنا الواقعية ..لطالما انه يتم استخدام الانترنت بمنأى عن الأهل ..أو بغرف مغلقة الحكم ولطالما انه ..هناك حرية مطلقة للمراهقين والمراهقات ..عموما من وجهة نظري الخاصة .. يتحمل كل تلك المسئوليات بالدرجة الأولى ، الأهل لأن مسئوليتهم هي المراقبة والمتابعة وتقديم النصح والإرشاد حتى لا ينجرف أولئك الشباب ذكورا أو إناثا إلى نهر الخطيئة السحيق ..واني أرفض أن يتم استغلال صديقا مشتركا كدعاية إعلامية.. أو واجهة ما تكاد وإلا فتتحول لجسر ٍ نحو الفساد ،فلكل إنسان مسئولياته والتي يتحمل تبعاتها أو عواقبها ،وليس الصديق المشترك ولا غيره شماعة تعلق عليها الأخطاء والتوبيخ واللوم والمهاجمة ..واني استمد قولي من قول الحق سبحانه وتعالى القائل في كتابه العزيز :" كل نفس بما كسبت رهينة " أي مأخوذة بعملها ..فلو كان الوازع الديني هو بوصلتنا الرئيسية لتغيرت أشياء كثيرة ليس فقط على صفحات الفيس بل في جميع مناحي حياتنا .. ولو علم كل أناس دورهم وواجباتهم وحدودهم ولو علمت الفتيات أن الباب عندما يُطرق من قبل أي شخصية مجهولة الهوية أو الملامح .. حينها عليهن بألا يفتحن الباب ولا يردّن لتغيرت أشياء كثيرة ..ولو علمنا أن الفيس بوك سلاحا ذو حدين ..كالسكين نقشر به حبات التفاح أو البرتقال وكذلك ذات السكين يقتل وتُراق به الدماء ..!!
بقلم /حامد أبو عمرة