هناك ترقب وانتظار من قبل المراقبين والمحللين السياسيين حول السياسه الخارجيه للمملكه العربيه السعوديه في ظل عهد الملك سلمان بن عبد العزيز ، موقع " ساسه بوست " تناول موضوع السياسه الخارجيه للمملكه العربيه السعوديه والتغيرات التي يمكن ان تنتهجها المملكه في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز الذي استلم مقاليد الحكم بعد وفاة اخيه الملك عبد الله ، كل الشواهد توحي بان المملكه العربيه السعوديه في عهد ملكها الجديد صارت على اعتاب عهد مغاير فيما يخص سياستها الخارجيه وتحالفاتها الاقليميه ، وهذا ما ادركه المحللون العرب والاجانب منذ اليوم الاول لتسلم الملك سلمان لمقاليد الحكم ، الغرب والولايات المتحده الامريكيه في التخمين والتحليل وصفوا سياسة الملك سلمان بالمعتدل والمصلح المتشدد ، والبعض منهم اكد ان السعوديه ستواصل سياستها نفسها مع الولايات المتحده والغرب والعالم ، وبعض التحليلات كانت عكس ذلك حيث قالت ان الملك سلمان غير مفضل لدى الغرب ، واحدة من أبرز التحليلات الإعلامية الغربية التي اعتبرت الملك سلمان داعمًا لما أسمته "الإرهاب"، نشرتها مجلة فورين بوليسي الأمريكية لـ"ديفيد أندرو واينبرغ"، ذكرت فيه أن الملك الجديد لديه علاقات مثيرة للقلق مع من وصفهم بـ"الإسلاميين المتطرفين"، وذكرت الصحيفة أن "سلمان كان المسؤول الرئيس في النظام عن جمع التبرعات لـ"المجاهدين" في أفغانستان خلال الثمانينات، وكذلك لمسلمي البوسنة خلال صراعات البلقان في التسعينات.
وتابعت الصحيفة: "عندما كان حاكمًا للرياض لفترة طويلة، غالبًا ما وُكِل إلى سلمان الحفاظ على النظام والتوافق بين أفراد أسرته. لذلك تطلع إليه أخوه غير الشقيق الملك خالد (الذي حكم ما بين 1975 إلى 1982) في وقت مبكر من النزاع الأفغاني من أجل استخدام هذه العلاقات العائلية لأهداف دولية، ومن ثمَّ عَيّن سلمان لإدارة لجنة جمع التبرعات لحشد الدعم من العائلة المالكة والسعوديين الآخرين للمجاهدين ضد السوفييت".كما نشرت راشيل برونسون تفاصيل أكثر في كتابها "أكثر سمكًا من النفط"، حول مساعدة سلمان أيضًا في تجنيد مقاتلين لعبد الرسول سياف، المقاتل السلفي الأفغاني الذي كان مرشدًا لكل من أسامة بن لادن والعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر خالد شيخ محمد.وأشارت المجلة أيضًا إلى دوره في البوسنة، حيث عينه أخوه الشقيق، وحليفه السياسي الوثيق، الملك فهد لتوجيه المفوضية العليا السعودية لإغاثة البوسنة والهرسك عند تأسيسها في عام 1992، والتي من خلالها جمع سلمان التبرعات من العائلة الملكية لإغاثة البلقان، وأشرف على اللجنة حتى إغلاقها مؤخرًا في عام 2011، وبحلول عام 2001، كانت المنظمة جمعت قرابة 600 مليون دولار؛ تحت مسمى الإغاثة والأغراض الدينية.وختمت المجلة بالقول إن سجل سلمان في دعم واحتضان من وصفتهم بـ"المتطرفين" يحتاج إلى أن يكون جزءًا من الحوار الذي يخوضه المسؤولون الغربيون حول كيفية التعامل مع النظام السعودي الجديد.على النقيض من ذلك، نشرت مقالا للكاتب جيمس روبين قال فيه أن السعودية تلعب دورًا حاسمًا في محاربة من سماهم المتطرفين الإسلاميين الذين سبق لهم أن هاجموا الولايات المتحدة وأوروبا، وأن الملك سلمان سيتبع خطى أخيه الملك عبد الله في هذا الشأن، مضيفًا أن للسياسة السعودية تأثيرًا كبيرًا على أمن الدول الغربية.
وأن السعودية تفعل ما هو ضروري لأمن المنطقة والعالم على النطاق الأوسع.وربما لأن علاقة المملكة تختلف لحد واضح مع أمريكا عن باقي الغرب، حيث تقوم على أساس التعاون العسكري في مواجهة الأعداء المشتركين بين السعودية والولايات المتحدة، تتمتع قوات الحرس الوطني باهتمام كبير من قبل المؤسسات الدفاعية الأمريكية على قدم المساواة مع الجيش السعودي، وهذا يحيل إلى أهمية قراءة الرؤية الأمريكية في خريطة القوة والنفوذ السعودية وموقع كل طرف منها. فمع إعلان سلمان ملكًا على البلاد، تلقى معسكر الملك عبد الله وأولهم الأمريكان ضربة ألحقته بمركز الوصيف في هذه اللعبة، ومع أن هذه القرارات قد يصنفها البعض على أنها أكثر من تحمل المملكة في هذه المرحلة العصيبة التي باتت فيها مهددة من اتجاهات استراتيجية ثلاثة، إلا أنها تنطوي على تفهم وقبول بقواعد اللعبة المحددة أمريكيًا، والقاضية بعدم الإضرار أو المساس بالحرس الوطني أو زعامة متعب له، ففيما يتعلق بموقع محمد بن نايف كرئيس للجنة الشؤون السياسية والأمنية، فإن دوره في رئاسة اللجنة وكذلك وجوده في سلم العرش السعودي يؤهلانه للعب دور وساطة محوري بين الطرفين، حسب ما تفتضيه الحاجة على الأرض وحسب الرغبة الأمريكية والغربية إن أرادوا.
ومن المرجح أن تدعم الولايات المتحدة تحديدًا وجود بن نايف في هذا الموقع بل والحصول له على تأييد متعب بعد إقناعه بمحورية الدور الذي يلعبه في الحرس الوطني. هناك تحركات سعوديه ترجح لعملية استقطاب جديده في المنطقه كما يبدوا من مؤشراتها اعادة لصياغة التحالفات في المنطقه ضمن عملية سياسة الاستحواذ التي تقوم بها السعوديه ضمن عملية التنسيق مع امريكا والغرب لوقف حالة التدهور الامني الخطير الذي تشهده المنطقه وانعكاس هذا التطور على امن السعوديه وخاصة الحاله في اليمن وان السعوديه ترقب اتفاق الدول الست الكبرى حول برنامج ايران النووي وهي تنظر لتغيرات الوضع على الارض السوريه وكذلك مستجدات التحالفات في لبنان والحوار بين حزب الله والمستقبل وما يجري في ليبيا وانعكاسه على امن المغرب العربي ، السعوديه تدرك مخاطر الوضع الامني والمخاطر التي تحدق بامن السعوديه نفسها ، ويمكننا القول حسب المحللين أن الدعم السعودي لمصر عقب الثلاثين من يونيو، وتوجه المملكة المعادي للإخوان المسلمين والمضاد للرغبة الأميركية، كان يستند بشكل رئيسي على شخص الملك عبد الله، والجناح المناهض للسديريين الذين ينتمي لهم الملك سلمان ووليُّ وليِّ العهد الأمير محمد بن نايف، ومعظم المسؤولين البارزين في المنظومة السعودية الجديدة في مناصب الدفاع والداخلية والاستخبارات حتى شهور قليلة مضت، حتى أن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تساءلت هل سيقف دعم السعودية لمصر وتصطدم طموحات السيسي بسياسة “سلمان”؟ وذكرت الصحيفة على لسان تسفي برئيل – محلل الشؤون العربية – أن المخاوف من توقُّف المساعدات السعودية ليست الوحيدة التي تواجه السيسي، بل أيضًا إمكانية أن تصطدم طموحاته في إعادة مصر للقيادة في المنطقة بسياسة الملك السعودي الجديد، مضيفا: “من غير المعروف إذا ما كان الملك الجديد سيوافق سياساته مع مصر، مثلما اعتاد سلفه، أم أنه سيعلِّم السيسي درسًا في الزعامة؟”.
العلاقات السعوديه المصريه في ظل الملك الجديد سلمان بن عبدالعزيز، ستسير كما جرت على نهج سابقيه من الملوك السعوديين، مستشهدًا بمقولة الملك سعود "إن مصر إذا نكست رأسها، لا يمكن لأحد أن يرفع رأسه بعد ذلك"، إلا أن الغالبية تقرأ في مواقف الملك سلمان غير ذلك. فمباشرة بعد مبايعة الملك سلمان ألمحت مصادر إعلامية مصرية مقربة من المؤسسة العسكرية إلى عدم الارتياح لوصول الملك سلمان إلى الحكم في السعودية، خاصة أن الأمير سلمان في ذلك الوقت – وقت أن كان وزيرًا للدفاع – قال: "السعودية مع الحاكم الشرعي في مصر أيًا كان".وأضاف في تصريحاته التي جاءت بتاريخ أبريل 2013: "أن السعودية تساند الحاكم الشرعي في مصر أيا كان، ويجب إعطاء الرئيس محمد مرسي فرصة كاملة في الحكم". من مستجدات الاحداث والتطورات السياسيه زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الرياض والحفاوة التي استقبل بها من الملك السعودي سلمان وعن اسباب ومسببات الزياره واهدافها والتي لم يعلن عنها مسبقا وكذلك زيارة الملك عبد الله بن الحسين ملك السعوديه وقيامه بزيارة مصر واجتماعه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، وبحسب ما نشرته صحيفة الوطن المصريه عن زياره مرتقبه للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى الرياض يوم الاحد القادم وان هذه الزياره تتزامن مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردغان الى المللكه السعوديه التي تمت اليوم الجمعه وتنتهي يوم الاثنين ، وبحسب المحللين السياسيين ودلالات الزيارات التي تشير الى امكانية مصالحه مصريه تركيه تقود الى مصالحة النظام في مصر مع الاخوان المسلمين ضمن عملية تهدف من ورائها السعوديه لخلط الاوراق والاستحواذ على خيوط اللعبه الاقليميه.
هذه التحركات تاتي بعد زيارة امير قطر تميم بن حمد للسعوديه وقيام قطر بمهاجة مصر بعد تازم العلاقات فيما بين البلدين حيث ان السعوديه تسعى لتهدئة بين الطرفين ، وسبق لقيادات الاخوان المسلمين ان كشفت ان هناك مساعي دوليه بقيادة السعوديه وتركيا ودول اخرى لاقناع مصر بفتح حوار مع تنظيم الاخوان المسلمين لمواجهة ما يسمونه الارهاب في الشرق الاوسط وان هناك شخصيات مقربه من السعوديه من تنظيم الاخوان قد اكدوا على ان هناك مؤشرات ايجابيه لحدوث انفراجه في الازمه بين الاخوان والنظام في مصر خاصة وان النظام في السعوديه ودول الخليج العربي باتت تخشى من تمدد الحوثيين في اليمن وتمدد داعش في المنطقه ، ان مؤشرات ومستجدات الاحداث والتحركات والزيارات التي قبلتها السعوديه توحي بان السعوديه تسعى للاستحواذ على خيوط اللعبه الاقليميه ضمن التغير في سياستها الخارجيه ، وان حقيقة وجوهر التحركات هذه هو الخشية من محور ايران وسوريا وحزب الله ، ويبقى السؤال عن القضيه الفلسطينيه ومحورها ووضعها من هذه التحركات وعن مصير المصالحه الفلسطينيه فهل ستعود لتتصدر اهتمامات السعوديه لتعود لتمارس دورها ضمن ما بذلت من جهود في اتفاق مكه ، وهل نحن على ابواب مرحله جديد من الصراعات في ظل تمحورات مستجده وفق التغير الذي تشهده السعوديه في تغيير سياستها ، ان حقيقة وواقع الاحداث ان المنطقه حبلى بالمفاجات والصراعات التي كتب على المنطق هان تكتوي بنيرانها وحيث صراعات تبدوا اصبحت مفتوحه على كل الاحتمالات اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان امريكا والغرب والكيان الاسرائيلي هم من يغذون سياسة الارهاب ويدعمون الحرب المذهبيه الطائفيه والتي هي وفق ما قاله جورج بوش الابن في حربه على الارهاب انها استكمال للحروب الصليبيه ويبقى السؤال هل من صحوه عربيه اسلاميه تعيد للامه الاسلاميه امنها ومجدها واثبات وجودها في هذا الصراع التي هدف امريكا والغرب واسرائيل اغراق المنطقه بهذه الصراعات والتي هدفها امن اسرائيل لتمرير مشروعها الصهيوني للشرق الاوسط الجديد.
بقلم/ المحامي علي أبو حبله