هل لا يزال في أيامنا اليوم من يتشبث بالقول أن كل شيخ ،وله طريقة ..؟!!

بقلم: حامد أبوعمرة

من أخطر آفات العصر هي ..عندما يضل أولئك المحسوبين على طبقة الشيوخ طرائقهم ..وأقول طبقة لأنه برأيي أن طبقة الشيوخ طبقة مرموقة ..عالية المكانة ليس فقط في مجتمعنا العربي بل على مستوى العالم الإسلامي أو غيره ولأنها تختلف كثيرا عن طبقة العوام ..عوام الناس لذلك عندما يضل البعض من أمثال هؤلاء القوم وهم كُثر.. فيضل الذين اتبعوهم فحينها فقط يكون شعارنا الرسمي ،ولسان حالنا هو اقتران قول أصدق الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأحوالنا هذي الأيام فكما جاء في الحديث المرفوع أي غير المحفوظ أو المرسل ..حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ، مِنْ فِتْنَةٍ عَمْيَاءَ صَمَّاءَ بَكْمَاءَ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ، وَيْلٌ لِلسَّاعِي فِيهَا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ..صدقت يارسول الله ..وها نحن قد انغمست دروبنا وحياتنا وتلطخت أجسادنا وعقولنا .. بفتن أصبحت كقطع الليل المظلم فماذا تبقى إذا كان أهل الذكر.. اليوم إلا من رحم ربي هم في غفلة ووعكة عقائدية وإذا كانوا هم يتخبطون فتارة يحلون الحرام ،وتارة أخرى يحرمونه ..ياويلنا لقد كثرت فتواهم ،وبلواهم في أيامنا فصاروا ألف مالك في المدينة فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد كرم ذوي العلم والعقول الرشيدة ..الحكيمة بقوله سبحانه وتعالى : "وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [الأنبياء:7].. وأني هنا بصدد إيضاحا بسيطا لما تناولته الآية الكريمة وهي أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، كما هو مقرر وواضح وضوح الشمس في أصول الفقه، ولأن أهل الذكر هم أهل الاختصاص في كل فن. .وكما يقول القرطبي في تفسيره : لم يختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها، ولم يختلفوا أن العامة لا يجوز لها الفتاوى لجهلها بالمعاني التي منها يجوز التحليل والتحريم. .أولئك الذين توسمنا فيهم الرشاد والهداية والعلم.. كيف السبيل بالله عليكم بعدما انحرفت بوصلة العقيدة في نفوسهم .. وبعدما جنحت سفنهم فوق صخور شيطانية .. بعيدة عن مسارها الإيماني الحقيقي وبعيدة عن الكتاب ..المنهاج والدستور الشرعي لحياتنا وبعيدا عن سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والذين بدلوها تبديلا ،لتتجه تلك السفن بما تحملهم بحماقاتهم وبتقلباتهم 00ونزواتهم التي تتوافق مع طرائق سلطانية أو أهوائية و تتماشى مع سياسة الطواغيت ..طمعا في الدنيا وزينتها ..أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ،و بدلوا حياتنا بسلوكيات ما أنزل الله بها من سلطان فمنهم وعلى ذمة الراوي من يتجرأ و يفتي بأن الراقصات والغواني إذا توفين وهن في طريقهن إلى المواخير أو الكباريهات فهن قد نلن الشهادة .. ولما لا وهم كانوا مخروسي الألسنة لما باركوا بصمتهم إحدى الراقصات المشهورات والتي تم ترشُحها لتفوز بإحدى المسابقات بجائزة الأم المثالية..ولما لا وهم لم يقفوا وقفة جادة وبكل مسئولية ضد خبر تناقلته بعض الوكالات الإعلامية مفاده إعلان عبد الستار فتحي، رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية في مصر، أنه اعتبارا من أبريل القادم لن تقوم الرقابة بحذف أية مقاطع من الأفلام التي تعرض على شاشات السينما، سواء مصرية أو أجنبية، وسيتم الاكتفاء بـ"التصنيف العمري" للأعمال..ولما لا ومنهم من يبيح قتل المسلم لأخيه المسلم إذا أخطأ في إجابة على سؤالا ..ما ، قد طرحته عقولهم العفنة المأجورة ..ولما لا ومنهم من يقول من لا يركب سفينتا مهدور دمه ، وليكونن من الهالكين إذا وقع في قبضتنا فإما أن يُستتاب بمبايعتهم و إما قطع الرقاب ،ولما لا ..ومنهم كذلك من لم يكتفي بالتصفيق للباطل فحسب ..بل يؤيده ويدعمه حتى اختلط الحابل بالنابل فصار العوام أو عامة الناس المساكين عرايا.. يفتشون عن ورق التوت ليواروا سوءاتهم ..لكن شجر التوت قد انقرض عندما زرع شيوخ الفتنة أشجار الشوك ،والضلالة.. عفوا يامن تسيئون إلى ديننا الإسلامي الحنيف.. سأغادر جميع قنواتكم المأجورة وسأغادر فتواكم الحبلى بالضياع ،وسأبقي على سماع المذياع كما كان الذين من قبلي فيكفيني الاستماع لآيات ٍ من الذكر الحكيم بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد أو الطبلاوي أو غيرهم الذين يرتلون كتاب الله سبحانه.. اللهم جنبا الفتن ما ظهر منها وما بطن واحفظ بلاد المسلمين ..اللـهم ردنـا إلـى ديـنك ردا جمــيلا ..ويبقى التساؤل الذي يساورني هو.. هل من بعد كل تلك التغيرات المأسوية .. هل لا يزال في أيامنا اليوم من يتشبث بالقول أن كل شيخ ،وله طريقة ..؟!!

بقلم/ حامد أبوعمرة