من أكثر المواقف التي تعتبر من غرائب ما رأيت على صفحة الفيس بوك .. هي عندما تقوم إحدى الفتيات أو السيدات بنشر قصيدة شعرية رومانتيكية أو خواطر نثرية على صفحتها ..وسواء أكانت تلك الكلمات الرقيقة، والعذبة عذوبة النهر الجاري هي من صنع أيديهن أو تم سلبها عنوة من خيالات الآخرين ،المهم أننا نجد أن هناك أشخاص محددة من الذكران الذين يرتمون بأحضان أي همسة أو نسمة كالصغار عندما تغيب عنهم أمهاتهم ،ويرونهم فجأة قد عدن للبيت ..أو كذكران النحل الذين ينتابهم هياجا جماعيا ،وتنافسا شديدا .. فيتدافعون من باب الخلية الضيق ليلحقوا بالملكة التي غادرت الخلية بعدما قررت هي يوم الزفاف ..مساكين هم لأنه تصور كل واحد من هؤلاء الذكران بالفطرة أنه العريس المنتظر ولو علموا الحقيقة أن واحدا منهم فقط هو العريس لما فكروا أبدا.. بمغادرة تلك الخلية.. ومن حياة النحل حالات مطابقة تماما في عالمنا الإنساني لكن هنا.. المصيبة تكمن في أن ذكران البشر.. أولئك الصرعى والمضحوك عليهم بمثل تلك الكلمات المعسولة نجدهم يسارعون ، ويلهثون وراء تلك الأساطير ،ويحلقون في الفضاء بخيالاتهم.. طربا وهياما بمن تكتب الكلمات وعلى عجالة يقومون بالرد أي بالتعليق وقد نسوا أنفسهم بكل سذاجة على صفحات الفيس .. بأن لا لقاء ولا زفاف لهم لأنه ليست هناك ملكة في الأصل ..هم أيضا مساكين لأنهم تصوروا، وكأن القول منسوبا إليهم ..وأمثال هؤلاء أقول لهم.. لأني أحترم الإنسان ومشاعر الإنسان وأحترم كرامته ولذلك أسألكم ..هل ترضون بأن تعشقوا سرابا أو وهما .. وتتألمون من أجله ..هل ترضون أن تكونوا .. وقودا لقلوب ٍ تتلاعب بمشاعر البسطاء ،وعيناها ترنوا لمكان آخر لكنها لا تمانع بأن تتلذذ بمصائب وويلات الذين وقعوا في شباكهم ..؟!!وهل ترضون بأن تكونوا جسرا للذين يدّعون الحب ،وروعة الكلمات ..فلا تكونوا أبدا كالشعراء أو العشاق " الطروبادور" الذين ينامون في العراء تحت نافذة المحبوب في ليالي الشتاء الباردة ،عسى أن تفتح النافذة فيلقون ولو نظرة ،أو ابتسامة ..لكن نظرتهم تطول أبدا بكل غشاوة عندما تغمر أجسادهم الثلوج ،فتموت البسمات في حناياهم ..والمحبوب يتلذذ بكرات الثلج التي تكونت.. وهي في الأصل قد صارت قبورا لأناس ٍ أنهوا حياتهم بأيديهم ..لذلك أفيقوا ، واعلموا ..أنه ليس كل ما يلمع ذهبا أو فضة.. فلاتنجرفوا.. وراء أهواءكم ،وخيالاتكم ..عودوا إلى الأرض.. وثبتوا أقدامكم ..فالحب قوة لكن لمن يستحق ومن يبادلكم المشاعر ..لاتكونوا أبد..ا مدخلات لمعادلة ضبابية غير متزنة ،واعلموا أن الحب الحقيقي لا يمكن أن تكون من سماته الضعف أو تكون خاتمته الانتحار من أجل عشق السراب ..!!
بقلم /حامد أبو عمرة