قفل ومفتاح

بقلم: هاني زهير مصبح

قفل ومفتاح هي هكذا بكل بساطة ليس لها وصف غير ذلك تلك هي حياتنا في ظل هذا الحصار الغاشم المفروض علي قطاع غزة منذ ثمانية سنوات ، لا ندري متى نجد ذلك المفتاح الحدود مغلقة والسماء ملغمة والأرض من تحتنا محطمة ركام في كل مكان البحر من غربنا والمحتل البغيض من شرقنا وشمالنا وإخوتنا المصريين من جنوبنا يحكمون علينا قبضتهم يمنعون عنا الهواء لأن هناك أيدي خفية تتلاعب في المنطقة تخلق أجواء من التوتر عبر القتل والتنكيل والخطف والإرهاب علما بأننا كفلسطينيين ليس لنا مصلحة في ذلك فهناك طرف ليس بخفي وليس بمجهول يعبث في المنطقة من أجل أن توجه أصابع الاتهام إلي غزة واصفة من يحكم بها بالإرهاب أنا لست مؤيد لهذا أو ذاك أنا إنسان يبحث عن ذاته عن حقوقه عن كيانه عن المفتاح .
علي كل صاحب بصيرة وحنكة سياسية أن يدرس ذلك جيدا فيعلم أن المستفيد الوحيد من ذلك هو من يبحث عن الهيمنة في المنطقة ككل وزعزعة الاستقرار فيها بشكل مباشر أو من خلال عملائه الجبناء ألا وهو المحتل الإسرائيلي الذي يحلم بدولة إسرائيل الكبرى ولكن هذا الحلم تبدد وتبخر عبر الرياح لأن الأمة العربية باتت أكثر وعيا مما سبق وإن كانوا في غفلة من أمرهم قليلا .
فكل شيء في حياتنا أصبح قفل لا نجد له المفتاح ، المعبر مغلق حتى إشعار آخر والسبب ضاع المفتاح .
الكهرباء كل يوم تنقطع لساعات طويلة تزيد عن أثني عشر ساعة والسبب فقدان المفتاح لا ندري إلي متى نبقي هكذا ،الركام والحطام في كل مكان الأعمار في غزة لا جديد ،كل شيء إن وصفته لكم هو عبارة عن صندوق مغلق ضاع مفتاحه المصالحة الفلسطينية الفلسطينية معطلة وعجلتها لا تسير مفاتيحها لا تعمل من المسئول ؟ كلاهما كاذب يلقي باللوم علي الآخر متى يتفق كلاهما علي الاحتكام إلي الشعب فهم لا يفكرون في ذلك لأن الشعب مغيب ويستخدمونه ورقة ضغط كلاهما علي الآخر كلا حسب جمهوره ، ببساطة تصدير الأزمات جميعها هنا في بنك كبير اسمه "قطاع غزة" نعاقب علي أي شيء يحدث في أي مكان .
وبدأ بالآونة الأخيرة يلوح في الأفق ويتردد علي لسان الكثيرين هنا وهناك وعبر وسائل الإعلام شيء مؤلم وهو الحديث عن ضربة جوية عسكرية للطيران الحربي المصري في غزة والسبب بحجة القضاء علي الإرهاب وهذا شيء مؤسف ومخجل لا نريد حدوثه فنحن وأنتم أيها الشعب المصري العظيم شعب واحد تربطنا علاقات تاريخية في النضال والكفاح ومعارك التحرير وفي الطبيعة الجغرافية والعلاقات الإستراتيجية فنحن وأنتم جسد واحد وإن كانت هناك وعكة صحية بسبب دس السم الإسرائيلي بيننا من خلال جرائم الإرهاب المفتعلة من بني صهيون أو عبر كلابهم اللذين قد يكونوا مختبئين في سيناء .
أخوتنا أحبتنا أشقاؤنا العظماء المصريين لا تسمحوا للأشرار بني صهيون بأن يسمموا علاقاتنا ويضيعوا مفاتيح محبتنا أخوه أشقاء فلسطينيين ومصريين متحدين في اللغة والدين والأهداف والآمال وحتي عبر التاريخ هم أعداؤنا وأعدائكم فمازالت تراب غزة تفوح بعطر دماؤكم الزكية حين كنا نقف معا جنبا إلي جنب في مواجهة عدونا الغاشم الإسرائيليين .
بقلم الكاتب/ هاني مصبح