دراسة الفكر التربوي فلسفة وإثراء قدرات

بقلم: حنا عيسى

لا بـُدّ للتربية من فلسفة توجهها وتحدد معالمها وسبلها، والفكر أمر خاص بالإنسان لأنه يتعلق بالعقل ، فهو نتاج العمليات العقلية للإنسان، فالفكر عند العالمين ( بيلور، ديلوز) هو "عملية خلق مفاهيم لفرضيات بين ما هو آت، وما سيأتي وما هو متوقع حدوثه"، اما اليونان القدماء فالفكر لديهم هــو إيثار الحكمة ..والحكمة هـــي "العلم الذي يبحث بالحقائق والمبادئ المتصلة  الكون والحياة الإنسان "، ويعتبر فلاسفة اليونان هم أول من استعمل كلمة الفكر، فالفكر هو ليس جدل نظري بل هو علم ذات منهج.وأول من استخدمه من العلماء (فيثاغورس ) أو ( هيرودوتس ).

الفكر هو فعل إنسانى يقوم على الإدراك والتأمل والإستنتاج والقدرة على الإختيار فى المسائل والمشكلات بعد الملاحظة والقياس أو مجرد التأمل. اما الفكر التربوي فهو دراسة آراء المفكرين والمربين فيما تركوه فى مؤلفاتهم، بما يتعلق بالعملية التعليمية وفلسفتها وأهدافها ووسائل تحقيق هذه الأهداف.

 

*أهمية دراسة الفكر التربوي:

1- بفهمه يفهم المعلم مسؤولياته بدراية ووعي.

2- تعلم المبادئ والقيم التي أنتجها المفكرون.

3- التحليل والتخطيط للمستقبل.

4- إثراء قدرات المعلم.

5- اكتشاف العلاقة بين التربية والجوانب الحضارية.

6- الفكر لا جنسية ولا وطن له.

7- منح المعلم رؤية نقدية لتطوير العمل التربوي.

8- تعين المعلم لتكوين مفاهيم سليمة للتقدم التربوي.

9-  تفسير مسائل التعليم المعاصر في ضوء التطور.

 

*العوامل والقوى المؤثرة في الفكر التربوي:

1- العامل الديني.

2- العامل الجغرافي ( المناخ – التضاريس ).

3- العامل السياسي (مفهوم المواطنة – مفهوم تكافؤ الفرص لتعليمية . مفهوم الحراك الاجتماعي).

4- عامل اللغة (المفاهيم والأهداف التربوية تصاغ بلغة تلقى رواجاً- قوة الأفكار واستمرارها يتوقف على اللغة المكوبة بها – توجهات الفكر التربوي تعتمد على تأثير اللغة مثل اللغة العربية ).

5- العامل الاقتصادي.

6- الموقف من علاقة الفرد بالمجتمع.

 

*العوامل التى تؤدى إلى الخلط فى المفاهيم التربوية:

* شيوع الإستخدام العمومى للعديد من المفاهيم التربوية فى الحياة اليومية.

* تداخل وجهات النظر عند طرح المعانى المقصودة من المفاهيم التربوية.

* ندرة الرجوع إلى النظريات العلمية والتربوية التى توصلت إليها البنية المعرفية للعلوم التربوية والنفسية.

* تعدد نوعية الأفراد المستخدمين للمفاهيم التربوية فى المؤسسات الإجتماعية.

* التطور العلمى السريع فى ميدان البحوث التربوية الذى وصل إلى درجة متقدمة من جودة البناء المعرفى التربوى.

* الإختلاف فى إستخدام المفاهيم التربوية من فترة زمنية لأخرى.

 

*الاتجاهات الفكرية في التربية:

أولا: الاتجاه المثالي: الغاية من التربية السمو الروحي.

ثانيا: الاتجاه الواقعي: التربية مقرها المدرسة التواصل مع المجتمع الخارجي.                      

ثالثا: الاتجاه الطبيعي: طبيعة الإنسان تبدأ بالطفل وهي طبيعة خيرة.  

رابعا: الاتجاه العملي: التربية تعتمد على التجارب التي يمارسها الطلاب تحت اشراف المعلم.

 

*حيوية الفكر التربوى تعتمد على:

1-  مدى تأثير هذا الفكر التربوى فى المجال التطبيقى فى أكثر من موقع.

2- مدى تعبير هذا الفكر التربوى ومتطلباته.

3- مدى ملاءمة هذا الفكر التربوى لظروف المجتمع المختلفة

 

*طرق دراسة الفكر التربوى:

1- الطريقة الطولية:  فى هذه الطريقة لا يقتصر الدارس على بلد من البلدان، وإنما يعنيه فى المقام الأول أن يتتبع تطور الفكر التربوى حول قضية معينة عبر العصور المختلفة ومدى مسايرته للتطور الحضارى الإنسانى.

2-  الطريقة العرضية:  فى هذه الطريقة يتم النظر إلى الفكر التربوى ككل داخل السياق الثقافى الحاكم للمجتمع الذى تتم دراسته، حيث تـتـقـيـد هذه الطريقة بتناول حركة الفكر التربوى فى مجتمع معين فى فترة زمنية معينة دون بقية المجتمعات الأخرى أو الخروج بها إلى زمن آخر.

بقلم/ د.حنا عيسى