اهمية التسامح والشراكة والتصالح

بقلم: عزام الحملاوى

نحن اليوم فى فلسطين بحاجة لثقافة التسامح والمحبة والتصالح أكثر من اى وقت مضى, ونحن ايضا بحاجة لنشر هذه الثقافة فى مجتمعنا حتى يسود الأمن والامان والحب, وحتى نعيد قيمنا واخلاقنا وعاداتنا الطيبة التي فقدناها بسبب ثقافة الكراهية والتخوين والتكفير والصراع والمصالح الشخصية والتنظيمية، فبالتسامح والحب والتصالح يسود الاحترام المتبادل بين ابناء مجتمعنا باختلاف أفكارهم وايدولوجياتهم ,وليس بالقوة وتعميق الانقسام الذى يدمر أبناء الوطن الواحد ,وبالتسامح والحب والتصالح ينتشر الأمن والأمان بين الحركات والتنظيمات ومؤسسات المجتمع المدنى وهذا سينعكس بالايجاب على الوطن والمواطن وسيعود عليه بالحياة الكريمة والعِزَّة والكرامة, ولكن هذا يتطلب نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة حتى نستطيع تجاوز كل المشاكل والصعاب من اجل النمو والنهوض وبناء فلسطين والتقدُّم في كافة المجالات ,وانهاء كافة المشاكل التى يعانى منها شعبنا الفسطينى, وحتى نستطيع إعمارغزة والتخلص من الواقع المأساوي االذى نعيشه، ومواجهة قرارات وكالة الغوث الجائرة ,ومطالبتها بتحمل مسؤولياتها في تحسين الإغاثة والخدمات, والإعمار, ودفع الإيجارات , وحتى نستطيع ان نطالب الدول المانحة بالوفاء بالتزاماتها وتعهداتهم بإعمار غزة, وانتشالها من حالة البؤس والدمار الناجم عن الحصار والحرب الإسرائيلية0لفد ان الاوان لان تحل ثقافة التسامح والحب والوحدة الوطنية بدل الحقد والكراهية والثار والانتقام ,حتى ننهى الانقسام البغيض الذى قسم الوطن, ومزق نسيجه الاجتماعى, واضاع هويته الوطنية وتاريخه النضالى, واستطاع اهداركرامة الانسان الفلسطينى وإذلاله لاشباع رغبة بعض العناصر الحاقدة التي باعت نفسها ووطنها من اجل مصالح شخصية وحزبية ضيقة 0لقد جاء وقت التسامح والتصالح لانهاء الانقسام لبناء الاقتصاد الفلسطينى المدمر, وايقاف ارتفاع الاسعار الجنونى الذى لايتماشى مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة, وخاصة بطالة الشباب الخريجين التى تريد حلولا جذرية, ولايقاف تدهور الخدمات التعليمية, والاجتماعية, والصحية ,وأزمات الكهرباء, والمياه, والصرف الصحي, والبنية التحتية, وزيادة الضرائب، ولوقف الظلم اللاحق بموظفين السلطة الفلسطينية وعدم صرف رواتبهم كاملة, او موظفين حماس التائهين0ورغم حاجتنا الملحة الى المصالحة والمسامحة الا ان هناك فئة تتباكى تحت هذا العنوان ,ولكنهم فى الواقع يريدون لفلسطين وشعبها ان يبقوا فى ظل هذا الواقع المرير والمؤلم ,وانتهاك الحقوق والحريات التي تعبر عن ثقافة الحقد والكراهية, والثار الانتقام، هذه الفئة التى لاتعمل من أجل أمن وأستقرار الوطن وراحة المواطن, بل من أجل مصالحهم الشخصية والحزبية0 ومن هذا المنطلق, منطلق حاجتنا الى انهاء الانقسام ونشر ثقافة التسامح والتصالح فعلى الكل الفلسطينى التصدى لهذه الفئة, ومنع وادانة سياسة الثأر والانتقام بكافة اشكالهما لانهما ليست من ثقافتنا, ولا من أخلاقنا, ولا من سلوكيات الشعب الفلسطينى الذى يرفض الانجرار وراء ردود الأفعال المشينة, لأنها ليست من سمات شعبنا المتسامح, والمناضل من اجل قضيتة ومشروعه الوطنى, ولاننا شعب عريق نستمد أخلاقنا من جذور عميقة ضاربة في عمق التاريخ وفلسطين, ولان الانقسام ايضا السبب الرئيسى فى كل المصائب المدمرة لشعبنا فى غزة, وبدون انهائه فلا اعادة إعمار, ولا كسر للحصار, ولا إمكانية للخلاص من الاحتلال وانجاز الحقوق الوطنية, بل ولا نستطيع تحويل تضحيات شعبنا إلى انجازات وطنية ,لذلك يجب انهائه واعادة الوحدة لشطري الوطن وهذا لايتم الا بتكاتف الشرفاء من ابناء الوطن والقوى الوطنية والاسلامية والمؤسسات المجتمعية , وكذلك الابتعاد عن الخوض في صغائر الامور والادعاءات التي يطلقها البعض الذين لايهمهم الوطن والمواطن, والعمل على تنفيذ اتفاقيات المصالحة, لان نتائج مايسمى بثورات الربيع العربى جعلت قضية فلسطين اخر هموم العالم العربى وقادته وليست قضيتهم المركزية, ولذلك لابد من الدعوة مرة اخرى إلى التسامح والتصالح لانهاء الانقسام واعادة الوحدة الى وطننا ونسيجنا الاجتماعى, وللحفاظ على الهوية الوطنية والتي من خلالها نعزز لدى أبنائنا وشبابنا ثقافة حب الوطن والانتماء والولاء له, وبذلك تعود الفائدة على الشعب والوطن, وكل هذا من خلال الفهم والوعي لثقافة المحبة والسلام والتسامح والمصالحة, حتى ننطلق نحو النمو والنهوض والنجاح واللحاق بالآخرين بل والتفوق عليهم, وبذلك ينعم الناس بالحياة السعيدة, وتعود معظم القيم التي اختفت بسبب الواقع الذي تعيشه فلسطين اليوم.

بقلم/ عزام الحملاوى