ومن أصعب الأشياء.. التي وقع خبرها على مسامعي كالصاعقة ..هو تكرار ظاهرة فصل عدد من أساتذة الجامعات ، والذين لهم مكانة عليا بالمجتمع ،أولئك الذين ضحوا بوظائفهم وبسمعتهم وكرامتهم ،بعد كل الجهود التعليمية الشاقة.. التي بذلوها طوال مراحل حياتهم ، وكل هذا بكل أسف كان مقابل أثمان بخسة ليست من المال بل من نبع .. أهوائهم وطيشهم ،وعدم التحكم في مرحلة مراهقتهم المتأخرة ..رغم ثقافتهم ووعيهم ورقيهم ..مقابل نزوة عابرة فكل ما اقترفوه لم يكن بإقامة علاقات غير شرعية أو مُحرّمة بمعناها العميق ، ولا التحرش الجنسي الملموس بمفهومه وكينونته .. وإنما لأنهم أقاموا علاقات شاذة ..مشبوهة من خلال اتصالاتهم اللاسلكية ،وليست السلكية المباشرة .. أكثرها مع طالبات لهم أو غيرهن من المراهقات الصغيرات .. ليس ذلك على أرض الواقع وجها لوجه..أو تم ضبط تلك العلاقات في وضع التلبس .. بل عبر الشاشة الصغيرة ..شاشة الكمبيوتر وعبر الإسراف في التعامل مع صفحات التواصل الاجتماعي ..وكل ما قمن به هؤلاء الفتيات هو فقط من أجل الحصول على الامتحانات أو نيل علامات عليا حيث كنّ يتبادلن صور عارية زائفة من قبلهن .. أو فيديو، مقابل صور حقيقية لأولئك المساكين الذين سقطوا في بئر غوايتهم ..فسحقا للنت بمزاياه وعيوبه ،وسحقا للفضيحة بوك ، وليس الفيس ..فما أقسى من أن تكون خاتمة آخر صفحات الكتاب..كتاب حياة الإنسان سوداء بسبب الفيس ..!!
بقلم /حامد أبوعمرة