الاداره الامريكيه استغلت القضية الفلسطينية لتمرير سياستها في الشرق الأوسط ، ففي عهد الرئيس الأمريكي بوش الأب استغل قضية تحرير الكويت وضرب العراق في الدعوة لعقد مؤتمر مدريد للسلام ، وفي عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون تم توقيع اتفاق أوسلو ، وفي عهد جورج بوش الابن استغل القضية الفلسطينية أبشع استغلال وأعلن عن خارطة الطريق ورؤيا الدولتين وقام باحتلال العراق وأفغانستان تحت مسمى محاربة الإرهاب ، وفي ظل عهد الرئيس الأمريكي اوباما تعرت السياسة الامريكيه وتساقطت أوراق التوت حيث لم يحقق اوباما أيا من وعود من سبقوه ولم ينفذ وعوده وتعهداته لإقامة ألدوله الفلسطينية ، بل أن الرئيس الأمريكي اوباما الذي يدعي بمحاربته للإرهاب يدعم إرهاب إسرائيل وعربدتها في المنطقة وان المشروع الأمريكي الصهيوني بانت حقيقة أهدافه ضمن سياسة التآمر الذي يتعرض له الوطن العربي واستهداف سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا ضمن مخطط دعم امن إسرائيل وضرب مقومات القوه العربية باستهداف لقدرات الجيش السوري واستنزاف قدرات الجيش المصري وإشعال الحرب المذهبية الطائفية ، صمود سوريا أربك المتآمرين والمخططين والمنفذين وان حقيقة ما يجري في اليمن هو خطر يتهدد امن الخليج العربي والمنطقة وان أمريكا تعيش مأزق سياستها وتآمرها على المنطقة ، تلقت أمريكا ضربه قاصمه في فوز نتنياهو الذي يربك الاداره الامريكيه ويضعها أمام فقدان الثقة في سياستها بفعل تصريحات نتنياهو ومجاهرته علنا عن رفض إقامة الدولتين ، فقد نقلت صحيفة هارتس الاسرائيليه عن مسئول أمريكي كبير رفض كشف شخصيته أن الضرر الذي أحدثه نتنياهو أثناء حملته الانتخابية لا يمكن إصلاحه ، وأكد أن مواقف نتنياهو بما يخص إقامة ألدوله الفلسطينية والعداء الشديد للعرب والفلسطينيين أمور لا يمكن القول أن بالإمكان إصلاحها في المرحلة الحالية ، وبالرغم من محاولة نتنياهو للتراجع عن تصريحاته إلا أن ذلك ذر الرماد في العيون ، إذ صرح نتنياهو بأنه من المستحيل في الظروف الحالية إقامة دوله فلسطينيه مؤكدا وجوب تغيير هذه الظروف بشكل جذري لإتاحة ألفرصه أمام إقامة مثل هذه ألدوله وزعم نتنياهو في حديث للإذاعة العامة الأمريكية ان المستوطنات لا تشكل عائقا أمام السلام إذ أن معظم أعمال البناء تتم في الكتل الاستيطانية التي ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية وليس في النقاط الاستيطانية التي قد يتم إخلاؤها بحسب زعمه ، موقف نتنياهو لا يتعارض مع أقطاب الليكود فقد صرح وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي موشيه يعالون أن حل الدولتين مع الجانب الفلسطيني غير قابل للتنفيذ وتساءل يعالون في حديث لهيئة الاذاعه البريطانية هل يمكن تصور كيان فلسطيني قابل للحياة اقتصاديا مضيفا :؟ ماذا بشأن البني التحتية والكهرباء والمياه وأكد يعالون أن الفلسطينيين مرتبطون في إسرائيل كالتوأم السيامي ولذلك لا يمكن تطبيق فكرة الانفصال التام عنهم . هذه التصريحات والمواقف الاسرائيليه تربك الاداره الامريكيه وتحرج النظام العربي الذي قد يصبح في موقع المسائلة بفعل متاجرته ومجاهرته بالسلام مع إسرائيل وعرض المبادرة العربية للسلام منذ عام 2002 وإسرائيل لا تلقي لذلك أذنا صاغية وهي مستمرة في هيمنتها ومشروعها ألتهويدي على حساب الأمن القومي العربي ، دينس روس المستشار السابق للرئيس الأمريكي باراك اوباما قال إن موقف الاداره الامريكيه من إسرائيل سيتأثر بتشكيلة الحكومة الجديدة وبخطوطها العريضة في المجال السياسي .وحذر روس من الاتجاه المتزايد في العالم نحو نزع الشرعية عن دولة إسرائيل داعيا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى طرح مبادرة سياسية وتوضيح الخطوات التي تنوي إسرائيل اتخاذها وذلك بغية نقل الكرة إلى الملعب الفلسطيني ،وأضاف أن الجانب الفلسطيني افلح في خلق الانطباع بأنه أكثر معنيا بالسلام من إسرائيل رغم عدم تجاوبه مع مبادرات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وتوجهه إلى الجهات القضائية الدولية ،واعتبر روس في حديث إذاعي صباح اليوم أن الإدارة الأمريكية معنية في تطبيق التصريحات التي كان نتنياهو قد أدلى بها حول حل الدولتين على ارض الواقع والتي تخص السياسية الاستيطانية لحكومة إسرائيل ويرى روس انه ينبغي على إسرائيل أن تعلن أنها ستقوم بأعمال بناء فقط في المناطق التي ستظل تحت سيادتها في التسوية المستقبلية وليس في مناطق الدولة الفلسطينية المستقبلية كما اعتبر المسئول الأمريكي السابق انه ما من فائدة في المرحلة الراهنة في إعادة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى طاولة المفاوضات نظرا لعدم وجود الثقة المتبادلة بينهما معتبرا انه يجب أولا تغيير المناخ والأوضاع في المنطقة ، فيما اعتبر أمين عام ألجامعه العربية نبيل العربي أن فوز حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء " بنيامين نتنياهو في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية "أمر مؤسف للغاية"، داعيا إلى مراجعة مسيرة التسوية وردا على فوز أحزاب اليمين اعتبر العربي أنه "لابد أن يكون في مرحلة معينة الاتجاه عربيا وفلسطينيا إلى مجلس الأمن الدولي، لأن الفلسطينيين سيقررون متى يتم هذا وبأي شروط؟وحول إن كان هناك اتجاه عربي لإعادة التفكير في مبادرة السلام العربية حتى ولو مجرد التلويح بإعادة النظر فيها، قال العربي إن مبادرة السلام العربية لها قيمة كبيرة جدا داخل وخارج (إسرائيل وأشار إلى أن "العالم رأى بنفسه أن الدول العربية تريد السلام أما داخل (إسرائيل) فإنها تعطيهم فرصة لأن يعيشوا في سلام، والمبادرة على المائدة منذ عام 2002 وحتى الآن لم تتحرك (إسرائيل) وتتجاهل تماما المبادرة وأضاف أنه "فيما يتعلق بإعادة النظر في المبادرة فإن كل شيء مطروح النظر فيه ولكن بمقاربة جديدة تشمل كل شيء ، أمام حالة الإرباك هذه تتعالى بعض الأصوات الامريكيه مطالبة بإعادة مراجعة السياسة الامريكيه ، ليس للحد من تداعيات خطاب نتنياهو في الكونغرس الأمريكي فحسب بل لتعثر السياسة الامريكيه في تحقيق أهدافها في العراق وسوريا وهزيمة المشروع الأمريكي الصهيوني ،السفير الأمريكي السابق في المملكة العربية السعودية تشارلز فريمان حث الاداره الامريكيه وصناع القرار على ضرورة مراجعة كافة عناصر السياسة الامريكيه في الشرق الاوسط نتيجة جملة من الإخفاقات وقال فريمان أن إحدى نتائج غزونا للعراق وسوريا هو صعود داعش على المسرح السياسي . إن نتائج الانتخابات الاسرائيليه دفعت المسئولين الأمريكيين لمراجعة الموقف الأمريكي للحرج والإرباك الذي أصبحت عليه السياسة الامريكيه في الشرق الأوسط ، واشنطن أمام خيارات عدة أهمها ترك السلطة الوطنية الفلسطينية تنهار وتحميل نتنياهو مسؤولية ذلك وجعله يتحمل النتائج ، أما الخيار الثاني هو أن تقوم أمريكا بتمرير مشروع لمجلس الأمن وإدانة الاستيطان والدعوة لوقفه دون استخدام حق النقض الفيتو ، أما الخيار الثالث أن تقوم الولايات المتحدة الامريكيه بالموافقة على قرار بالأمم المتحدة لتحديد حدود الدولتين ، لا شك أن الاداره الامريكيه في وضع حرج وان النظام العربي الداعم للحرب على سوريا والعراق واليمن ولبنان في موقف لا يحسد عليه ، وان محاولات استعادة الثقة بالسياسة الامريكيه تعترضها عقبات جمة من قبل اللوبي الصهيوني وان إدارة الرئيس الأمريكي اوباما تدرك حجم الضغوط والمخاطر التي تتهدد المصالح الامريكيه في المنطقة وما لم تبادر الاداره الامريكيه إلى فرملة جنوح اليمين المتطرف الذي يقود إسرائيل برئاسة نتنياهو فان المنطقة معرضه لمخاطر الانفجار الذي سيتهدد المنطقة برمتها ويعرض أمريكا ومصالحها للخطر بفعل التعنت الإسرائيلي وتغليب الحرب على السلام حيث أن الأحزاب اليمينية جميعها تدق طبول الحرب وتهدد وتتوعد المنطقة ، فهل تخرج الاداره الامريكيه من دائرة الإرباك والصدمة التي أحدثها فوز اليمين المتطرف إلى تنفيذ الخيارات التي تمكنها من استعادة الثقة بها وبحلفائها تحيرا في 20/3/2015
المحامي علي ابوحبله