الاقتصاد والسياسة في ظل نتائج انتخاب العنصرية
يسير اي مجتمع في العالم دائماً في خط مستقيم ؛ تتكرر فيها الأحداث التاريخية وإن تغيرت الوقائع والأسباب فإن الأهداف تبقى واحدة ؛ألا وهي" العيش في أمان سياسي واقتصادي " حتي تعيش الأجيال علي هذه الأرض بسلام ، فلكل مجتمع خصوصيته في تحديد مضمونه داخل أرضه ؛ودوره يتجلى دائماً في وضعيته الجغرافية والتاريخية؛وكذلك في وضعه الاقتصادي الذي يخدم الفكرة السياسية كما قال ماركس:"القوي اقتصادياً هو القوي سياسيا" نعم قد أصاب حينما ادخل مفهوم ألاقتصاد ومزجه مع السياسة ؛وللفكرة وضعية أخرى وهي "القوي سياسياً هو القوي اقتصادياً" بمعنى أن من له الحنكة والدهاء يتمكن من تقوية وضعيته الاقتصادية كمبدأ ذميم يحط من قيمة الديمقراطية كعقد ثقة؛ وهكذا .. وبهذا تصبح " السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة " إلا أن الوضع في فلسطين له خصوصية أكثر تعقيداً و الذي فشلت فيه كل النظريات السياسية والاقتصادية في نجاح تحرير هذا الشعب من سيطرة إسرائيل علية لان المجتمع الفلسطيني هو المجتمع الوحيد علي الكرة الأرضية الذي لا يزال تحت الاحتلال ومن يعتقد غير ذلك ليس لدية بعد في التفكير ابعد من انفه، لان شعب إسرائيل منذ الأزل متطرف وعنصري والنتائج تلو النتائج والأحداث تلو الأحداث تأكد هذه الحقيقة ولا فرق بين يميني إسرائيلي متطرف او يساري او معتدل فجميع قياداتهم ممعنين في القتل والتهويد ، وفي ظل ما شاهدناه من انتخابات العنصرية التي حدثت والتي استخدم نتنياهو أبشع الأساليب وأقذرها والتي اختار فيها ورقة المخاوف الداخلية من العرب ووصفهم كما لو كانوا عدواً خارجياً كما أنه وجه بذلك أيضا ضربة قوية لأي فرصة لاستئناف مفاوضات السلام برفض فكرة الدولتين، لكسب أصوات إضافية خاصة من اليمين واليمين المتطرف، في الانتخابات والتي نجح بعد هذا كله ليجعل من الشارع الإسرائيلي أكثر تطرفاً. وايضاً من أساليبه وقف أي خطوه سياسية متحدياً العالم كله بما فيهم الولايات المتحدة الحليف الحميم له، وكما استخدم الحصار الاقتصادي والمالي على الحكومة الفلسطينية ، بحجب إيرادات المقاصة المالية، التي تشكل أكثر من 75% من إيرادات السلطة الفلسطينية المالية، في الأشهر الأخيرة والتي أدخلت الحكومة الفلسطينية في أزمة مالية قاسية انعكست علي القطاعين العام والخاص مع العلم أن فوز نتنياهو سيبقي السياسة الإسرائيلية تجاه الاقتصاد الفلسطيني متشددة، وهذا سيؤثر سلباً على مستقبل الاقتصاد الفلسطيني المحلي لان بنيامين نتنياهو دائماً كان ولازال وسيبقي يفضل السلام الاقتصادي على المباحثات السياسية". وعمل خلال فترات ولايته على الابتعاد عن المفاوضات السياسية، والحل السياسي للاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي فان الوضع السياسي سيزداد تعقيدا في المرحلة المقبلة حيث أن النتائج أوضحت بما لا يدع مجالاً للشك عن توجه المجتمع الإسرائيلي نحو التطرف. وعلية لابد من وضع خطط اقتصادية بديلة لإنعاش الاقتصاد المحلي الفلسطيني وكذلك ان تستمر القيادة الفلسطينية في مساعيها الدولية وملاحقة "إسرائيل العنصرية" في المحافل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية.
بقلم/د.هشام صدقي ابويونس
كاتب ومحلل سياسي
عضو الأمانة العامة لشبكة كتاب الرأي العرب
ممثل دولة فلسطين في المنتدى العالمي أكاديميون من اجل السلام وحقوق الإنسان