هل أصبحت فتح حارة كل مين إيده إله .!؟
نسمع كل فترة تصريحات لبعض أعضاء المركزية تتناقض أو لا تنسجم مع سياسة الحركة ولا أدبياتها " أو آراء شخصية تتعارض مع الرأي العام الحركي
بمعنى آخر وأوضح "خروج عن النص "
أكد الرئيس أبو مازن في أكثر من مناسبة أننا كمنظمة تحرير أو سلطة وحركة فتح لا نتدخل بشؤون أي بلد عربي خاصة ما يجري في سوريا
وقد أكسب هذا الموقف إحتراماً وتقديراً من الجميع
لماذا نسمع قرارات مركزية تؤكد على أن فتح ما زالت أم الولد وأنها مستقلة وحيادية
وأنها لا تتدخل بشؤون الغير بينما نرى بعض أعضائها يتصرفون عكس ذلك .!؟
وهل مسموح لأي عضو مركزي أن يتصرف سياسياً دون العودة للمجموعة التي من المفترض أن تكون قيادة جماعية حتى يكون الرأي والتصرف محمياً ومدعوماً
أم أن الأمر ... لا سائل ولا مسؤول...!
وهل القائد الذي إنتخبته القاعدة الفتحاوية أخذ هذا الأمر كصك غفران ليتصرف كما يحلو له دون الرجوع إلى القواعد التي وفرت له الثقة في أن يتحرك بما يعزز قوة الحركة وليس قوته الشخصة أو تنفيذ أهدافه الخاصة .!
وهل مسموح للتسيب والانطلاق نحو الشخصنة والتبعية من خلال بعض الزعامات التي ترى أنها هي فتح وفتح هي" وأن كل واحد منهم يستطيع أن يحقق حلمه في التملك على حساب ملايين أبناء الشعب ممن ضحوا وفقدوا واستشهدوا
وقد أصبح لهم تابعين من الأهل والعشيرة والبلد بعد أن تم توزيعهم على المناصب والوظائف بحكم الأقربون أولى بالمعروف
فالأخ عزام ربما يرى في نفسه الوريث الشرعي لهذه الحركة بعد أن مات كل من الأبناء والإحفاد الحقيقيين
لماذا نقول هذا الكلام ..!
لأننا نعرف أن فتح رغم أنها ما زالت بقيادة جماعية ويرأسها رئيس إلا أن بعض أعضاء اللجنة المركزية لا يرون أحد أمامهم ولا حتى الخالق" ونسمع هذا في بعض أحاديثهم في الكواليس والسهرات واللقائات العفوية وما ينقله بعض المقربين منهم
من خلال التباهي أن الرجل هو القائد القادم والوحيد للحركة وربما لفلسطين
يعني... ما بكفي دحلان ....!
الطموح مش عيب ولا جريمة ولكن الجريمة أن يعتمد هؤلاء على أن شعبنا أصبح مغفلاً وما عاد يعبأ ولا يراقب, و في النهاية لا يحاسب
نعم شعبنا مل وضجر وما عاد ت تفرق معه لأنهم على يقين بأنها مرحلة عابرة في الوقت الضائع ولكن ربما تأتي ساعة الحقيقة في يوم ما وينهض الناس من سباتهم نتيجة الضربات المتلاحقة التي ربما ستصل لحد القول ..كفى
كان وما يزال الموقف الفلسطيني الرسمي الذي أعلنه الرئيس أبو مازن موضع إحترام وتقدير من كل العرب والعالم لماذا يتصرف البعض نقيضاً متناقضا ً.!
فنحن بالأصل أضعف من أن نشارك في هذه الصراعات ويكفينا ما نحن فيه من صراع مع عدونا الأوحد الصهيوني ويكفينا هذا التفكك والتناحر بين فتح وحماس
ويكفينا ما نحن فيه من حصار وظلم وفاقة وإنسداد الافاق
فكيف وأمام هذا الوضع المأساوي يتصرف أحد رموز فتح ويسلك هذا السلوك الغريب
فنحن بحاجة لكل دعم وتأييد من جميع الأطراف في المنطقة وهذا يتأتى بالوقوف عند نقطة الوسط بين جميع الفرقاء وعدم محاباة طرف على حساب أطراف أخرى
ففي لبنان كلنا نعرف أننا مررنا بمراحل كثيرة وخطيرة ومررنا بتجارب قاسية دفع شعبنا في المخيمات أثماناً باهظة
وبجهود مضنية تتوجت من خلال تولي الأخ عباس زكي الملف اللبناني وقد أشغل منصب السفير هناك واستطاع ان يصنع معادلة جيده حيث أكسب القضية الفلسطينية زخماً من خلال بعض المكاسب التي ساعدت شعبنا في حلحلة بعض العقد المستعصية في ظروفهم المعيشية في المخيمات " وكما أنه ومن خلال تعاون جميع الفصائل الفلسطينية كرس مبدأ أن المخيمات ضيوف على لبنان حتى يعودوا لوطنهم " ولكن بينما يتحقق ذلك يجب أن يعيشوا بكرامة
الان الأخ عزام الأحمد وهو يتولى الملف اللبناني مع ملفات أخرى ربما وصلت لملف الطاقة النووية ولا ندري
لا ندري ما الذي يهدفه الرجل وهو يحشر فتح في عنق الزجاجة من خلال القضايا الخطيرة في الملف اللبناني الداخلي والإقليمي ..!؟
وقد ضجت وسائل الإعلام اللبنانية والسورية من خلال بعض الكتاب الذين نشروا مقالات تسائلوا خلالها عن مصلحة فتح والشعب الفلسطيني والسلطة في التدخل في الخلافات اللبنانية وحتى السورية
وقد كان هذا من خلال لقائات عقدها الأخ عزام مع فرقاء من المعارضة السورية واللبنانية سواءً في لبنان أو في ألمانيا وفرنسا
لماذا الان وبعد كل هذا الوقت من الحيادية وقد كانت الإصطفافات مفهومة في الماضي لماذا الان وقد بدأ العالم يتراجع في الوضع السوري وهناك قرارات لحل الأزمة سياسياً ....بعد كل هذا الدمار والخراب ..لماذا الان ..!
ألا يدرك الأخ عزام الأحمد مدى خطورة إظهار موقف مؤيد لطرف من الأطراف اللبنانية على وضع المخيمات التي هي مخابيء لبعض المطلوبين من القوى الإرهابية التي تنتظر الظروف لتنقض على لبنان من أجل إثارة الصراعات التي تدمر الوضع الفلسطيني
ألا يعلم كم من الجهود المضنية التي بذلها من سبقه في ترتيب الوضع وأن هناك قادة يتمتعون بالثقة من الجميع مثل الأخ منير مقدح وغيره وهم بمثابة صمام أمان .!
وكما أسلفت فإننا كفلسطينيين دائماً نبحث عن أصدقاء ولا نبحث عن أعداء . فيكفينا العدو الصهيوني المتشعب الأطراف الذي لو توزع على العالم لعجز عن حمله
إن الأسئلة التي طرحها بعض المحللين السياسين العرب حول مصلحة الشعب الفلسطيني وحركة فتح بالتحديد لهي لوحدها تكفي بأن نقول ....
كفانا الله شر ( أطفال السياسة ) بعد أن كان الفضل الكبير
في رفع شأننا من قبل ( أطفال الحجاره )
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2015/03/16/679485.html
بقلم : منذر ارشيد