دعائم الأمن القومي العربي فلسطين وسوريا ضمن المفهوم الشامل للأمن القومي العربي

بقلم: علي ابوحبله

الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ إذ لا يمكن فصل الأمن القومي عن ما تتعرض له فلسطين من خطر للمشروع الصهيوني الذي يتهدد الأمن القومي العربي بفعل التطلعات الصهيونية للهيمنة والسيطرة على مقدرات ألامه العربية ، إن المشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد خطر داهم يتهدد امن ألامه العربية ويتهدد امن الدول العربية ، وان حقيقة وجوهر ما سمي ثورات الربيع العربي هو ضمن مخاطر تهدد الأمن القومي العربي ، إن تغييب أولوية الصراع مع إسرائيل دفع الكيان الإسرائيلي بالتوسع والهيمنة في المنطقة ضمن التفوق العسكري الإسرائيلي وتجزئة العالم العربي بتغييب مصر عن محيطها العربي ، إن اتفاقية كامب ديفيد هدفت لإضعاف قدرات مصر العسكرية وعزلها عن قضايا ألامه العربية وإشغالها بقضايا داخليه ، وان التوسع الإسرائيلي في إفريقيا ومحاولات التحكم في مياه النيل ودعم إثيوبيا في بناء سد النهضة يعد احد أهم القضايا التي تتهدد مصر في أمنها القومي ، وان فصل جنوب السودان عن جنوبه وتحكم الكيان الإسرائيلي في أحداث السودان ودعمه لجنوب السودان وإنشاء قواعد أمنيه إسرائيليه من الأخطار التي تتهدد امن مصر ، أضف إلى ذلك أحداث ليبيا وما تتعرض له من مخاطر التقسيم والفوضى من الأخطار المحدقة بالأمن القومي العربي ، لا يمكن فصل التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا وتدخلات إسرائيل في سوريا وسيناء ولبنان واستمرار احتلالها لفلسطين والمنطقة العربية عن مفهوم نظرية الأمن القومي العربي ، إن دعائم الأمن القومي العربي ومفتاحه فلسطين وسوريا ولا يمكن لمصر أو دول الخليج تجاهل التآمر على سوريا الذي يعد من أهم المفاتيح للأمن القومي العربي ، إن استقرار سوريا وأمنها هو امن المنطقة العربية لان سوريا مفتاح الشرق بسبب وضعها الجيوسياسي ، إن من أهداف التآمر على سوريا ضرب عمق الأمن القومي العربي بهدف تحقيق امن إسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية ، وان من أهداف المخطط التآمري للمشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد إعادة ترسيم خريطة الشرق الأوسط ضمن مخطط يعيد النظر في اتفاقية سيكس بيكو لإعادة تجزئة وتقسيم العالم العربي ، وان من مفاتيح تمرير المخطط التآمري لضرب الأمن القومي العربي هو بالفتنة المذهبية الطائفية الشيعية السنية وحرف الصراع عن أولوياته مع إسرائيل وضرب دول المنطقة بعضها ببعض ضمن مخطط تآمري يستهدف إشعال الصراع الديني في المنطقة ، إن مصر التي تعد ركيزة من ركائز الأمن القومي العربي تدرك حقيقة أن احد أهم دعائم الأمن القومي العربي سوريا والقضية الفلسطينية ، وحين يتجاهل بيان وزارة الخارجية المصرية التآمر على سوريا وما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخاطر التهويد والاستيطان ضمن مشروع يستهدف تصفية القضية الفلسطينية فان مصر تكون قد دخلت لمحور الصراع الإقليمي الذي هدفه تهديد الأمن القومي العربي ضمن محاولات إدخال مصر لأتون الصراعات الداخلية العربية التي هي بعيده عن أهداف تحقيق الأمن القومي العربي ، بيان وزارة الخارجية المصرية إن مصر "تتابع باهتمام وقلق بالغين التطورات الخطيرة التي تشهدها الأمة العربية في الفترة الحالية والتحديات الجسام التي باتت تمزق أوصال تلك الأمة وتهدد بقاء الدولة العربية ذاتها وتمس بشكل مباشر الأمن القومي العربي في ظل أوضاع سياسية وأمنية تتسم بالسيولة واستشراء لمخاطر ظاهرة الإرهاب."وتابعت الوزارة بالقول: "انطلاقا من مسؤولية مصر التاريخية تجاه أمتها العربية وإدراكا منها لخطورة التحديات غير المسبوقة التي تهدد الأمن القومي العربي وبصفة خاصة أمن منطقة الخليج، فإنها تجدد التأكيد بأنها لا يمكن أن تقبل أو تسمح بالمساس بهما انطلاقا من ارتباطهما العضوي بالأمن القومي المصري واعتبار أن أمن منطقة الخليج هو خط أحمر بالنسبة لمصر."وختمت الوزارة بيانها بالقول: "تجدد مصر تأكيدها والتزامها باستمرار العمل والتعاون الوثيق مع الأشقاء العرب لمواجهة التهديدات والمخاطر القائمة بما يصون الأمن القومي العربي وبصفة خاصة أمن الخليج." بيان الخارجية المصرية لم يبين ويوضح حقيقة التهديدات التي تتهدد امن المنطقة العربية وتجاهل حقيقة التآمر على سوريا وتجاهل التهديد الإسرائيلي لأمن المنطقة كما تجاهل حقيقة المشروع الصهيوني لتهويد فلسطين واستمرار الاحتلال الإسرائيلي ولم يتطرق البيان لعدوانية وجرائم إسرائيل المستمرة ضد الشعب الفلسطيني والعربي ، القمة العربية التي ستعقد في شرم الشيخ في هذا الشهر لم يتم دعوة سوريا لها وان هناك محاولات لدول خليجيه لإشغال مقعد سوريا لقوى الائتلاف السوري المؤتمر بأوامر امريكيه صهيونيه تركية وخليجيه ويعد احد أهم أدوات التأمر الذي يتهدد الأمن القومي العربي ، إن مفهوم نظرية الأمن القومي العربي هو بتحديد مفهوم الأمن القومي العربي وهو الكف عن المشاركة العربية بالتآمر على سوريا وبإعادة بوصلة أولوية الصراع مع إسرائيل وإعادة الاهتمام بأولوية القضية الفلسطينية ، وان إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة هو بالكف عن الانخراط بالمشروع التآمري الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد وهذا يتطلب وأد الفتنه المذهبية الشيعية السنية ووقف تمويل الإرهاب الذي يستهدف امن المنطقة ، لا يمكن فصل امن الخليج العربي عن امن واستقرار سوريا وكذلك امن ووحدة اليمن بتمكين اليمينيين من التفاهم والحوار فيما بينهم وبالكف عن وضع معيقات تعيق انتخاب رئيس للبنان وكذلك إعادة الأمن والاستقرار بالعراق ووقف التحريض المذهبي ، إن المفهوم الشامل لنظرية الأمن القومي العربي تقتضي وضع استراتجيه عربيه بإجماع عربي حيث أن الأمن القومي كلا لا يتجزأ وان دعائم الأمن القومي العربي سوريا والقضية الفلسطينية ضمن المفهوم الشامل للأمن القومي العربي.

بقلم/ المحامي علي أبو حبلة