قصيرة بعنوان : عندما تكلمت السمكة ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

ذهب ليشتري سمك من أحد المحلات التي تبيع اللحوم ،والأسماك المجمدة ..بعدما رحل السمك الطازج بعيدا عن الأسواق ..نتيجة منع الصيادين من حرية الصيد ،ولو على مقربة من الشاطيء ،حيث تقف بكل غطرسة الطرادات والبوارج الحربية الإسرائيلية في عرض البحر لتفرض حصارا بحريا آخر يصطف بجانب المعابر المغلقة ..المهم وما أن قامت زوجته بقلي السمك بعد تتبيله،..قدمت له زوجته طبقا ليأكله بمفرده،لأنه كان جائعا، وما أن مد يده بكل شغف وشراهة ليتناول سمكة من الطبق ،وإلا وكانت المفاجأة أن السمكة تكلمت ،حيث قالت له على عجالة ..أرجوك لا تأكلني ، وإلا ستُهلك أو تصاب بحساسية شديدة ..لا تقترب مني ،واسمعني جيدا .. فأنا بسبب انقطاعات الكهرباء المتواصلة في قطاع غزة ،والتي زادت هذي الأيام أدت إلى تفتيت عناصر جسدي الضعيف ،ولا يغرنك تماسكه.. فقشرتي هشة ،وهزيلة و لم أعد مصدرا مهما بعدما تطاير اليود ،والفوسفور مني بسبب الثلج المتحلل بين حين وآخر ..وقد سمعت صاحب المحال وهو يهمس بأذن أحد أبنائه ..علينا أن نتخلص وبسرعة من تلك اللحوم ،والأسماك المجمدة وفي أقرب وقت وقبل أن يكتشف الناس ذلك.. لأن بضاعتنا باتت فاسدة فالثلج يذوب تماما ،ثم لايعود ،وإن عاد يكون كل شيء قد فسد..قال له ابنه.. لكن يا أبتي أليس ذلك حراما أن نغش الناس ..؟!!فما كان من والده إلا أن ضربه على رأسه قائلا ..أن نغش الناس في البيع أيها الأحمق لهو أفضل عندي من الخسران المبين، وإغلاق المحل ..ثم الناس في بلادنا معدتهم صارت فولاذية تهضم كل شيء حتى السموم المتحجرة تطحنها..قال الولد في قرارة نفسه إذا.. سأبلغ كل الأسماك واللحوم الراقدة في الثلاجات أن تبلغ الناس فتقول لهم ..ويلٌ للعرب من شرٍ قد اقترب ..وها أنا قد بلغتك أيها المسكين، ،فما أن سمع الرجل ذاك الكلام ، وإلا وقد أغشي عليه ..!!

بقلم /حامد أبوعمرة