ومن عجائب أيامنا المريرة ..أنه ما أن تتأزم الحياة في قطاع غزة ،وبعد أن بلغت القلوب الحناجر ،وإلا ويطل علينا من يبشر بقدوم الخير ،وهطول المطر بعد الجفاف ..عموما لا ضير حتى ولو كان الحديث الشائع هو من باب التفاؤل ،وإحياء الأمل في نفوس البائسين لكن أنا لي رؤية أخرى قد يتفق معي فيها البعض فيما أقول ،وقد يختلف معي آخرين ..ليست هذه قضية.. المهم أن تنبض عقولنا العقيمة ،وأن تعود الروح لأجسادنا الصرعى ..بكل صراحة أقول أن غزة لن تنعم بالراحة التامة.. لأن هناك تآمرات إقليمية وحتى وإن اتفقنا داخليا ،فليس معنى ذلك أن الأبواب ستفتح على مصراعيها .. بل ستبقى تتدحرج تلك المشكلات بدوائرها المغلقة بين انقطاع الكهرباء تارة وبين أزمة الغاز تارة أخرى وإن توفرا.. فعندئذ تعود طفرة جديدة بعد طيلة انقطاع لتطل علينا من جديد ألا وهي أزمة الطحين.. أو أزمة السكر أوالملح فجداول الكوارث مجهزة لأمد ٍ بعيد وبخطة طويلة الأجل ..وبرأيي أن الأرض الفقيرة أوالقحلة لا تنبت أبدا إلا بمعجزة..أليس السبب الذي يجعل الساسة ،يطلقون حملة الانفراجات هو خطورة الحياة والأوضاع المعيشية المعقدة في غزة ..والتي ما تكاد أن تنفجر وحينها تخرج الأمور عند دائرة الرقابة أو السيطرة .. إذا فلابد من متنفس ولو خياليا خاصة أني باعتقادي أن الأزمة الأخيرة قد بينت أن هناك الآف من حالات المرضى المدمنين إثر انقطاع الكهرباء ، والذين فاق إدمانهم الذين يتعاطون الترامادول..ألا وهم مدمني الفيس بوك، وما أدراك ما الفيس بوك..وحقيقة لم استغرب لما علمت أن هناك تظاهرات شبابية قد حُشدت منذ عدة أيام وجابت الشوارع في غزة تندد بانقطاع الكهرباء،وتطالب بحق حرية الفيس ..!!
بقلم / حامد أبوعمرة