لا يمكن فصل الأحداث التي تعصف في المنطقة العربية بعضها عن بعض ولا يمكن للنظام العربي الحديث عن الأمن القومي العربي إلا ككل لا يتجزأ ، الصراعات التي تعصف في المنطقة العربية هي صراع لمحاور لا تخدم أهداف وتطلعات الشعوب العربية ولن تحقق تلك السياسة للنظام العربي نظرية الأمن القومي العربي ، خاصة في ظل التدمير الممنهج للدولة السورية وليبيا واليمن الذي ينضم لقائمة الدول المستهدفة من قبل محور الاعتدال العربي حيث يسعى كل محور لحماية نفسه وتحصين نظامه دون النظر بعين الاعتبار لنظرية الأمن القومي العربي ككل لا يتجزأ ، توصيات وزراء الخارجية العرب لتشكيل قوه عسكريه مشتركه للتدخل في شؤون الدول العربية وفق ما ترتئيه الدول المشاركة لمصالحها دون الأخذ بعين الاعتبار للمصالح القومية العربية أو دون وضع إطار جامع لنظرية الأمن القومي العربي ضمن خطه عربيه جامعه لحفظ الأمن القومي العربي وحماية المصالح القومية العربية ودرء الأخطار المحدقة بالأمن القومي العربي ، إن سياسة المحاور المستندة إلى مبدأ مذهبي وطائفي لا يخدم أهداف وتطلعات الشعوب العربية لحفظ الأمن القومي العربي ، إن تجاهل القضية الفلسطينية وإبعادها عن مخطط تشكيل قوه عسكريه مشتركه وحرف الاولويه عن الصراع مع إسرائيل يدخل العالم العربي والإسلامي للانقسام ضمن سياسة تغذية الحرب المذهبية الطائفية مما يدخل العالم العربي والإسلامي لأتون الصراع المذهبي الشيعي السني ، إن عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية على اليمن في ظل التحالف الإقليمي الذي تقوده السعودية بمشاركة دول الخليج العربي وتركيا وباكستان ومصر والسودان والأردن تدخل المنطقة برمتها إلى نفق مظلم وان المنطقة العربية بنتيجة الصراع والتمحور بهدف الصراع والهيمنة والسيطرة وحماية المصالح حبلى بالمفاجآت ، خاصة وان هناك محاور عربيه تتصارع فيما بينها وان هناك من يتربص بآلامه العربية ويعمل على شرذمتها وإضعافها ، العرب اليوم يحشدون جيوشهم وقوتهم وعتادهم لمحاربة بعضهم بعضا ، وان هذه الجيوش التي يزج بها بهذه الحروب التي لا طائل منها سوى حماية عروش وممالك ثبت بالدليل القاطع أن الجيوش العربية للنظام العربي لم تعد لمحاربة إسرائيل أو تحرير فلسطين وهي جيوش أعدت لقمع الشعوب وترويض الأنظمة التي تخرج عن بيت الطاعة الأمريكي الصهيوني ، حرب اليمن سيكون لها ما لها وعليها ما عليها وإذا استمرت الحرب على اليمن ستعكس نتائج تعيد ترسيم المنطقة ، إن المنطقة حبلى بالمفاجآت وان عاصفة الحزم قد تقود إلى إعادة ترسيم خارطة المنطقة لان الصراع على اليمن لا يختلف في حقيقته وجوهره عن الصراع في سوريا وهو يعيدنا لصراع الستينات على اليمن ؟؟؟؟ الحرب اليوم على اليمن وسوريا وليبيا ولبنان تختلف بنتائجها وأهدافها وغاياتها التي بنتائجها التي قد تعيد إعادة ترسيم القوى في المنطقة بعد إغراق المنطقة بحالة الفوضى التي هدف المشروع الأمريكي الصهيوني لتحقيقها وهدفت إسرائيل من ورائها لتصبح قوه فاعله في المنطقة وان انعكاس الحرب على اليمن هو فشل الصراع على سوريا وان الحرب اليوم أصبحت في عمق الخليج العربي والذي قد تدفع بلدانه ضريبة إشعال الصراع في المنطقة ،و لا بد لنا ونحن أمام هذا الحشد العسكري الذي تقوده السعودية مع دول متحالفة معها في عاصفة الحسم ضد اليمن ألدوله العربية العضو في ألجامعه العربية أن نستذكر مقولة رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية السابق حمد بن جاسم حين وصف العرب بالنعاج لموقفهم مما يحصل في غزه والتعامل العربي المتخاذل في مواجهة جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ومواصلة الاستيطان وتهويد القدس ، لم يتخذ وزراء الخارجية العرب في حينه موقفا رادعا من إسرائيل ولم يحشدوا قواتهم التي يحشدوها اليوم لضرب وغزو اليمن تحت حجة حماية الشرعية ، الموقف العربي في حينه بالرغم من الأجساد المقطعة لأطفال غزه وصرخات امهامتهم حملوا المقاومة المسؤولية ، لم يتخذ وزراء الخارجية العرب أي قرار لمقاطعة إسرائيل أو سحب السفراء أو أي موقف من شانه أن يعبر عن موقف عربي متضامن مع الشعب الفلسطيني ، وحين حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي الرئيس الشهيد ياسر عرفات في مقر ألمقاطعه لم تحشد الجيوش ويعلن العرب حربهم على إسرائيل تحت شعار محاربة الاحتلال الإسرائيلي لحماية الشرعية الفلسطينية ، النظام العربي عجز في الثمانيات عن وقف الزحف واحتلال لبنان والوصول إلى مشارف العاصمة اللبنانية بيروت ، وعجز النظام العربي عن ردع إسرائيل في احتلال جنوب لبنان ، إن حقيقة المأساة التي يعاني منها النظام العربي هو بمشاركته أمريكا في عاصفة الصحراء والتحالف مع أمريكا في احتلال العراق لإسقاط نظام صدام حسين وترك العراق يعاني من نتائج الاحتلال الأمريكي للعراق ، وان قرار ألجامعه العربية بتشريع التدخل في ليبيا وشرعنه التدخل لحلف الناتو في ضرب العراق ، وان النظام العربي في دعم التدخل الأجنبي ضد سوريا ودعم الإرهاب الممارس ضد ألدوله السورية وموقف ألجامعه العربية بتجميد عضوية سوريه في ألجامعه العربية وفرض الحصار الاقتصادي كان بهدف إسقاط سوريا لخدمة مشاريع لا تخدم الأمن القومي العربي ، إن عجز النظام العربي من اتخاذ موقف عربي ضد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ووقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وان المبادرة العربية للسلام ورفض إسرائيل للتعاطي معها مما يدلل على عجز النظام العربي وافتقاده لموقف عربي جامع يكون بمقدوره الدفاع عن نظرية الأمن القومي العربي ، إن قمة شرم الشيخ ضمن الأولويات التي هي على جدول أعمال القمة حيث تتصدر جدول أعمال القمة العربي العدوان على اليمن في ظل تأييد النظام العربي لهذا العدوان ودعم المجموعات الارهابيه المسلحة ضد سوريا وفتح قواعد التدريب لما يسمى للمعارضة السورية المعتدلة ، وبحث إنشاء قوه عربيه مشتركه في ظل تجاهل للاحتلال الإسرائيلي ومشروعه ألتهويدي هو دليل العجز للنظام العربي لتحقيق نظرية الأمن القومي العربي لان من دعائم وركائز الأمن القومي العربي سوريا واليمن بموقعهما الجغرافي والجيوسياسي ، إن سياسة التمحور للنظام العربي وتغذية الحرب المذهبية السنية الشيعية سيزيد في تعميق ألهوه العربية ويقود إلى مزيد من الصراعات والاضطرابات التي لن تخدم الأمن القومي العربي ، وان هذه السياسة تخدم مصالح أمريكا وإسرائيل وتهدف لتصفية القضية الفلسطينية ، للخروج من النفق المظلم الذي يعيشه العالم العربي لا بد من مراجعة وتقييم المواقف السياسية للنظام العربي بوقف الحرب على اليمن وسوريا وفتح حوارات معمقه تقودنا إلى وقف التحريض وتغذية الحرب المذهبية السنية الشيعية وضرورة الحوار البناء بين مختلف الفرقاء في المنطقة وفتح صفحه جديدة من العلاقات تقود حقيقة إلى تنقية الأجواء العربية تفتح المجال أمام حوار بناء مع إيران وتركيا ضمن سياسة تقود لحفظ المصالح العربية وتقود إلى خطه وطنيه تحفظ الأمن القومي العربي وتضع القضية الفلسطينية في سلم الاهتمامات والاولويه لان مفتاح الأمن والسلام في المنطقة هو القضية الفلسطينية.
بقلم/ المحامي علي ابوحبله