كل المفاوضات والمباحثات التي تجري حول كافة الموضوعات والقضايا سواء الدولية أو الإقليمية منها تسير على وتيرة الاتفاق ولو بالحد الأنى، رغم أن كل طرف يضع في المرحلة الأولى شروط تعجيزية أو شروط عالية السقف، والهدف من ذلك هو إحراز أكبر قدر ممكن من المكاسب التي يتصور أحد الأطراف أنه من خلال ذلك سوف ينتزعها من الطرف الأخر.
إن الآلية التي تسير عليها هذه الطريقة تعد آلية قديمة حديثة والكل أصبح يعلمها ويمارسها أثناء عمليات التفاوض، وعند النظر إلى مصطلح أو اسم المفاوضات لا نقصد الخيانة، لكن هذا المصطلح تلطخ بالسمعة السيئة نتيجة ممارسات بعض الجهات والأشخاص التي يمارسونها أثناء عملية التفاوض أو الدخول في عملية تفاوضية عقيمة لا جدوى منها.
ما أريد أن أركز عليه في هذه المقالة هو الأسلوب والآلية التي تسير عليها المفاوضات بين حركة حماس والفريق السويسري تارة، وبين حماس والطرف الفلسطيني الأخر الذي ينصب حاله حكومة توافق لشعب الفلسطيني لم يجني منها أي شيء سوى تعزيز الانقسام الفلسطيني وتكريس النزاع وبيع الوهم للرأي العام المحلي والخارجي.
من الواضح أن زيارة الحمد الله إلى قطاع غزة ظهرت ملامحها بعد أن عقد الرجل مؤتمراً صحفياً على معبر بيت حانون حيث من هذا المكان ظهر ما يدور ويجول في خاطر رامي الحمد الله وحكومته، الذي قدم اشتراطات مسبقة قبل خوض أي جولة مفاوضات مع حماس وقد تمثلت الاشتراطات في ضرورة تسلم السلطة المعابر وجباية الضرائب حتى يتم حل مشاكل قطاع غزة المتمثلة في إعمار غزة وحل مشكلة الكهرباء والموظفين.
من جانب أخر هناك بعض المعلومات التي رشحت من المباحثات الدائرة بين وفد الحكومة وحركة حماس هذه المعلومات تصب تجاه نية حكومة التوافق تشكيل لجنة من أجل حل مشاكل قطاع غزة.
المتابع والناظر للاشتراطات المسبقة التي أطلقها الحمد الله أثناء عقده المؤتمر الصحفي في بداية الزيارة وما تواصل إليه هو ووفد حركة حماس، يستنتج المتابع نتيجة مفادها أنه لا يوجد تغيير في واقع المصالحة ولا في صيغ الاشتراطات المتكررة ولا في الأسلوب والآلية المتكررة، حيث أصبح المواطن الفلسطيني تعني له " تشكيل لجنة" اشمئزاز وتعني الفشل، وبالتالي الزيارة والمصالحة الفلسطينية تدور في حلقة مفرغة حول نفسها والمراوغة سيدة الموقف، وبالتالي السؤال الذي يطرح نفسه ألم يحن الوقت لإنجاز المصالحة الوطنية والاتفاق والتنفيذ ولو بالحد الأدنى بين حركة حماس وفتح في ظل واقع فلسطيني متردي وقضية فلسطينية متراجعة طغى عليها ملفات أخرى ووجود حكومة إسرائيلية لا تعترف بدولة فلسطينية ولا حتى بفلسطينيين الداخل واستمرار الاستيطان الذي ابتلع الأرض الفلسطينية و عيش مليون و 853 ألف نسمة في قطاع غزة حياة بائسة لا يرضى بها لا عدو ولا صديق.
بقلم/ أ. عبد الرحمن صالحة