هل عملية عاصفة الحزم، هي حقا من أجل استقرار اليمن ..؟!!

بقلم: حامد أبوعمرة

وهكذا أصبحت السياسة في أيامنا تطل علينا بنواياها الرديئة على المكشوف ،فلم تعد مستترة خباياها كما في سالف العصر والأوان .. فلو سألنا الصغار أو عوام الناس اليوم في بلاد العُرب أوطاني.. ما رأيكم لما يحدث في اليمن من تدخل تحالفي عربي وإسلامي من قبل بعض البلدان العربية في أنه من أجل إرساء وتثبيت الشرعية السياسية اليمنية ،أولحماية اليمن وأهله.. وتلبية عاجلة لنداء الاستغاثة من قبل الرئيس اليمني عبد ربه هادي ..؟!! حتما سيسخرون ويستهزئون بنا ، وسيقولون لنا أن المعنى في بطن الشاعر.. أي يقصدون بقولهم أن المصالح الإقليمية المشتركة لدى الدول هي التي أقامت حلفا موحدا لضرب الحوثيين ، بهدف منع توسعهم، وعدم إحكامهم السيطرة على خليج عدن ..لأن سيطرة الحوثيون على خليج عدن والذي يشرف على مدخل مضيق باب المندب يترتب عليه بصورة آلية السيطرة على مضيق باب المندب ، حيث تكمن أهمية هذا المضيق في انه أحد أهم الممرات المائية في العالم ، وأكثرها احتضانا للسفن حيث يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن وكما تكمن أهمية ذاك المضيق في انه يربط بين قناة السويس وممر مضيق هرمز وتزداد أهمية مضيق باب المندب ..بازدياد أهمية نفط الخليج العربي حيث تمر من خلاله سفن كثيرة ،وناقلات نفط عملاقة.. وإلا ماذا يعني أن يشارك في عملية "عاصفة الحزم" المزعومة، خمس دول خليجية: السعودية، والبحرين، وقطر، والكويت، والإمارات، إلى جانب المغرب والسودان والأردن، بينما أبدت مصر وباكستان استعدادهما للمشاركة، وإعلان الولايات المتحدة استعدادها لتقديم دعم لوجستي واستخباراتي..إذا هذه العمليات المشتركة لم تكن وليدة الصدفة ..بل هي أهداف إستراتيجية ومصالح مشتركة..ويعني ذلك أن عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية على معاقل الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في اليمن،هي ليست استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي،ولا .. لاستقرار اليمن ،ولم يكن التدخل عسكرياً كذلك لصد عدوان المليشيات الحوثية"فحسب ..وإلا لما لم تتحرك تلك الدول منذ بداية الصراع الدائر في اليمن أو سوريا أو العراق أوغيره .. ولما هذا التحرك الواسع والكبير اليوم، وعلى عجالة ..؟!! أليس السبب لأن الأمر بات يهدد مصالح تلك الدول المتحالفة ....وإلا لما لم تكن هناك أي أحزمة ناسفة أو عاصفية أو نارية.. لردع الآلة الصهيونية المتغطرسة التي تعيث فسادا وإفسادا في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ سنوات طوال وعجاف ،وخاصة لما يحدث بالضفة والقدس وغزة ..عندما قامت الاجتياحات الإسرائيلية بتوغلها وهجومها البربري ،على المخيمات والمدن بالضفة الغربية ، وكذلك في الحروب التي تشنها إسرائيل بين فترة وأخرى على غزة وما تخلفه تلك الحروب من خراب ٍ أو دمارا كبيرا، ورغم القتل والتنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني ورغم كثرة الإصابات ..إلا أنه لم يتحرك أي ساكن من تلك السواكن العارضة التي تحيط بنا ، والتي تتحرك فقط عندما يمس الأمر حناياها ،وعندما يدق ناقوس الخطر ليهدد مصالحها ..حتى الدول التي امتنعت أو تحفظت عن الرد فيما يتعلق بالمشاركة في العمليات العسكرية باليمن ليس بدافع التحييد بل حرصا منها على مصالحها كذلك كسوريا والتي تعتبر حليفا استراتيجيا لحزب الله وإيران ..وكالجزائر والتي لها مصالح أيضا مع إيران وغيرها رغم تأييدي المطلق لقمع الحوثيين الشيعة ،والذين تدعمهم إيران ، و يدافع عنهم حسن نصر الله إلا إنني أنتقد وبشدة أن يُستخف بعقولنا فيُشاع لنا.. بأن ما يحدث في اليمن من صراعات أخيرة هو انطلاقا من مسئولية تلك الدول التحالفية من الجانب التاريخي تجاه الأمن القومي العربي وامن منطقة الخليج العربي ..!!

بقلم/ حامد أبوعمرة