مقابل النووي الإيراني....جوائز ترضية أمريكية للسعودية واسرائيل

بقلم: راسم عبيدات

السعودية واسرائيل من أكثر المعترضين على توقيع الاتفاق الأمريكي - الإيراني بشأن برنامج ايران النووي،ولكل له أسبابه في الإعتراض التي سنعمل على التطرق لها في هذه المقالة،فالسعودية في سبيل منع هذا الإتفاق سلكت كل الطرق والدروب ومارست كل أشكال الضغوط والحرد،حاولت رشوة الروس بمليارات الدولارات وبمشاريع إقتصادية ضخمة،وكذلك كانت تحرض فرنسا وتدفع لها الملايين من أجل أن تتصلب في المحادثات الدولية(5+1) مع ايران بشان برنامجها النووي،وكذلك مارست الحرد في المؤسسات الدولية،حيث تخلت عن قبول مقعدها غير الدائم في هيئة الأمم المتحدة العام الماضي،وكذلك اعتذرت عن القاء كلمتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة...عندما اكتشف بان امريكا تدير محادثات مع ايران حول برنامجها النووي دون علمها بوساطة عمانية،....واسرائيل كانت تملأ الدنيا صراخاً وعويلاً وتهديداً بانها ستقوم منفردة بمهاجمة ايران لتدمير منشأتها النووية،وقامت بعدة عمليات تخريب في منشأت ايران النووية واغتالت العديد من العلماء الإيرانيين في هذا المجال،وذهبت في إطار حملتها الى ما هو أبعد من ذلك في تحدي الإدارة الأمريكية،فقد عمد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قبيل فوزه في الإنتخابات الإسرائيلية الأخيرة للذهاب الى واشنطن لهذه الغاية وهذا الغرض،وللتحريض على خطر توقيع الإتفاق مع ايران بشأن برنامجها النووي،القى خطابه في "الكونغرس" الأمريكي رغماً عن إرادة الرئيس الأمريكي وحكومته الرافضة لهذا الخطاب.

الإعتراضات السعودية - الإسرائيلية الملتقية المصالح والتي دخل التنسيق والتحالف بينهما شكل الإجتماعات الأمنية،فقد كشفت الصحافة «الإسرائيلية» وقائع لقاء رئيس الاستخبارات «الإسرائيلية»، الموساد، تامير باردو،ورئيس الاستخبارات العسكرية السعودية خالد الحميدان في الرياض في كانون الأول الماضي،وقالت إن الهدف من الزيارة كان مناقشة الاحتمالات المترتبة على توقيع الاتفاق النووي بين الدول الغربية وعلى رأسها أميركا مع إيران، وكيفية تلافي الأخطار الناجمة عن هذا الاتفاق وماهية الخطوات الاستباقية الواجب التعاون لاتخاذها للحؤول دون وقوع النتائج الأشد خطراً،على مفهوم الأمن القومي لكل من تل أبيب والرياض، الحليفين الأبرز لواشنطن في المنطقة.

أمريكا تدرك جيداً بأن السعودية واسرائيل هما من تشوشان وتحرضان بشكل أساسي على المحادثات الأمريكية – الإيرانية والتي دخلت مرحلة حاسمة في لوزان،بحيث بات التوقيع على الاتفاق بين الطرفين قريباً جداً،وجاءت قضية الحوثيين في اليمن،لكي تمنح الأمريكان الفرصة لتسويق هذا الإتفاق وتجاوز الإعتراضات السعودية – الإسرائيلية عليه،حيث أن ضجيج وصخب الحرب على الحوثيين ستطغى على توقيع الإتفاق مع ايران بشأن برنامجها النووي،ولذلك فإن الضوء الأخضر الأمريكي للسعودية لشن عملية عسكرية ضد الحوثيين،والتي جاءت تحت مبررات ومصوغات الإستجابة لنداء الرئيس الهارب عبدربه منصور هادي" الشرعية" ومنع سيطرة الحوثيين على البلاد،ليس له أية صدقية أو حقيقة في أرض الواقع،فالمعلومات المتوفرة تقول بأن قرار شن "عاصفة الحزم" السعودية على اليمن،كان سابق بكثير لزحف الحوثيين على عدن،فسفير السعودية في واشنطن عادل الجبير قال:- بأن هذه العملية هي نتاج محادثات سعودية – امريكية ممتدة لشهور سابقة،وواضج بأن هذا الكلام صحيح،حيث تم الإعلان عن " عاصفة الحزم" السعودية من واشنطن.السعودية شنت هذه الحرب العدوانية من اجل المحافظة على دورها الإقليمي،ومن أجل ان تبقى متحكمة في اليمن قراراً وسياسة وسلطة،كما هو الحال في لبنان وأكثر من بلد عربي وإسلامي،بفعل النفط والمال وموائد الرحمن،هذا النفط والمال وموائد الرحمن تلك،تدفع من كرامات الشعوب التي ي/تقدم ذلك وتلك لقياداتها وزعاماتها.

وكذلك من أجل ان تمنع قيام حكومة او سلطة في اليمن معادية للسعودية،تهدد امنها وإستقرارها وتسيطر على الممرات البحرية الناقلة لنفطها وبترولها (باب المندب)،وكذلك حتى لا تكون ايران على حدودها،على اعتبار ان الحوثيين حلفاء طهران،ولذلك كانت جائزة الترضية الأمريكية للسعودية،هي إعطاءها الضوء الأخضر لشن هذا العدوان على اليمن، من أجل أن تحفظ السعودية دورها الإقليمي ونفوذها في اليمن، والسعودية خوفها على خسارة دورها الإقليمي اكثر من خوفها من إمتلاك ايران للقنبلة النووية،فهي تعرف جيداً بأن هذه القنبلة فقط من اجل خلق توازن رعب وحماية مصالح ايران ودورها ونفوذها في المنطقة،وليس من أجل إستخدامها،وهي بفعل البترودولار قادرة وبموافقة امريكية أيضاً على شراء قنبلة نووية جاهزة من حليفتها باكستان.

حجج وذرائع السعودية بأن شنها ل"عاصفة الحزم" من اجل منع التمدد الفارسي والشيعي،هي حجج وذرائع واهية جداً،فهي تحالفت مع الشاه الإيراني السابق محمد رضا بهلوي وكان اوثق حلفائها،وكذلك تحالفت مع الإمام يحيى الشيعي ضد عبدالله السلال السني في حرب اليمن في الستينات،والمعادلات الان تبدلت القائد الراحل عبد الناصر السني بالمنطق المذهبي وقف لجانب السلال السني،والسعودية وقفت لجانب الإمام يحيى الشيعي،والآن السيسي لجانب السعودية وايران لجانب الحوثيين.
اسرائيل المصابة بالهوس،وبأن لا تكون أي دولة عربية وحتى إسلامية مالكة لسلاح نووي في المنطقة،يهدد دورها ونفوذها،او قد يشكل خطر وجودي عليها،يعنيها سلاح ايران النووي أولاً،فعدم إمتلاك ايران له ضمانتها لإستمرار تفردها وهيمنتها وسيطرتها على المنطقة،ولذلك قبولها وهضمها لهذا الإتفاق بحاجة الى جائزة ترضية امريكية،هذه الجائزة ستكون مدفوعة الثمن من الحقوق الوطنية الفلسطينية،حيث ستغض الطرف امريكا عن إستمرار اسرائيل في مواصلة إستيطانها في الضفة الغربية وتهويدها للقدس،مع بقاء المفاوضات دائرة لعشرة سنوات قادمة اخرى ما بين تقديم مبادرة امريكية وأخرى اوروبية،تكون اسرائيل قد أجهزت ليس على القدس،بل والضفة الغربية وقضت على آمال الفلسطينيين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة وعاصمتها القدس.

بقلم :- راسم عبيدات
القدس المحتلة – فلسطين

31/3/2015
0524533879
[email protected]