ليست حزيرة... ولا فزورة ... وقبل ان نبدأ اقول ما ان يشعر الانسان بالم حتى من وخزة شوكة صبر يئن ااااخ.. طلبا للنجدة من اخيه... اعز مالديه وميراث والديه..!!
اتذكر أباناعبد الناصر الذي كان يستهل خطاباته الشهيرة وسط منع تجول شعبي اختياري بعبارة (ايها الاخوة المواطنون) وكذلك المناضل احمد الشقيري رحمه الله اخلص من خدم فلسطين كان يهدربحماس في بدء خطبه (ايها الاخوان)...!! ولم اكن اعلم في حينه ان هذه الكلمة قد حولها حسن البنا واتباعه في الثلاثينات الى معنى اخر..لجماعة دينية اقترنت بها بيعة سرية وصلات غامضات و طموحات واغتيالات ومحاولات انقلاب ودم وصراعات..!!
ولست ادري ماعلاقة كلمتي اخ واخوان بكلمات خان وخيانة وخوان ..!! ربما هي الحروف نفسها مع تبديل ...وربما ان الاخ قد يخون اخاه بل وقد يقتله من اجل مال او جاه كما فعل قابيل مع هابيل ..!!
واعود الى العنوان... الذي اوحى لي به لقاء اخواني الجزيرة (احمد منصور) مع اخواني تونس(عبد الفتاح مورو) نائب الغنوشي رئيس حزب النهضة في برنامج شاهد على العصر... وللحق فاني احترم هذا الشيخ الجليل واقدر جراته واجل فكره الاسلامي المتنور المتسامح منذ سمعت له في الصيف الماضي نقدا ذاتيا لنكبة اخوان مصر واخطائهم وخطاياهم من تسرع في قطف الثمار وسلوك الكبر والهيمنة والتعالي على الناس..!! عدا العناد في عدم مراجعة الوقائع..!! وهذا ما تجاوزه حزب النهضة الى حد ما في تجربته الجديدة .
شعرت ان الشيخ عبد الفتاح اخواني ومش اخواني..!!
اخواني الانتماء الى عقيدة التوحيد التي تنقي وتقوي علاقة الانسان مع ربه...والانتماء الى وطن ومجتمع وتاريخ
ومش اخواني كاولئك الذين يتاجرون بالدين ويغذون العصبية والطائفية بالتنفير والتكفير.. وينتمون الى من يدفع اكثر وصولا الى حلم اكلته القرضة..!!
كنت اتساءل دائما من منطلق (ان اولاد الحرام لم يتركوا لاولاد الحلال سكة)..هل هذا الشيخ (يفلم) علينا.. ام انه ينطق صدقا ...؟!! هل هو يريد احياء الاخونة بثوب عصري جديد ويريد نفض غبار تاريخ من الشك والتوجس والدم والتامر عنها وقد انفض من حولها خلق كثير؟
استمعت الى الشيخ مورو وهو يروي كيف استطاع بدلا من ممارسة هواية التكفير والتنفير..هداية سكير والدخول به الى المسجد رغم ما طالهما من مطر الاحذية والشباشب !! لينفر المصلون من رائحته ولما سجدوا وقاموا ظل السكير على سجوده ووجدوا انه قد فارق الحياة ..!! وهذا يعني ان الله احبه اكثر من اولئك التقاة الكاذبين..!!
ويروي ايضا ان عالما تونسيا جليلا كان يرعى التائبات من الخطايا ..يأويهن ويزوجهن..!!
والشيخ المفوه البليغ لايخجل من ذكر حقيقة انه يحب الموسيقى ويدندن ما لا يخدش .. وكان ماهرا في العزف على البيانو..!! موردا احاديثا ومواقف للرسول تؤيد ذلك ومنها (ان الصديق ابا بكر اقبل على بيت النبي ص يوما فراى عند عائشة قينتان تغنيان فقال امزمارة الشيطان تلك؟!! فرد النبي مبتسما انه يوم عيد..)
ومستشهدا بالامام الغزالي الذي قال (من لم يهزه الربيع وازهاره والعود واوتاره..فاسد المزاج ليس له علاج.!! )
لقد اسعدني حقاهذا النموذج الطيب النادر من شيوخ الاخوان الذين لم نعهد فيهم الا كل ماهو منفر ومكدر واخال بعضهم ممن طبع الله على قلبه بالقسوة والغلظة .. ينتفض ويرعد ويرغي ويزبد ويصرخ كمن يجلس على خازوق وااا اسلاماه... واااامصيبتاه ويتهم الشيخ بالكفر والفسوق..!!
ولهذا كان ماكان واستقر القلب والرأي على العنوان المذكور .
اللهم اغفر لنا ياغفور...
بقلم/ توفيق الحاج