داعش وبني خيبان ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

وهكذا وبمرور الوقت قد تكشف الوجه الحقيقي للداوعش ..بعدما قد سقط القناع الزائف عن وجهها القبيح فبدت بملامحها البشعة ،ومن خلال ممارساتها وسلوكها الإرهابي البغيض واضحة الأهداف كما الشمس ،رغم أن هناك من المساكين والبلهاء من بني خيبان، والذين هم قد تصوروا برؤيتهم الضيقة جدا والمتخلفة بأنهم تنفسوا الصعداء ،وقد أثلجت صُدورهم لما ظهر التنظيم الداعشي المتطرف ..ولا أقصد بقولي بني خيبان المملكة ،بل أني استثمر مفهوم التورية من عمق البلاغة العربية، لأن لي في ذات الكلمة مآرب أخرى.. وإنه من أبغض الأمور عندي أن أقول " الدولة " كما يقول السفهاء من الناس ..فأولئك المضحوك عليهم تصوروا بأن اللحاق بمركب داعش فيه النجاة أو الخلاص ،وان من لم يبايعه يكون مصيره حتما كمصير ابن نوح ..الذي تصور بحماقته وكفره ..أن الصعود لقمة الجبل ِ سيؤويه من الطوفان،فقد كانت الجبال بمخيلته الحصن الحصين وان الناس كانت تستفيد من منافع تلك الجبال ،ولم يكن يعلم أن الجبال كذلك مأوى للصوص وقطاع الطرق ومأوى يلوذ به المطاردون الذين كانوا على قمة ذات الجبل فكانت النهاية الهلاك والغرق .. ولذلك لم استغرب حين تزايدت وتزاحمت أعداد المؤيدين والهاتفين والمهللين لداعش في أرجاء المعمورة لتقديم الولاء والبراء لشرذمة حقيرة لقيطة هدفها تشويه صورة الدين الإسلامي ،ونشر الفساد والفتنة والرعب في قلوب الذين آمنوا ..من أجل تطبيق أجندات خارجية مشتركة التقت في نقطة تقاطع واحدة هي إيران وأمريكا ومن والاهم ..وسواء أكان ذلك بصورة مباشرة أوغير مباشرة فإيران لاتمانع من تدعم وتنبت تنظيما .. شيطانيا ..متطرفا يُنسب للسنّة على حد زعمهم وهم يدركون جيدا أن السنّة بريئة منه،ولكنه العداء والحقد فكل ما تريده إيران هو طمس الفكر أو العقيدة الإسلامية الحقة ، وتشويه كينونتها من جانب ،ومن الجانب الآخر حتى تقيم إمبراطوريتها الفارسية حتى ولوعلى أجساد ِ أبناءها من الشيعة فالهدف بالنسبة لإيران ومن والاها هو أسمى بكثير ..وبالنسبة لأمريكا وغيرها من محور الشر ،هم يريدون دينا جديدا ينشرونه على طريقتهم ،اسمه يتعلق بالإسلام وبالخلافة أو الدولة ذيوعا ، ولكنه بعيد كل البعد ،ولا صلة له بالدين الإسلامي أي يريدون غولا مفترسا يبتلع كل شيء يخالفهم .. لأنهم عرفوا خطورة المد الإسلامي أو الزحف الديموغرافي الذي بات يؤرق مضاجعهم ويهدد مصالحهم واستراتيجياتهم .. وإلا ما علاقة الخلافة بما يحدث في العراق والشام ..وهل دولة الخلافة مقصورة بين هاتين المنطقتين فحسب ..وهل تقام الخلافة الزائفة من جانب أحادي رغم أنف الرافضين لمنهجها وهم كُثر .. ثم إذا كان الداعشيون يطبقون الحدود فهل الحدود مقصورة على قطع الرقاب أمام أعين الناظرين فالزاني.. والسارق ..والمتزوج من امرأة جميلة ،ومن لم يبايعهم ..كلهم سواء في الدستور الداعشي ،وكلهم تقطّع رؤوسهم أمام الخلائق ، وما علاقة داعش بجبهة النصرة ،والتي يعتقد بأنها تتبنى فكر تنظيم القاعدة، لما ساعدت مسلحي تنظيم الدولة على دخول مخيم اليرموك والسيطرة عليه ،ولما يتم الزج بالمخيم في مثل تلك الصراعات ..رغم أن الصراع الحقيقي المفروض أن يكون بتقدم مثل تلك المليشيات المتطرفة لعدة كيلومترات قليلة .. ثم هل سمعنا عن خفافيش داعش بإسرائيل أو فرنسا أو بريطانيا..؟!! وإذا وجدت ..مثل تلك الخفافيش هل ستقف مثل تلك الدول الكبرى مكتوفة الأيدي أو تتردد في إبادتها فما بالنا بالذي يحركها بالحبال كما العرائس ،على المسرح ..عموما لن أقول أن الإسلام لم ينتشر بحد السيف وإن كنت قد أشرت بذلك من قبل إلا أنه خطأ مني وتسرع لأنه برأيي في هذا مخالفة مني لأوامر الله ورسوله ،وإرضاءً للذين يمقتون الدواعش في كل الساحات .. ولكن هل أمر الله تعالى بإعداد العدة لمجاهدة المسلمين وإرهابهم..؟! وهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الإسلام والذين هم أسلموا حقا .. دعوة مقرونة بالسيف ..؟! وهل جمعت داعش الإرهابية على الأقل الدعوة إلى الله سبحانه مقرونة بالسلاح أم أن أنها تنفذ أجندات هي عبيدة لها مقرونة بالسلاح ونشر الرعب وتشويه صورة الدين الإسلامي ليبغضه الذين يحاولون مجرد التفكير للدخول في دين الله أفواجا ..وأين هم أولئك القتلة المجرمين من حديث رسول الله والذي رواه مسلم عَنْ بُرَيْدَةَ فقَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ، ثُمَّ قَالَ : اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ ، اغْزُوا ، وَلا تَغُلُّوا ، وَلا تَغْدِرُوا ، وَلا تَمْثُلُوا ، وَلا تَقْتُلُوا وَلِيدًا ، وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاثِ خِصَالٍ أَوْ خِلالٍ فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ . . . فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمْ الْجِزْيَةَ ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ . . . الحديث ..أليست هذه هي الدعوة الحقة إلى الله سبحانه بأشراطها ،والمقرونة بقوة السلاح كما جاء بالحديث ..؟!!

الحقيقة الواضحة برؤيتي الخاصة هي أن مصير داعش الانقراض،والفناء.. لأنهم قد أضروا بالدين، ومصير قائدها البغدادي سيكون حتما كمصير.. هشام بن وهدان آخر ملوك بني خيبان ، والذي لم يتصور.. ولو للحظة أن تكون نهاية مملكة بني خيبان على يديه لجهله بعدد المعارضين ولحماقته، وأنه لما نزل إلى الشوارع في أحد الأيام، وتذكر أيام الهتافات وزحمة الجماهير في عهد أبيه وجدّه، وكيف أنه أضاع مملكة خيبان تماماً، وزار حقول الأرز والمراعي، فلم يجد أحداً، ونظر شذراً إلى وزيره الكياد الذي لم يلبث أن غادر البلاد ومعه باقي الوزراء من عشيرة النصباويين، وانفضت الشرطة بعد أن فتحت أبواب السجون، وحاصر المسجونون قصر الملك، وعندما اقتحموه وجدوا الملك قد فارق الحياة، وقد كتب على وسادته ما سيكتبه البغدادي على وسادته أيضا عما قريب إن شاء الله .. حيث كتب الملك:

ودّع بنى خيبان والأملاك والقصر إن الذي يعلو بالظــلم ينحـــــدرُ

لا يعرف الأمجاد من كان في نهمٍ وعزيز دار الظلم لاشك ينكسـرٌ.

بقلم/ حامد أبوعمرة