تشهد القضية الفلسطينية في الوقت الراهن أزمات هي الأسوأ في تاريخها وأهمها وجود انقسام سياسي بين المحافظات الشمالية ( الضفة الغربية ) والتي تسيطر عليه السلطة الفلسطينية برئاسة حركة فتح والمحافظات الجنوبية ( قطاع غزة) والتي تسيطر عليه حركة حماس منذ يونيو 2007 , هذا الانقسام الأكثر خطراً على القضية الفلسطينية والذي ساهم بتراجع دور القضية الفلسطينية عربياً وإقليمياً وتحديداً منذ اندلاع الثورات العربية الملونة ( الربيع العربي) في نهاية ديسمبر للعام 2010 , إضافة لذلك مشكلة الاستيطان وتهويد ما تبقى من الأراضي الفلسطينية والذي يكلف الفلسطينيين سنويا قرابة 7 مليار دولار, وأزمة إعادة أعمار قطاع غزة, والأزمات المالية التي تعانيها السلطة وعدم قدرتها على دفع رواتب الموظفين بسبب تأخر المساعدات والمنح وعدم التزام الدول العربية بدفع شبكة الآمان العربية المقدرة شهرياً ب 100 مليون دولار والقرصنة التي تقوم بها إسرائيل من حجز أموال المقاصة والتي تقترب من 170 مليون دولار شهرياً والتي تتعارض مع بنود اتفاقية باريس الاقتصادية التي تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين , وتفاقم المشكلة الاقتصادية والتي تتجلى بالارتفاع الكبير للبطالة والفقر وتراجع الأمن الغذائي وغيرها من الأزمات الإنسانية والتي كان آخرها تردي أوضاع الفلسطينيين بالشتات وتحديداً بمخيم اليرموك جنوب دمشق والذي يعاني من حصاراً منذ عامين وندرة المياه والأغذية وغيرها من الاحتياجات الضرورية والذي تسبب نقصها استشهاد العديد من الفلسطينيين, و يشهد المخيم صراعاً بين القوى المتصارعة للسيطرة عليه لموقعه الاستراتيجي , ولتفاقم الأزمة بمخيم اليرموك شهدت صفحات التواصل الاجتماعي والمناطق الفلسطينية مسيرات منددة بما جرى ومطالبة بتحرك فلسطيني وعربي لحماية الفلسطينيين اللاجئين , ولأجل ذلك فهناك حلولاً مثالية وضمن الإمكانيات المتاحة تتمثل في التالي :
( إرسال السيد الرئيس محمود عباس أبو مازن ( رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية والقائد العام لحركة فتح صاحبة الرصاصة الأولى وقائدة الثورة الفلسطينية المعاصرة) , ومؤسسة الرئاسة الفلسطينية ورئيس وزراء حكومة التوافق الوطني ووزراء الحكومة والإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية إضافة لأعضاء المجلس التشريعي البالغ عددهم 132 والذين يتقاضوا رواتب 30 ضعف الأسر الفقيرة والمستفيدة من برامج الحماية الاجتماعية.
ووزراء الحكومات الفلسطينية السابقة , وعددها 17 حكومة بمعدل حكومة كل عام ,والمفتي العام وأئمة المساجد والدعاة والوعاظ ,وأعضاء المكاتب السياسية للأحزاب الفلسطينية , وأعضاء اللجنة المركزية والقيادة العامة والمدراء العامون وقادة المخابرات والاستخبارات والأجهزة الأمنية كافة, ورؤساء الجامعات والمستشفيات , ومن يحملون جوازات سفر دبلوماسية والسفراء والناطقين باسم التنظيمات والفصائل الفلسطينية ورؤساء مؤسسات المجتمع المدني وكبار التجار والمتزوجين كاثوليكياً مع السلطة , والحالمين بالقيادة والمتشوقين للحكم ) إلى مخيم اليرموك
لحماية أهلنا في مخيم اليرموك على قاعدة نحن نقدم القادة قبل الجند !
إذا أثبت هذا الوفد الفلسطيني والوطني الذي هو بطريقه لليرموك قدرته على حماية الفلسطينيين فأسقف لها احتراماً وعرفاناً وتقديراً, وسيمنحهم الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وسام شرف وصكوكاً بالوطنية وصكوكاً بالغفران ومسح كل الأخطاء التي ارتكبت بحق الفلسطينيين سابقاً أية كانت صغيرة أو كبيرة, ويكونوا مؤهلين لإدارة ما تبقى من القضية الفلسطينية النازفة .
وإذا سقطوا شهداء وسقط المخيم فإن رحم نساء فلسطين كفيلاً بإنجاب قيادة جديدة أكثر وعياً ووطنية ....
وفي الذكرى الثالثة عشر لمعركة جنين البطولية فإن السؤال الرئيس الذي يراود عدد من الفلسطينيين ماذا لو شهد مخيم اليرموك ملحمة بطولية يقودها القادة الفلسطينيين من هرم السلطة والمنظمة والمجتمع على غرار أبو جندل ومحمود طوالبة وغيرهم من الشهداء في مخيم جنين عام 2002.
وفي الختام فإن مثل تلك الخطوة الجريئة في حال تطبيقها فإننا كفلسطينيين سنضرب 5 عصافير بحجر واحد !! وتلك العصافير هي كالتالي :
العصفور الأول : حل أزمة مخيم اليرموك ووقف نزيف الدم وإعادة الحياة والاستقرار للفلسطينيين والبالغ تعدادهم قرابة 150 ألف شخص.
العصفور الثاني : ولادة قيادة فلسطينية جديدة وطنية وواعية وذات مسؤولية كبيرة همها الأول والأخير حماية الفلسطينيين وتوفير احتياجاته وتحقيق الرفاهية الغائبة منذ سنوات.
العصفور الثالث : ولادة رأسمالية وطنية غير محابية لرأس المال العالمي والاحتكاري , رأسمالية بعيدة عن الاحتكار والكمبودراية
العصفور الرابع : ولادة نظام جديد لمؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات التعليم والصحة الفلسطينية .
العصفور الخامس : ولادة مؤسسة دينية مختصة بالشؤون الدينية على غرار مؤسسة الأزهر الشريف بمصر, تلك المؤسسة مستقلة ولا تتحدث بالسياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع وغيرها من العلوم .
عن المأساة والدماء النازفة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين أتحد ث !!
بقلم / حسن عطا الرضيع
باحث اقتصادي/ غزة