حسن نصرالله وتحرير الجليل والجولان !!

بقلم: عبد القادر فارس

في آخر خطاباته أطل علينا ( السيد ) حسن نصر الله , من وراء ستار , ليشن هجوما على المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز , والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أعلن تأييده لحملة " عاصفة الحزم " والوقف إلى جانب المملكة والتحالف العربي الاسلامي في وجه المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وحزب الله الذي يقوده نصر الله , مهددا ومتوعدا , وداعيا إلى تحرير اليمن وفلسطين .
فلسطين التي لم يقدم لها السيد حسن سوى الخطب العصماء أو الجوفاء , التي تدعو إلى الانقسام والفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني , ويذكرني اليوم بخطاباته السابقة والمتكررة , أنه في حال شنت اسرائيل حربا على لبنان , فإن قواته ستجتاح شمال فلسطين المحتلة , لتحتل منطقة الجليل الفلسطينية , وتحررها من الاحتلال الاسرائيلي لتعود إلى أهلها , أو يعود أهلها إليها , حيث أن معظم اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين في مخيمات اللجوء هم من مناطق الشمال الفلسطيني , يعيشون في مخيمات لبنان , وبذلك يكون السيد نصر الله , قد قدم حلا جزئيا لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين , والكف عن الحديث عن التوطين , الذي يزعج الطائفة والحلفاء من المسيحيين , الذين يخافون الاختلال الطائفي لصالح السنة , ويحاربون الفلسطيني في لبنان بكل الأشكال , والتي وصلت في يوم من الأيام إلى حرب الإبادة في المخيمات , خوفا من " القنبلة الديموغرافية" لصالح الطائفة السنية , إذا ما تم توطين أو تجنيس اللاجئين الفلسطينيين , في أي حلول سلمية مستقبلية.
لكن السؤال المطروح : لماذا ينتظر السيد نصر الله , أن تقوم اسرائيل بحرب ضد لبنان , أو قصف المفاعلات النووية في إيران – والذي أصبح اليوم بعيدا بعد أن أقدمت طهران على توقيع اتفاق النووي الايراني مع الدول الكبرى – لكي يرد باحتلال الجليل وتطهيره من الاحتلال , فما دامت لديه القوة لشن حروب التحرير , مثلما فعل ذات يوم خلال حرب "تحرير بيروت" ضد الإخوة الأعداء , لماذا لم يتم ذلك خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في حرب استمرت أكثر من خمسين يوما , لم يطلق حلالها صاروخا واحدا على الجليل الذي ينتظر التحرير على أيدي جحافل الحزب " العظيم " , حيث وقف متفرجا على ذبح الأطفال والنساء في غزة , ولم يطلق حتى رصاصة واحدة على شمال فلسطين المحتلة للتخفيف عن أهل غزة , وتعزيز صمودهم , ودعم مقاومتهم , ولم نسمع سوى عبارات الشجب والاستنكار والإدانة , وعبارات التشجيع للصامدين في غزة المذبوحة بالسكين الاسرائيلي , ولماذا لم تزحف قواته على فلسطين خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان في صيف عام 2006 , والتي مر عليها اليوم تسعة أعوام , ويبدو أنها ستكون آخر الحروب مع اسرائيل , وخرج بعدها للحديث عن الانتصارات ودحر العدوان , بعد أن تم وقف إطلاق النار بقرار دولي , ودخل أكثر من ثلاثين ألفا من القوات الدولية للتمركز على أراضي الجنوب اللبناني لحماية اسرائيل – حسب أقوال الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله - , بعد أن ابتعدت قوات حزب الله لأكثر من ثلاثين كيلو مترا عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية .
وللأسف ومن العجيب أن نرى البعض عندنا , يصدق ما يأتي من تصريحات وتهديدات , ومن الحديث عن الحروب والانتصارات من حزب الله في لبنان , أو من الحليف الأكبر في طهران , والحديث أن المعركة القادمة ستكون على أرض فلسطين , بعد أن يتم تحرير جنوب لبنان والجولان بجحافل الجيوش الزاحفة من الشمال والجنوب بقيادة تحالف نصر الله – الأسد , بعد أن أرسل قواته لقمع ثورة الشعب السوري في حمص ودرعا والقلمون , بدعم من حكم الملالي في طهران .
فكفانا خزعبلات وشطحات يا سادة , فلن يتم تحرير فلسطين بالشعارات والتصريحات والخطابات , فمن أراد تحرير فلسطين عليه دعم صمود أهلها , وإنهاء الانقسام بين أبنائها , وليس تعزيزه كما يفعل الكثيرون من أصحاب الشعارات , والمتاجرون بدم الشعب الفلسطيني من أجل مصالحهم الفئوية والمذهبية , ومطامعهم الاقليمية .


*عبد القادر فارس