التقرير الذي نشرته صحيفة هافينجتون بوست حول عاصفة الحزم ضد الدوله السورية وهدفها إسقاط الشرعية للرئيس السوري بشار الأسد تتشكل من السعودية وتركيا وقطر هو خبر صحيح بحسب ما جاء في تغريده على صفحة الإعلامي السعودي جمال الخاشقجي المقرب من دائرة صنع القرار السعودية ، وجاء في تغريده الإعلامي جمال الخاشقجي بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، حيث قال: "مبدئيا، الخبر صحيح ولكن التفاصيل غير دقيقة والخطة طور التشكل والله اعلم."ويشار إلى أن الصحيفة قالت في تقريرها نقلا عن مصادر بأن هناك "محادثات مكثفة بين السعودية وتركيا بوساطة قطرية، حول عمليات عسكرية لدعم ما تسميهم الصحيفة الثوار في سوريا ضد نظام بشار الأسد وقواته، بحيث تقدم تركيا قوات برية في الوقت الذي تغطي فيه السعودية العمليات جوا."وتابعت الصحيفة بأن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما تم إخطاره بهذه المحادثات الجارية عن طريق أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد خلال زيارته لواشنطن، في الوقت الذي رفض فيه المتحدث باسم البيت الأبيض التعليق على الموضوع ، وقد سبق للرئيس الأمريكي اوباما ، في حوار أجراه مع الكاتب الشهير توماس فريدمان أعرب عن مساندته ودعمه لتحرك عربي ضد الرئيس السوري بشار الأسد متعهدا بحماية الانظمه التي ستقوم بتوجيه عدوانها ضد سوريا كتلك الحرب التي تشنها السعودية عبر تحالفها ضد اليمن ،؟". وان الرئيس الأمريكي وفي معرض حواره مع فريدمان استعمل تعبير ألسنه ضمن استراتجيه امريكيه تهدف إلى تغذية الإرهاب وتغذية الحرب المذهبية حين قال "أما بالنسبة لحماية الحلفاء من العرب السنة، قال "أوباما": " لديهم بعض التهديدات الخارجية الحقيقية ولديهم بعض التهديدات الداخلية كالبطالة، وذلك جزء من عملنا وهو العمل مع هذه الدول حول كيف يمكننا أن نبني القدرات الدفاعية الخاصة بهم ضد التهديدات الخارجية والداخلية؟".وإذا كانت التقارير والأخبار المتعلقة بالتحضير لعاصفة حزم ضد سوريا فان المنطقة مقبله على عملية انتحارية لا تعرف نتائجها بفعل انعدام ألقدره على التفكير واتخاذ القرار في ظل التخبط الذي تعيشه السعودية في حربها على اليمن حيث ارتكاب جرائم بحق المدنيين اليمنيين ترقى لمستوى ارتكاب جرائم حرب في ظل عدم اكتساب أية شرعيه دوليه للحرب التي تقودها السعودية ضد اليمن ، السعودية وقطر وتركيا تفتح قواعد على أراضيها لتدريب ما يتم تسميته مجموعات سوريه معتدلة تحت عنوان محاربة داعش ، تفتقد السعوديه وحلفائها لمبررات حربهم على اليمن علما ان الحرب تشن ضد اليمن تحت شعار دعم الشرعية علما ان ش عبد ربه منصور هادي قدم استقالته من منصب رئيس الجمهوريه ثم عاد وسحب استقالته بضغط من مجلس التعاون الخليجي وان شرعيته موضع تشكيك من قبل اليمنيين انفسهم وان مبررات الحرب على سوريا لا احد يعرف تحت ايا من العناوين التي ستتضمنها عاصفة الحزم ضد سوريا ، ان التحالف الذي تقوده السعوديه هو موضع تساؤل من قبل الحلفاء المنضوين تحت لواء الحلف الذي تقوده السعوديه في الوقت الذي نأت فيه باكستان عن المشاركه في القتال ضد اليمن والمطالبه بحل سياسي في الصراع اليمني اتخذت تركيا دور الوسيط ومصر مواقفها متردده ، فهل سيكون بمقدور السعوديه ان تقود الحرب ضد سوريه عبر حلفائها من مجلس التعاون الخليجي وهل ضرب سوريا سيتم وفق قرار سعودي عبر مجلس التعاون الخليجي ، والسؤال الذي يطرح نفسه هل الحرب على سوريا سيتم وفق اتفاقية الدفاع العربي المشترك ، لا شك ان السعودية تعيش في حاله قلق وتخوف من حقيقة وجوهر الصراع الذي تشهده المنطقة والتي تعد السعودية احد أهم أدوات هذا الصراع ، حقيقة تخطئ المملكة العربية السعودية إن هي ظنت انه بمقدورها أن تشن الحرب ضد سوريا على غرار عاصفة الحزم على اليمن لان الحرب على سوريا تحمل عناوين ومخاطر دوليه وإقليميه ولها حسابات تختلف عن حسابات الحرب على اليمن لان سوريا جزء من تحالف دولي وإقليمي وان المحور الدولي والإقليمي الداعم لسوريه لن يقف مكتوفي الأيدي وان تركيا تدرك حقيقة ذلك لان روسيا والصين لن تسمح بإسقاط سوريا ولن تقف مكتوفة الأيدي في حال شنت السعودية حربها على سوريا وان مصر تدرك مخاطر أي حرب تشن على سوريا خاصة وان أي حرب على سوريا عنوانها حرب الوكيل عن الأصيل وهي حرب تهدف لخدمة امن إسرائيل على حساب الأمن القومي العربي وان هذه الحرب تكريس للتوسع الإسرائيلي والهيمنة الاسرائيليه على العالم العربي ، عاصفة الحزم على سوريا لها حسابات دوليه وإقليميه تختلف عن حسابات حرب اليمن ، وان القرار الروسي بتزويد إيران بمنظومة صواريخ أس 300 وفورا وبحماية روسية مما يجعل المنطقة برمتها أمام مواجهة حقيقية تنذر بخطر حرب واسعة تتهدد ما تسميه السعودية الأمن القومي العربي ، ولا بد وان تؤخذ بالحسبان أزمة أوكرانيا والتحرك الروسي وضم جزيرة القرم ضمن المواجهة الروسية مع أمريكا والغرب بسبب نتائج أحداث أوكرانيا ، وان أي حرب تستهدف سوريا لن تكون بمعزل عن ارتدادات وانعكاس ألازمه الاوكرانيه ، عاصفة الحزم ضد سوريا ستجلب المخاطر على مجلس التعاون الخليجي وامن الخليج ولا بد من وجود مخرج لحرب اليمن وحل سياسي للازمه اليمنية قبل أن تأخذ السعودية العزة بالإثم وخوض حرب ضد سوريا تعد لها مع دول تقود المنطقة لحرب مذهبيه طائفيه تغرق المنطقة بصراعات الجميع فيها خاسر وان حساباتها ونتائجها هي بعكس حسابات الحرب على اليمن.
بقلم/ المحامي علي أبو حبلة