مؤتمر الأمن الدولي الرابع في موسكو ضمن استراتجيه لإقامة نظام جديد للأمن في آسيا والمحيط الهادي

بقلم: علي ابوحبله

المخاطر التي تتهدد امن العالم بفعل الاضطرابات والحروب والصراعات في الشرق الأوسط لها انعكاساتها على تغير موازين القوى الدولية والاقليميه ولها ارتدادات في تغير في التحالفات الاقليميه والدولية وان من شان نتائج هذه الصراعات أن تعيد اقتسام مناطق النفوذ والهيمنة ، إن صراع النفوذ والهيمنة بين أمريكا وروسيا محوره قارة آسيا وهي تشكل ثلثي مساحة المعمورة ، والصراع على سوريا والحرب على اليمن هي ضمن معادلة الصراع والاستحواذ على النفوذ العالمي في ظل تغير موازين القوى ، التحالفات الاقليميه والدولية هي ضمن معادلة التحديات والمخاطر التي تتهدد الأمن العالمي ، نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انتو نوف ذكر أن روسيا وجهت دعوات إلى ممثلين عن 80 دوله بما في ذلك الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الناتو وأكد أن أكثر من 300 مندوب مشاركتهم في المؤتمر ومن ضمنهم 15 وزير دفاع ، وان محور النقاش انصب عن التهديد الناجم عن تنظيم ألدوله الاسلاميه ( داعش ) وكذلك البحث عن آليات توفير الأمن في مجال الاسلحه التقليدية في أوروبا ، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في كلمته تطرق إلى ضرورة إعادة تشكيل النظام العالمي متهما الولايات المتحدة بأنها تشكل تهديد للأمن العالمي ، حيث قال أن العالم يعيش لحظه مهمة من التاريخ وعلينا أن نقرر معايير النظام العالمي ، وأضاف في معرض استعراضه للمخاطر والتحديات التي تتهدد الأمن والسلم العالمي أن الاستقرار الذي ارسي بعد الحرب العالمية الثانية بدأ ينهار ، وان بعض الدول تعتبر نفسها رابحه في الحرب الباردة وتحاول فرض إرادتها على الآخرين وهو يشير بذلك للولايات المتحدة والدول الحليفة لها ، ووجه اتهامه لواشنطن بأنها تسعى لزعزعة استقرار الدول السوفيتية السابقة من خلال إبعادها عن روسيا وإغرائها بالاستثمارات وعبر دعم الثورات الشعبية وان الهدف الرئيس للولايات المتحدة هو إبعاد الدول المرتبطة بروسيا عبر الثقافة والتاريخ عن روسيا ، واتهم وزير الدفاع الروسي دول حلف الأطلسي بالسعي للسيطرة على الفضاء الجيوسياسي وبناء القدرات العسكرية في أوروبا الشرقية والهدف الاقتراب من الأراضي الروسية ، اتهمت روسيا الغرب بتأجيج الصراعات في العالم ووضعه على حافة مواجهة جديدة ، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حمّل واشنطن وحلفاءها مسؤولية تفاقم الأزمات، وقال إن «موسكو اعتقدت بأن الحرب الباردة انتهت منذ 25 سنة، لكن العالم ما زال يقف أمام خيار المواجهة وإنشاء جدران عازلة، مؤتمر الأمن الدولي عقد بحضور وزراء دفاع ورؤساء أركان دول عدة، بينها باكستان والهند وإندونيسيا وإيران، ودول الرابطة المستقلة ومجموعة بريكس، في غياب المسئولين الغربيين. وزير الدفاع الروسي اتهم واشنطن بأنها دعمت ظهور منظمات إرهابية خرجت عن سيطرتها لاحقاً ولفت إلى أن ظاهرة الثورات الملوّنة تتطور وتنتشر عالمياً، معتبراً أزمة أوكرانيا أكبر كارثة في سلسلة هذه الثورات، وثورة المظلات» في هونغ كونغ وزعزعة الوضع في فنزويلا حلقات ضمن السلسلة ذاتها.ورأى أن واشنطن وحلفاءها تجاوزوا كل الخطوط، وفشلوا في التغلب على خطر الإرهاب في أفغانستان، كما يفشلون حالياً في سورية والعراق. وزاد: نظام الاستقرار الذي بُني بعد الحرب العالمية الثانية بدأ يتفكك، وبعض الدول التي اعتبرت نفسها منتصرة في الحرب الباردة تتدخل في شؤون الآخرين وتفسر المبادئ الأساسية للقانون الدولي كما تريد، وتطبق معايير مزدوجة على نطاق واسع، لذا ستوزع روسيا وتوسع وجودها العسكري وتعزز انتشار قواعدها في آسيا الوسطى ومناطق أخرى .واعتبر شويغو أن إغلاق ملفي السلاح الكيماوي السوري وملف إيران النووي أكد قدرة العالم على تسوية مشاكل مهمة عبر الحوار، ومؤشراً إلى إمكان وقف النشاطات العسكرية في المناطق الساخنة. لكنه اشترط لتحقيق تقدم الانطلاق من مراعاة مصالح جميع اللاعبين الدوليين. مؤتمر الأمن الدولي الرابع يؤسس لمبادرة نحو إقامة نظام جديد للأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادي حيث تم التوصل إلى اتفاق حول تنسيق الخطوات بشأن تطوير مبادرة إقامة نظام جديد للأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادي بمشاركة كافة الدول الراغبة بالانضمام لهذا الحلف على أساس مبادئ الحياد والشفافية ووحدة الأمن وان اللقاء الثلاثي الذي ضم روسيا والصين والهند أعرب عن أملهم في تسوية القضية النووية الايرانيه قريبا ، وجاء في البيان أن الوزراء أكدوا دعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل شامل ودائم للقضية النووية الإيرانية بالطرق الدبلوماسية السياسية ورحبوا بتمديد المفاوضات بين السداسية وإيران.
وأعلنت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج أنها اتفقت مع نظيريها الروسي والصيني على عقد الاجتماع الثلاثي القادم نهاية العام الحالي في روسيا، مؤتمر الأمن الدولي الرابع يعكس سياسة التمحور والتحالفات الدولية والاقليميه ضمن التغير في موازين القوى ، فما تشهده العلاقات الروسية الصينية من تصاعد وتطور غير مسبوق وكذلك تقارب روسيا مع إيران والمرسوم الرئاسي للرئيس بوتن بتزويد إيران منظومة الصواريخ أس 300 وان هذا المؤتمر عزز منظومة دول البر يكس ومنظمة شنغهاي
إن التوسع المنتظر في منظمة شنغهاي للتعاون من شانها أن تتحول من منظمة إقليمية إلى قوة عالمية، علماً بأنها تأسست في حينه من أجل التعاون في وسط آسيا بالدرجة الأولى، ويقول قسطنطين سيفكوف النائب الأول لرئيس أكاديمية المسائل الجيوسياسية: ، أي توسيع جغرافي لمنظمة شنغهاي للتعاون، فهي الآن تشمل نصف سكان العالم تقريباً ، ، وأن مشكلة الأمن الآسيوي بالنسبة لروسيا تعتبر ذات أهمية قصوى بالنسبة لها، وأن الهند والصين شريكاها الاستراتيجيان، كما أنهما من أكبر شركائها في التعاون العسكري، ومن مصلحة روسيا العمل بصورة تستطيع فيها منظمةُ شنغهاي للتعاون أن تصبح قاعدة لتقارب القوى العظمى الثلاث: روسيا والصين والهند، وإنشاء علاقات تحالف فيما بينها.أن مؤشرات الأحداث تشير إلى أن هناك تغير في التحالفات الدولية والاقليميه ضمن استراتجيه تقود لإقامة نظام لأمن آسيا الذي سينعكس على الصراعات الاقليميه في الشرق الأوسط

المحامي علي ابوحبله

[email protected]