"يا توافق/ يا تنافق/ يا ترحل من البلد / يا تموت قهر" فعلى المواطن أن يختار إحدى هذه الاختيارات لأنه هناك علي ما يبدوا أيادي تحاول تضييعنا وشطبنا لغاية تكمن في نفس يعقوب فهي أيادٍ كارهة للوطن وحاقدة علي التاريخ ، بعد كل هذا الخراب والدمار والذي لازال طحين الاسمنت عالقاً علي ملابس الأطفال عاد "موال " الانقسام في الوطن الذي فرقته السياسة كما تفرق الذئاب قطعان الأغنام الجائعة فهناك أشخاص يتحدثون عن الوحدة ولا يتمنون تحقيقها لأنهم لازالوا غير مبالين لإرادة الشعب، فلا يعلمون أن الشعب هو من يولد الانتصار.وهناك من يحاول ضياعنا.. لكن خسئوا فنحن لم ولن نضيع لأن الوطن كبير بل اكبر منهم جميعاً، وتشدنا الغربة نحوه وهو أمةً وتاريخ ،لازلنا نبحث علي الهوية و لازلنا نغني على الوحدة ومازلنا مفرقين وهناك ذئاب تنهش الأمة من الداخل وتعمل على تشتتيها وتخريبها فالمعركة الحقيقية مع أعداء الداخل "برعي ومتولي ومرعي" وغيرهم فأعداء الخارج معروفين أما "برعي ومتولي ومرعي " لا زالوا ينهشون فينا هؤلاء ثيران السفينة يريدون الوطن رغيف خبز يركض ونحن نركض ورائه ولا نستطيع الوصول إليه مع كل لقمة نبلع قطعة من أحلامنا ، ويبنون ويعمرون من قهرنا قصوراً إذاً سنجعلهم يأخذون كل شي معهم في الآخرة حتي يملؤوه في الأكفان وينزلوه تحت التراب معهم، لعلهم يعيشون برفاهية هناك ..فهم دائماً يتحدثون عن الاحتلال ، فالاحتلال لم يعد عسكر ودبابات، فبكل بساطة دبابات وعسكر الاحتلال لم تعد تخيفنا .فإرادة الشعب هي الأقوى والأصعب من ترسانته .فأطفالنا الذين يقاومون الدبابة والحجارة بأيديهم وكتب المدرسة لازالت علي ظهورهم لم يفجروا شيئا فيكم ؟؟؟؟ فهم إذن انتحروا ولم يستشهدوا.!!!إذا هيا.. أيها المتناحرون أيها المتخاصمون أيها الباقون علي جراح وأنات الشعب افتحوا إذاعاتكم علي أخر مصراعيها من المحيط إلي الخليج واشتموا بعضكم واذبحوا بعضكم في كل شوارع الوطن كلكم عندكم وجهات نظر وحق وكلكم عندكم أيدلوجيا .فهل الخلاف القائم علي عدد الجيش الذي سيعبر الي القدس ؟ او علي عدد الأسرى ؟ او على عدد الخريجين العاطلين عن العمل ؟ او علي اسر الشهداء ؟ او الأرامل في الوطن؟ فالآن حسب وجهة نظركم أصبح الوطن هو الغلطان (لأنه فقير) يشبه حكايتنا:" بردان لكن إحنا أثيابه , سخنان لكن إحنا هواه , ختيار علي عكازه لكن إحنا عكازته حفيان لكن إحنا حذائه وسيدنا وتاج رأسنا وفيه تراث أجدادنا ."وطالما هناك كاتب أو مخلص يجوع من أجل أفكاره أوفي شخص يستطيع أن يقول لا في هذه المرحلة حتي لو لزوجته لن نيأس. أيها المتناحرون الآن لدينا آلاف الشهداء وآلاف الأسري وآلاف الجرحى هل تكتفوا بهم ؟؟!! أليس بحرام عليكم أن تقتلوا أحلامهم ومصيرهم بيد مقعد ذاهب للزوال؟؟ فلو غرقت السفينة كلنا سنغرق ولم ينجُ منا أحد . ليس قريب وبعيد كلنا في نظر الغرب عالم متخلف " َنور وأجمال وخيام ".التاريخ أنكتب والحاضر الآن يكتب لكن المستقبل مازال صفحة بيضاء يجب أن نتكاتف ونكتبه مع سوياً. ربما يأتي يوم لنتذكر وندرس ونُعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقة، ومرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله.......نعم سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا في موقعه.. وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام, يحمل مشاعل النور وليضيئ الطريق حتي تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر مابين اليأس والرجاء.
بقلم/د.هشام صدقي ابويونس
كاتب ومحلل سياسي
عضو الأمانة العامة لشبكة كتاب الرأي العرب
ممثل دولة فلسطين في المنتدى العالمي أكاديميون من اجل السلام وحقوق الإنسان