سأله ابنه الصغير ذات ليلة .. قال له.. يا أبتي ..وما هي حكاية علي بابا والأربعون لصا ..؟! قال له بابتسامة عريضة ،قد ارتسمت على شفتاه ..هي قصة من أشهر القصص ذات الطابع الشرقي ، لكنها في نهاية المطاف قصة خيالية لم نعد نذكرها كثيرا اليوم.. لأن اللصوص قد كثروا فصاروا بالملايين في مجتمعاتنا العربية ،قاطعه وقال بكل براءة ..لكن هل حقا أن كلمة السر التي كانت تفتح المغارة ..التي كان يختبأ بها اللصوص آنذاك هي قولهم ..افتح ياسِمسِم..؟!! قال له على عجالة ..نعم لكن اليوم .. قد تغيرت كلمة السر بتغير عدد اللصوص ،ومطامعهم التوسعية ،وكراسيهم الفولاذية التي يلتصقون بها لذلك.. تحولت كلمة السر إلى قول أحدهم ..افتح ياسَمسَم أي بفتح السين لا بضمها ولا بكسرها ..لمح الأب حينها نظرة استغراب قد انبثقت من عينَي ابنه الواسعتين ،حيث قال ذاك الصغير بكل فطرية ،وما الفرق فيما قلت يا أبي ..؟!! قال له جمال اللغة ،لغتنا العربية، وكنزها الدفين الذي ننهل منه خيراتٍ جمة.. يكشف لنا مثل تلك الرموز الغامضة التي قد يجهلها كثيرا من الناس فسَمسَم بفتح السين أي بمعنى الثعلب وما أكثر السماسم في أيامنا، وأما بضمها فنعني بذلك النمل الذي رحل عن عالمنا بعيدا ، وقد غابت معه العبرة والعظة .. رحم الله أيام السمسم بكسر السين ِ.. ورحم الله أيام علي وأبو بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم جميعا ..!!
بقلم /حامد أبوعمرة