مؤشرات الأحداث تشير أن أوروبا تشهد انعطافه في تغير سياستها تجاه العاصمة السورية دمشق وان زيارة الوفود الاوروبيه النيابية والشعبية إلى العاصمة السورية دمشق لا تتم بمعزل عن التنسيق مع حكومات هذه الدول حيث أن الوفود الاوروبيه في غالبيتها تحمل رسائل للمسئولين السوريين تنبئ بتغير في سياسات هذه الدول وإمكانية إعادة فتح السفارات الاوروبيه وعودة للعلاقات الديبلوماسيه بين سوريه وعواصم الدول الاوروبيه ، الدول العربية المنخرطة في التآمر على سوريا واليمن والعراق وليبيا لا زالت تراهن على التغيير في سوريا بينما الدول الاوروبيه وصلت لحد القناعة بضرورة الحوار مع النظام في سوريا ، فيما أكد وفد برلماني بلجيكي في زيارته للعاصمة السورية دمشق أن الرئيس السوري بشار الاسد حليف وليس عدو معتبرا أن العدو هو الإرهاب وليس النظام السوري فيما أكد عضو مجلس النواب الاتحادي البلجيكي فيليب دوينترالذي ترأس وفدا برلمانيا أن أكد في محادثاته مع رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام إن الوفد سيعمل على إعادة العلاقات الديبلوماسيه مع سوريه ووضع حد للمقاطعة ألاقتصاديه المفروضة عليها ولا سيما أن الشعب السوري هو المتضرر المباشر من ألمقاطعه وأعرب دوينتر في زيارته أن الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد حليف وليس عدو لأنه يحارب الإرهاب ، وأشار إلى أن الشعوب الاوروبيه بدأت تنفتح وتتساءل عن حقيقة ما يحدث ولا سيما بعد وقوع هجمات إرهابيه في فرنسا والدنمرك وبلجيكا ، وقد سبق للوفد النيابي الفرنسي زيارة العاصمة السورية والتقى الرئيس السوري بشار الاسد وان هذه الزيارة في حينه كانت بضوء برتقالي أعطته إدارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للحوار علما أن فرنسا تعد من الدول الاوروبيه المتشددة تجاه النظام في سوريا معتبرة النظام بوجهة نظرها فاقد للشرعية والزيارة في حينه إشارة إلى التخلي التدريجي عن اللون الأحمر الذي منع أي تعاطي رسمي فرنسي مع النظام السوري ، يبدوا من معطيات الأحداث أن الوفد الفرنسي حمل رسائل سوريه للقيادة في فرنسا في أن سوريا مستعدّة للتعاون الأمني والاستخباري مع فرنسا بشرط ألا يبقى مستترا، أي ألا يبقى «تحت الطاولة»، وأن يترافق مع إعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسيّة والسياسيّة بين البلدين (إعادة فتح السفارات وعودة الموظفين إليها). وضمن الإطار الذي يؤكد التغير الأوروبي من سوريا ضمن عملية الانفتاح التي تشهدها العاصمة السورية هو اللقاءات الصحفية والاعلاميه للإعلام الغربي مع الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد حيث أن الرئيس السوري أصبح يتصدر عناوين الإعلام الغربي ، وان مقابلة القناة الفرنسية مع الرئيس السوري بشار الاسد تأتي تتويجا للتغير الأوروبي من سوريا وقد أكد الرئيس السوري في مقابلته مع القناة الفرنسية أن هناك اتصالا بين أجهزة الإستخبارات الفرنسية والسورية بالرغم من انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ آذار/ مارس 2012. ويضيف الأسد أن فرنسا وبريطانيا كانتا رأس الحربة في دعم الإرهاب في سوريا. فيما أكّد الرئيس السوري بشار الأسد أن هناك اتصالات تجرى بين أجهزة الإستخبارات الفرنسية والسورية. وفي أول مقابله مع محطة فرنسية رسمية منذ بداية الأزمة في سوريا إن هناك اتصالا بين الجهازين لكن لا يوجد تعاون فعلي بينهما. مشيراً إلى أن الاتصالات جرت مع أفراد من الإستخبارات الفرنسية زاروا سوريا.
الأسد رأى أن الدول الغربية غير جادة في محاربة الإرهاب بالمنطقة، وأنه لا يمكن تأليف تحالف ضد الإرهاب يدعم الإرهابيين في الوقت نفسهوأكد الرئيس السوري أن الأشخاص الذين تلقوا الدعم والسلاح من دول غربية و بينهم فرنسا هم الذين تحولوا إلى "داعش". وأضاف أن فرنسا وبريطانيا كانتا رأس الحربة في دعم الإرهاب في سوريا. من معطيات الاحداث والاتصالات والزيارات والمقابلات الصحفيه والاعلاميه جميعها تشير الى تحول وتغير في الموقف الاوروبي من سوريه فهل تسبق اوروبا الموقف العربي في إعادة العلاقات مع سوريه ليغرق النظام العربي في وحل الحروب والخلافات والذي تشير مؤشرات الأحداث ان النظام العربي هو الخاسر الأكبر لقبوله الانخراط في المشروع التامري الذي يستهدف المنطقه.
بقلم/ المحامي علي ابوحبله