عـبد الرحمن الأبنودي أيقونة العطاء وموسوعةالإبداع

بقلم: وسام محمد طيارة

قامةٌ أدبية ثقافية امتزجت بوطنٍ وانتماء حاكت صروح المجد وأشعلت جواهر الحروف لـ تتقد بوهجها المشرق، تناثرت بهاء الحضور وعطرت الأزهار بشذاها الفواح العذب، مزيجٌ من القوة والحب بين الوضوح والغموض، قامةٌ تعانق بفلسفتها صروح الفن والجمال بحروفٍ تعقدت وتبسطت، جمعت الشهامة الريفية والمكر الأدبي بسهلٍ تمنع اختراقه، احتوت بشخصها طيبة البسطاء وعظمة المفكرين، دوواينٌ شعرية وأعمالٌ دخلت موسوعة الفن والسينما والإبداع، حاكت الواقع وتزينت برؤياها المترجمة بعبق الأصالة..

عـبد الرحمن الأبـنودي شاعر الـوطن والعروبة فردٌ تفرد بعناق الأمل وهيبة الحضور ، ولد عام 1938 في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذوناً شرعياً، متزوج من المذيعة المصرية نهال كمال وله منها ابنتان آية - نور، توفي ظهر يوم أمس 21/4/2015م بعد صراع طويل مع المرض عن عمرٍ ناهز 77 عاماً..

هو شاعر من أشهر شعراء الشعر العامي في العالم العربي شهدت القصيدة العامية بحروفه وتصوراته وعمله مرحلة انتقالية مهمة من تاريخها، حصل الأبنودي على أكثر من جائزة دولية ومحلية أهمها جائزة الدولة التقديرية عام 2001 ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية، وجائزة محمود درويش للإبداع العربي للعام 2014، تأثر بأغاني السيرة الهلالية وكان ضليعاً في اللغة العربية بشهادة اساتذته، ومن أشهر أعماله السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد ، دور الأبنودي يتمثل في جمع بعض نصوص الهلالية وليس تأليفها وهو دور ليس هينا ، رغم أن طريقة كتابة اسمه على الأجزاء المطبوعة والمسموعة ، قد توحي بنسبتها اليه..

من أشهر دواوينه الشعرية.. إضافة الى السيرة الهلالية، المشروع والممنوع، الموت على الأسفلت، جوابات حراجي القط، الأرض والعيال، الزحمة، صمت الجرس، أنا والناس، وجوه على الشط، كما أنه كتب العديد من أغاني المسلسلات منها : النديم ، ذئاب الجبل، وكتب حوار و أغاني فيلم شيء من الخوف ، وحوار فيلم الطوق والإسورة وكتب أغاني فيلم البريء، كما كتب مجموعة من الأغاني للعديد من النجوم والعمالقة كـعبد الحليم حافظ، شادية الصغيرة، وردة الجزائرية، فايزة أحمد، شادية، ماجدة الرومي، محمد منير، كما أن له كتاب (أيامي الحلوة) و الذي كان ينشر في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام في حلقات منفصلة تم جمعهم في هذا الكتاب بأجزائه الثلاث ، و فيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر ، و في الكتاب تظهر علاقة الأبنودي بالشاعر المصري أمل دنقل صديق طفولته

صدر مؤخرًا عن دار "المصري" للنشر والتوزيع، كتاب "الخال" للكاتب الصحفي محمد توفيق، يتناول فيه سيرة الشاعر عبد الرحمن الأبنودي الذاتية. يرصد الكتاب قصص الأبنودي الآسرة، وتجاربه المليئة بالمفارقات والعداءات والنجاحات والمواقف، في مقدمة كتابه، يقول توفيق: "هذا هو الخال كما عرفته.. مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء.. هو السهل الممتنع، الذي ظن البعض - وبعض الظن إثم - أن تقليده سهل وتكراره ممكن.

بقلم المستشار والإعلامي

وسام محمد طيارة