هكذا هو حال البشر اليوم ..عندما يُخطيء الواحد منا ،نجده على عجالة دوما يبحث عن شماعة ليعلق عليها أخطاء الغير ،فلا يعترف أبدا بخطئه بصورة أحادية وبذلك ينسى أو يتناسى نفسه ..اليوم عندما نجلس وسط مجموعة من الذين يدعون أنهم من ذوي الفكر والرقي والذوق والحضارة ..ومجرد أن تذكر أمامهم خطايا النساء ،وإلا ونجدهم على قلب رجل واحد فيقولون ..لولا حواء لكنا في الجنة ،أليست هي التي أخرجت أبونا آدم من الجنة في بداية الخلق ..ويقول آخر لولا حواء لكانت حياتنا كلها خير وسعادة ..ونسوا ،أولئك القوم الجهلاء أن ما يدعونه هو مجرد افتراءات وإساءة متعمدة للمرأة وهذا يخالف قول الحق سبحانه وتعالى القائل في كتابه : "فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ "أليس ذلك بكاف ٍ على إيضاح أن الخطيئة رجل وامرأة أي الخطيئة إنسان ،ودليل ذلك التثنية ،وليس الإفراد ..وعندما تقتل امرأة زوجها ،وإلا ويقول الكثير من السفهاء ..أن ذلك ليس بجديد فقد ذُكر في القرآن عنهن ..إن كيدهن عظيم..ولو رجعنا إلى الآية لوجدنا اختلافا كبيرا .. فهذه الجملة الملفقة هي جزء من الآية الكريمة { فلما رأى قميصه قُدًّ من دبرٍ قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم } ..إذن هذه الجملة حكيت في القرآن الكريم على لسان عزيز مصر ، وليس في الآية ما يدل على تقرير الله تعالى وتوكيده لهذه الجملة ، ولكن ..حكاه الله تعالى عنه ..ومع ذلك نجد أولئك القوم يتشبثون بالقول وكأنهم على بينة من ربهم ،ومن يخالفهم في ذاك الأمر فهو في ضلالة وجهل .. وأني هنا أعرج إلى موضوع ٍ آخر لكنه يتعلق بذات الشماعة المسكينة التي لم تعد تُطيق أحمالها الناجمة عن أوزار الآخرين ..عندما نجد الإهمال المتعمد نحو الإنسان من قبل الذين نسميهم بملائكة الرحمة ،والذين يتعاملون مع حالات المرضى كدمى أو كحيوانات.. وليسوا كبشر إلا من رحم ربي ..وإلا ونجد من يسارع بالدفاع عنهم فيقول ألا يكفي ..ياسيدي أنهم لم يتقاضون أي رواتب منذ عدة أشهر ..؟!! ..وأغرب ما سمعت هو عندما دخل مريضا لأحد ِ المستشفيات وكان يتأوه من شدة الألم ،وكانت حرارته عالية جدا ،قالت له إحدى الممرضات بالمستشفى لمرافق ذاك المريض.. اذهب واشتري ميزان حرارة من الصيدلية القريبة من المكان بسرعة ،وكذلك خافضا للحرارة ..فالمستشفى غير متوفر بها هذه الأشياء ..ولم يبقى إلا أن يقال للمريض في أيامنا القادمة ..اذهب لبيتك وأحضر سريرا وبطانية ..ومخدة لترقد للعلاج ،وإلا مصيرك الشارع ..ولا نقول إلا ..لا حول ولا قوة إلا بالله ..!!
بقلم /حامد أبوعمرة