يعيش سكان فلسطين وخاصة قطاع غزة فى ظروف حالكة السواد, فقد حلت عليهم المصائب ، واحاطت بهم المصاعب ، ودمرتهم الكوارث, ومزقت اجسادهم تشنجات السفهاء ، ليتطاير فى سماء بلادنا لحم الفقراء ، لقد نفذ صبرهم بعد ثمان سنين عجاف, وبعد ان تناقلت فضائيات العالم صراخهم حتى سدت الاذان عند قادتهم ، وساروا في طرق الظلام لايعرفوا إلى أين الاتجاه, حتى اصبحوا يترنحوا كالسكارى من شدة الألم, والجوع, والفقر, يأكلوا بقايا ما عندهم من فتات الخبز اذا توفرلهم, ولهذا شعرت بالاستفزاز والغيرة على شعبى ووطني, والحالة التى وصل اليها بسبب السفهاء الذين اصبحوا يغردوا خارج السرب, ويثرثرون في المحافل الدولية والاعلام بكلام وقح, حيث اعطوا الفرصة لبعض الدول للتدخل السافر فى شؤون فلسطين الداخلية وانتهاك سيادتها, وكذلك استغلال الفقراء والمساكين فى خطاباتهم وعدم اعطائهم ولو جزءا من حقوقهم, مما دفع الفقراء والمساكين الى افتراش الأرض واتخاذ السماء غطاءا لهم ، واصبح طعامهم من بقايا فضلات حاويات القمامة والماتم والافراح ، ولذلك اخذ الكل يصرخ فلم يسمع صراخهم احد, ورغم ذلك رجعوا يصرخوا مرة اخرى باعلى صوتهم توحدوا, تناسوا الماضي, لا تتعصبوا لقد سئمنا من الفقر والجوع والشعارات والكذب والنفاق, ولم تعد بلادنا تتسع لنا ، وبدلا من ان يظهر يوم التسامح والتصالح ظهرلنا قادة صم بكم لا يفقهون, وكأنهم يعيشون في عالم اخرتفصلهم عنا مسا فات ، وبفضل هذه المسافات اصبح في كل بيت مأتم وبكاء على ماالت اليه الظروف والحياة ، فاصبح الشباب يتسكعون في الشوارع ، ويعلقون شهادات التخرج على الجدران للتباهي والتفاخر, اضف الى ذلك مشاكل الاحتلال الصهيونى الذى مازال جاثما على صدورنا, ويلعب بنا كيفما شاء يغذى الانقسام , ويشدد الحصار, ويشرب كؤوس ملئت بدماء شهدائنا الأبرار الذين استشهدوا من اجل التحرير والاستقلال, ومازال يبحث عن وسائل متعددة ليتحكم فيها بمصير شعبنا ومستقبله لإبقاء سيطرته على أرضنا, ونهب ثرواتنا وفق إخراج حديث تبلورت مفاهيمه لتغيير اسم الدولة من دولة فلسطين إلى دولة غزة, عنوان يسهل قراءته ولكن ماذا يحتوى فى داخله من ألغـا م 0لقد كان الفلسطينيون يعيشون كاسرة واحدة ، ولكن فجاة خرجت بعض العقول المتحجرة التى سولت لها نفسها بان يجرموا بحق شعبهم الذى كان يعيش بجو من الحب والانسجام, ولاادري من أي ثقب في الجدار دخلت هذه العقول لتلدغ المارد االفلسطينى- فلسطين العظيمة - ,اعتقادا منها بانها ستقتله او تطوعه حسب فكرها, متناسين ان فلسطين صاحبة الجذور الراسخة بعمق التاريخ, والهامات العالية المعطرة برائحة الزعتر0 ان مشهد قتل المارد الفلسطينى وتدمير فلسطين على راس سكانها ,هو مشهد من مسرحية فاشلة لن ينجح مهما وصلت بنا الظروف والاحوال, ولكن إلى متى سنظل ضحايا وقياداتنا تدير ظهرها للشعب ومشاكله, وتتفرغ للردح والمشاكل ومراقبة بعضها البعض ، وتتبادل فيما بينها التهم والقصص المختلفة فى مختلف وسائل الأعلام لتبقى قضيتنا بين قوسين ونحن الضحايا ,لقد خرجت مجموعة من الافراد على عادات مجتمعنا وتسببت بظلم مواطنيها, لذلك من الحكمة اقامة العدل واحقاق الحق, ويجب ان نبحث عن حل مشاكلنا دون ان نثير زوبعة تشمت العدو والصديق معا, لان الظروف اصبحت لاتحتمل المحاسبة بقدر ماهى بحاجة الى انهاء المشاكل حتى نتفرغ لمواجهة عدونا وبناء دولتنا0ان المواطن لا يريد أن يحاسب أحدا, ولا أن يعلق مشانقا لمن نهب البلد ، لكن يريد على الأقل أن يعترف كل من اخطا بخطئه, وأن تضع الحلول المستقبلية لحماية البلد من الكوارث التي يمكن ان تحل بنا, ولكن قبل أن يتغنى بعض المسؤولين علينا أن نقول كلمة حق ، بأن البلاد لم تعد تتسع لأهلها بل ضاقت بهم من كثرة الهموم والمشاكل والضرائب التى تفرض على الشعب العاجز عن توفير رغيف الخبز واخرها ضريبة التكافل0إن السبيل الوحيد لكى تنفرج الامورهو رص الصفوف, ومن اجل هذا يجب ان تتوفر وحدة الأرادة السياسية, ولن يتأتى ذلك إلا بتطبيق نتائج الحوار بمشاركة كافة الفصائل ولا تقتصر على فتح وحماس ، فالطريق واضح وهو طريق الحوار الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يحمل السيف, فهل نكون عند حسن ظن شعبنا واحترام اسرانا والوفاء لدماء شهدائنا؟؟؟؟؟؟0
بقلم الكاتب // عزام الحملاوى