تعرف على عقول أهل غزة

بقلم: أشرف نافذ أبو سالم

لدينا عقول مختلفة ونظرات غريبة وجديدة تميز كل إنسان عن الأخر في الفكر والمنطق وهذه سنه الله عز وجل في خلقه – التوازن والوسطية في كل الأمور هي الصبغة التي فطرنا الله عز وجل عليها وهى التي تصل بنا إلى نهاية وخاتمة سعيدة في الدنيا والآخرة –فعدل الله في خلقه يتجلى بأن جعلنا سواسية في الفطرة – والفطرة تعنى التوازن .

وأي شخص أو عقل لا يلتزم التوازن في أفعاله وأعماله سيتحمل بلا شك مسؤولية تلك الأفعال وأمام الله عز وجل - فعلم الاتصال يصنف عقول الناس في الحالة النفسية للشخص أثناء القيام بالأعمال أي عندما نريد أن نعمل أو نقوم بفعل أي شيء فإننا إما نعمل بأنفسنا أو العمل مع الآخرين ومن هنا تتشكل العقول وتنمو وتتفاعل حتى تصل إلى صقل شخصية الفرد " فالإنسان صنيعه تفكيره – أي عقله – و العقل هو من يعطى الأوامر للتنفيذ والتطبيق وهو من يمد الإنسان بكافة السيناريوهات والأفعال التي يجب أن يفعلها من أجل الحصول على أهدافه والتي لا تبعد عن محاور الانتشار والكفاءة ( فالانتشار يعنى الرغبة في الوصول والظهور لأكبر فئة ممكنة والتأثير عليهم – أما مبدأ الكفاءة يحرص على تقديم أفعال نوعية فنية متقنة يبحث عن الجودة ).

العقول البشرية تتميز بأن لديها نوافذ وقوالب متعددة ومختلفة ولكنها موجودة في مخ كل شخص وهو له حرية اختيار القالب أو العقل الذي يعمل به لتنفيذ أعماله والوصول إلى أهدافه فمنها على سبيل المثال :

1- عقل المقاتل المنفرد – فصاحب هذا العقل لدية تحفيز ذاتي – يتقن أعماله بنفسه – يحترم الوقت – يكلف نفسه بما لا تطيق ، فتحدث المشاكل وتقل الجودة – وتشوش الرؤية لانعدام فريق العمل المكمل له أو لاعتماده على أناس مساعدين يعطونه رؤية مشوشة وغير كاملة . صاحب هذا العقل يحيا من أجل المستحيل والمعجزات ، بهدف نيل شرف انجاز الأعمال بمفرده ولديه قدرة عالية على إتمام المهمات - لا يهتم للآخرين كثيرا ويفضل انجاز أعماله بذاته .

2- عقل الأستاذ : هذا العقل ( أو صاحب هذا العقل ) يمكننه حل الإلغاز والمشاكل ..

و لديه وسيلة رائعة لتحويل الفوضى إلى نظام رائع – من عيوبه قد تؤدى التفاصيل التي تنتهي لديه إلى تشتيت وتغيير مساره فهو يحيا من أجل توقع المشكلات والتغلب عليها يحافظ على سير العمل بسلاسة فهو مشرف عام رفيع من نوعه يحب العمل مع الآخرين ويهتم لهم وبهم .

3- عقل القناص : من مميزاته قدره رهيبة على اكتشاف الأخطاء الفادحة، فهو يعشق التنقيب عن الأخطاء، هو محامى يسهر من أجل مطالعة الأخطاء وتحديد أماكنها – لكن من عيوبه قد يصيب بعض الناس بالجنون لاهتمامه الزائد لأنه يركز على الكفاءة فقط ولا يهتم بانجاز أعماله مع الآخرين .

4- عقل قائد التشجيع ( الكوتش - المدرب الداخلي للإنسان ) والذي يتميز بجعل الناس يشعرون بسعادة تامة وبثقة يحيا من أجل التفاعل مع الآخرين ، فهو يشرك الآخرين بمغامراته ويبعث بهم الحماس ويحب العمل معهم وبهم يحقق الأهداف ، من عيوبه قد يعتبره الآخرون شخص متملق .

• هذه العقول موجودة ومودعه في كل مخلوق بشرى وله أن يستخدم ما يشاء منها أثناء تفاعله مع الآخرين وفى إتمام مهامه وأعمال وواجباته في هذه الحياة ضمن مفهوم التوازن وعدم التطرف (الإكثار أو القلة – أو التجميد ) .

• الأمر متروك لطبيعة الموقف والفعل واستخدام العقل يجب يكون مناسبا للأشخاص المحيطون بنا .

• هذه العقول تعطيك انطباع أولى عن الحالة النفسية والوجدانية واللاشعورية للأفراد وما ينطبق على الأفراد ينطبق على المجتمع وسلوكه أيضا وحتى لا نبتعد عن التوازن والوسطية التي ميزت أمة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وحتى لا يصبح سلوكنا أكثر ميلاً للسيطرة والتحكم بهدف المثالية في أداء المهمات بكفاءة ومن أجل التوافق والانسجام و الحصول على التقدير وحتى لا تطبق ديكتاتورية العقل لديك وحتى لا تكون تلك بداية النهاية – لك ولمشروعك ولطموحك كن وسطياً متزناً متوازناً.

بقلم/ أشرف نافذ أبو سالم