المصالحة الفلسطينية... السعودية واليمن --حلقة (3)

بقلم: منذر ارشيد

ملاحظة : عندما نكتب لا نستعدي أحد أو نشمت بأحد في الوطن العربي, بل على العكس تماماً فإننا نقول ما نستقرئه من خلال الأخبار والأحداث ونتمنى أن يعود العالم العربي إلى وعيه ويلتم شمله ويتوحد في وجه المؤامرات التي تتوالى دون إنقطاع بدل المحاور التي يتم صناعتها بأوامر أمريكية

ولكن كيف سيحدث هذا وقد تم صناعة كل شيء حتى الحكام الذين ما هم إلا أدوات سهلت على الأعداء إختراق الوطن العربي وتدمير ثقافته وتهيئته للسقوط من أجل أن تعلو إسرائيل ولو فكرنا قليلاً لوجدنا أن إسرائيل لولا الخنوع العربي لما بقيت على الوجود

والسؤال الأهم ....

كيف يمكن أن ننجوا من كل هذا والكل يعمل لخدمة المشروع الصهيوني
وقد رفعت الأقلام وجفت الصحف .!؟

الواقع العربي كما هو وليس كما نشتهي ...

يجب أن نُدرك تماماً ما يجري في عالمنا من خلال الوقائع والمعطيات بعيداً عن العواطف والتمنيات ,فمن منا لا يرغب بحاضر متألق ومستقبل مشرق.!

إن حاضرنا المتردي كأمة عربية أضاعت بوصلتها وسلمت مقاديرها لأعدائها يؤشر على أن مستقبلنا أسود قاااااااااااااااااااتم

وهذا لا يعني أن نضع رؤوسنا على كتف الزمان ونبكي حلنا
فالله لا يغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم

فالتاريخ مليء بتقلبات مصائر الأمم والشعوب ونحن كأمة عربية وإسلامية
علينا أن نعمل رغم كل المؤآمرات لعل الله يشفق على حالنا ويرأف بحالنا

نعم نحن ندفع ثمن تخلينا عن مبادئنا وقيمنا وما منحه الله لنا من خير وفير .

فالمخطط الصهيوأمريكي هو مخطط شيطاني ثابت وهدفه واضح
ولديه وسائل عدة تتغير حسب الظروف والأزمنة والأحداث
ونتيجة للضعف الذي أوقعنا به حكام سايسبيكو لخدمة إسرائيل ومن لف لفها
وما جعل المخططات تنجح لأن هناك مؤسسة وقيادة لهذه المؤسسة التي تسيطر على كل شيء
وهذه المؤسسة هي الماسونية العالمية التي ينضوي تحت لوائها ليس اليهود فقط أو من يتبعون الديانة اليهودية لا بل هناك مسلمين ومسيحيين من أبناء جلدتنا وبوذيين وعبدة الشيطان وكل ما نعرفه من ديانات ومذاهب وأحزاب
وكل هؤلاء يتغطون بمظلة العلمانية وهذه العلمانية إسم الدلع للماسونية العالمية

ونحن نرى كيف يتجرأ هؤلاء عن الإفصاح عن علمانيتهم على إعتبار أنها فكر تنويري حضاري ليس له علاقة بالشر " علما أنهم تابعون لمملكة الشيطان المدمرة لكل ما خير في العالم

بعد أن كانت قضية فلسطين قضية العرب الأولى تراجعت إلى آخر الصف الذي يقف فيه معظم الدول العربية التي تعيش ظروفا ً قاسية ودماء أبنائها تجري كالأنهار

والسبب أن المخططات التي تم وضعها للمنطقة كلها لصالح الكيان الصهيوني وللهيمنة الغربية على مقدرات الوطن العربي

لقد تم إغراق الوطن العربي بالدماء والدمار وتوالت الأمور حتى وصلت الان لليمن
ولربما ستكون اليمن هي المفصل الأكثر خطورة في هذا المشروع لأن الأمر لا يقتصر على اليمن " فاليمن بموقعها في قلب الجزيرة العربية وبحدودها البرية والمائية

تؤثر على المحيط العربي خاصة على السعودية

صحيح أن إيران تغلغلت في الوطن العربي وأطماعها مكشوفة ولكن علينا أن نعي أن لا شيء يتم في العالم إلا بموافقة أمريكا
فأمريكا وأوروبا ينظرون للعرب نظرة ضيقة ضمن مصالحهم فقط وليس بتعاون الأصدقاء أو الشركاء ولا حتى الحلفاء
الان كل المحاولات الأمريكية تسعى لخلق أجواء عدائية بين معسكرين لم يكونا يوما في الحسبان "وهذان المعسكران هما إيران والعرب وبمعنى أدق معسكران سني وشيعي وبمعنى أدق أكثر حرب إسلامية إسلامية

أمريكا تقول أن الخطر الكبر على المنطقة هي إيران
كيف ينسجم هذا ونحن نرى حواراً جاداً وإتفاق أمريكي إيراني في الموضوع النووي .!
أعتقد أن الدول العربية بلعت الطعم الذي أعدته أمريكا كما بلع صدام طعم أمريكا في إجتياح الكويت " وما جرى في الحرب على اليمن ما هو إلا الفخ الثاني للعرب

وهنا نجد أن السعودية أغرقت نفسها قبل أن تُغرِق اليمن...
فالعبرة بالنتائج والمحصلات

فالسعودية فاجأت الجميع وحتى ربما أمريكا بشنها الحرب على اليمن وأقول ربما أمريكا ليس لأن أمريكا لم تكن تريدها ولكن لأن السرعة كانت فائقة وبدون مقدمات
ربما أن السعودية بقيادة الشباب الجدد أرادوا أن يثبتوا للأمريكان حسن أدائهم والسمع والطاعة التي هي من مبادئهم

على العموم ليس هناك عملاً عفوياً أو بالمصادفة فكل شيء مرسوم ومخطط

وعلى ما يبدو ان لا أحد من حكام العرب فوق القانون الأمريكي ولذلك لا يستطيع أن يقول لأمريكا( لا ) لأن إستحقاقات التتويج على العروش حان قطافها وما عاد مجال للتراجع فصاحب الأمر قد طلب وديعته .. ولا يرفض له طلب

فنرى جميع الجبهات إما مشتعلة أو منفعلة أو تُحمى على نار هادئة

ففي الأردن ورشة عمل وغرفة عميليات ومعسكرات وتموين وتسليح من أجل الجبهة السورية , رغم أن الأردن ليس له مصلحة في الدخول في صراعات إلا أنه لا يمكنه أن يتحلل من مسؤولياته وما ترتب عليه من إستحقاق

الحكام العرب جميعهم يعلمون أن حياتهم وعروشهم بيد أمريكا الصهيونية
فمنذ إغتيال الملك فيصل وعلى يد إين عمه ما عاد هناك من أمن ولا أمان لأحد

الان نختصر الموضوع ......

نحن أمام فصل جديد لسيناريو جديد لسايكس بيكو جديد

تقسيم المنطقة العربية ...

السؤال هل السعودية على سبيل المثال ترضى بأن تنقسم إلى دويلات كما بات معروفاً..!

المملكة العربية السعودية بما فيها من نفط المليارات وكعبة وحج وأهمية دينية وإقتصادية وشمال وجنوب وبحر وو الخ هل ترضى بهذا المخطط ...!؟

ولماذا تدخل في هذه المغامرة الخطيرة وهي تعرف أن الأمر فيه فخ .!؟

وهل هو وكما أسلفت إستحقاق يجب أن تدفعه نتيجة حكم يزيد عن نصف قرن حصلوا خلاله على الترليونات وكنز الكثيرون منهم المليارات .....وكفى

إذا حصل ذلك فسنكون أمام قدر إلاهي... والله أعلم... والله عزيزٌ ذو انتقاااااااام

يتبع.... الحلقة الأخيرة

بقلم :منذر ارشيد