الشيطان في علم الاتصال وادارة الذات Devil IS Empty

بقلم: أشرف نافذ أبو سالم

الجميع يعرف أن الشيطان خلق من مارج من نار ونعرف أيضا قصته مع سيدنا أدم وكيف بدأ الصراع الأدمي مع الشيطان وانه يجرى في ابن ادم مجرى الدم وهناك الكثير من القصص القرآنية والأحاديث النبوية التي تحذرنا من الشيطان وتوصينا بعدم الوقوع في مصايده التي يتفنن في اختراعها ليقع بها ابن ادم .
ولكن لو تألمنا الفكرة التي يعمل بها الشيطان والمداخل والقنوات الاتصالية التي يركز عمله عليها لاختراق الانسان والسيطرة عليه وتغيير فطرته والعمل على تظليله وتضيع اتجاهاته وقبلته التي من أجلها خلقه الله عز وجل والتي تتمثل في اعمار الكون والعبادة وجعله خليفة مكرم بالعقل والوجدان وبالتأمل في تلك الاهداف الربانية نجد أن تلك الاهداف تعتمد وترتكز على مبدأ العمل – فإعمار الكون ما هو الا أعمال سيقوم بها الانسان تقتضى منه بذل جهد وطاقة واستثمار موارد وأدوات – والعبادة عبارة عن أعمال وجهد وطاقة روحانية ونفسية وذهنية وعضلية وجميع تلك الاعمال تحتاج الى وقت لإنجازها .
اذن ابن ادم لن يقوم بإنجاز المهمة التي من أجلها خلق، الا بالعمل أي ملئ الوقت بأعمال وأفعال مقترنه بنيه وادراك ووعى ومباشرة وتنفيذ.
اذن هذه القاعدة التي سوف يحاسبنا الله عز وجل بها على أعمالنا (ادارة ذاتك مع وقتك )
هذا ما يخص جوهر وغاية الله في خلق سيدنا أدم والبشرية، أما ما يخص الشيطان في أداء مهمته والطريقة التي يعمل بها لمنع الانسان المسلم خاصة من تحقيق وانجاز تلك الغاية وكون الشيطان مخلوق غير مرئ لنا لا نستطيع رؤيته ولا نلمس أو نكتشف أداوته في الاتصال بنا ومحاولته الدائمة لاختراقنا والسيطرة علينا فهو يحتاج الى منظومة عمل دقيقة ومحكمة ومخطط لها بحرفية واتقان كامل تتجسد من خلالها حالة نفسية وذهنية في عقل وصدر الانسان تكون بمثابة غرفة عملية ومتابعة وتكون أول خطوة ينطلق منها عمل الشيطان في انشاء غرفة العمليات هي ايجاد وقت فراغ ( أي حالة من الفراغ النفسي والذهني والعضلي ) يمر بها الانسان .
و لا تأتى تلك الحالة الا عندما يكون الانسان في حالة فوضى وعدم ادارة للوقت لأن الوقت هو أخطر شيء يمتلكه الانسان فهو المعيار الدقيق والخطير لقياس مدى نجاح أو فشل الانسان في أداء مهمته التي خلق من أجلها فعندما يدير المسلم وقته بفاعليه وبإدارة حكيمة وبتواصل واتصال مفيد له ولغيره - والغير هم ( الانسان ذاته ثم العائلة – الأهل – الجيران – المجتمع – الدولة – الاقليم – البشرية جميعا ) فلو نجح في ادارة الوقت ستكون النتيجة نجاح في الرسالة وتحقيق الاهداف ونهاية سعيدة لابن أدم في الدنيا والاخرة .
ومن هنا نستنتج أن الشيطان يحارب الانسان بالوقت – أي وضع الانسان في حالة فراغ دون عمل أو فعل يمر الوقت تلو الأخر دون فعل شيء مفيد له ولغيره – فبعد نجاح الشيطان في وضع الانسان بحالة الفراغ ينتقل الى مرحلة التحكم والسيطرة واصدار أوامر ليقوم بتنفيذها الانسان بعيدة عن الهدف الذى من أجله خلقه الله عز وجل وتكون تلك الاوامر التي يصدرها الشيطان وينفذها ابن ادم ( العدو اللدود ) مدمرة لذاته ولغيره من شبكة العلاقات الانسانية لكل شخص منا .
الخلاصة : هدف الشيطان أن يجعلك فارغاً من مضمونك وقيمتك EMPTY ولا يتم تحقيق ذلك الهدف الا بالإلهاء والإغواء لتضييع الوقت لديك ووضعك في حالة فراغ دائم ومن ثم السيطرة عليك بأوامر شيطانية تنفذها وتلقى بك في مصائب تحاسب عليها في الدنيا والأخرة .
لو قمنا باستثمار الوقت الذى يوضع لنا في بنك الحياة وجدولناه جيدا بحيث لا يكون هناك وقتاً للفراغ سنكون وضعنا جدار حماية من الفيروسات الشيطانية .
قاعدة : الفراغ يعنى لا شيء نقوم به – والشيطان يريد أن تكون لا شيء ليثبت لغروره ان الذى فضله الله عز وجل على الملائكة وابليس وكل المخلوقات هو لا شيء أيضا وان تكون نتيجتك وحسابك في رصيد الحياة أيضا لا شيء .
تذكر ماذا طلب ابليس من رب العزة بعد رفضه السجود لسيدنا ادم "
"قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ( 36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) .صدق الله العظيم

بقلم/ أشرف نافذ أبو سالم