كثيرا ما نتحدث عن النوايا في معاملاتنا فنتمسك بقوة.. ونكتفي بمطلع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط .."إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى ..."فنتجاهل بصورة متعمدة أحيانا كثيرة بقية الحديث ،وكأننا نقصد بذلك أن نوايانا جميعا صافية ، ناصعة البياض.. كما لون فستان العروس ليلة زفافها، حتى باتت النوايا تعرض اليوم ،وكأنها شيئا ماديا و ملموسا وليس معنويا.. سلعة رخيصة لترويج بضائعنا العفنة، والزائفة ،أوغطاءً آمنا لإنجاز أعمالنا.. وتحقيق أهدافنا بغض النظر عن مدى مشروعية تلك الأهداف سواء .. أكانت حسنة أو بغيضة ..وكأننا نطبق بصورة غير مباشرة الرأي المنحرف الذي عبر عنه "مكيافيللي" بقوله بأن "الغاية تبرر الوسيلة"..حتى صار شعار الكثيرون منا ليس المهم أن تكون صادقا أو ذو أخلاق كريمة ، وقيم ومثل عليا ..ولكن الأهم هو كيف تصبح على سدة الحكم بأي وسيلة كانت ..أن تكون مليونيرا ولو على حساب رقاب الخلائق.. لكن ما لفت انتباهي حقيقة لما تأملت بقية الحديث ..هو تُرى لو أخذنا عينة عشوائية من عمق حياتنا اليومية من شرائح متنوعة من البشر هل ستكون نسبة تلك العينة ذات الكفة الراجحة هي للذين يهاجرون لله ولرسوله ..أم أن الطائفة السائدة هي للذين يهاجرون لدنيا يصيبونها أو لنساء ينكحونهن ..لكننا وتحت كل الأحوال.. لابد أن نحمد الله على أن النوايا لا يعلمها إلا هو سبحانه ،وإلا لتحولت حياتنا لكابوس ٍ مزعج ..غابة ملآى بالصراعات ..!!
بقلم حامد أبوعمرة