الديوك ..والبيضة..!

بقلم: كرم الشبطي

ترجلت بذهني في أرضنا العربية من مشرقها لمغربها لم أري غير الديوك والبيضة.. تسائلت بفكري من أين أتت البيضة ..طالما لا يوجد غير الديوك بعالمنا العربي ..!هل نحن فعلاً ديوك ..أم بصيرتنا معمية ولا نري أمام أعيننا الحقيقة الكاملة ..لماذا ديوكنا يصمتون أمام أي تعدي علينا ..ولماذا لا يأبهون لما تعانيه شعوبنا ..هل فعلاً يوجد ديك عربي ..!ومن تكون هذه البيضة ..!هي بالفعل شعوبنا المغلوب علي أمرها ..في بعض المناطق من دولنا يوجد ديوك هندية وباكستانية ..وحاكمها بالطبع ليس من عروبتنا ..
وفي الجهة الأخري يحاربون بعضهم البعض ..والتاريخ هنا لا يتوقف ..وما زال يتكرر ..بنفس السوء لما يسمون أنفسهم ديوك..ليمارسون أبشع الجرائم والقتل والتدمير بكل ما يحيط من داخلنا وعمقنا ..وهذا هو حالنا ..بلا مجاملات ولا مزايدات علي بعضنا..الحقيقة بأننا لم نتوصل بعد لنوصف أنفسنا بالديوك ..والعالم من حولنا يتغير ..والجميع ينتظر التنين ..والإخطابوت يتمدد بقوة ..والأعداء من يلعبون بنا كما يريدون ..فنحن مجرد أحجار شطرنج لهم ..وينقلوننا من مكان لمكان ..لندمر كل حلم جميل بداخل الإنسان ..ببث الفرقة وبمختلف المجالات ..والأديان والمذاهب هي المدخل الشرعي لمن ينفذون المؤامرات ..ونحن نستقبلها دوماً برحب الصدر كما أراد لنا العدو بكل وقت وزمان ..ويبقي صراعنا علي الفتات ..بدون مستقبل ..ولا خطط ..بل إنعدام حقيقي لنا ..لكل من يتأمل ويفكر كما يشاء ..هذا هو القتل الحقيقي والتدمير للذات ..بدون أي تعب ولا إرهاق لمن يتحكم بالمصير والشعوب علي حد سواه ..أي بالتفرد الكامل لخيراتنا ..وشبابنا ..بدون أمل ولا حرية ..بل تكريس العبودية ..بشكل جديد ..ومنحي آخر قابل للتهديد ..بعدم مساعدة بعضنا ..بالوقوف بقرار موحد ..وطرد ما يؤرقنا ويستوطن بجسدنا ..وهو السرطان الحقيقي من تاريخنا ..وما زلنا نعاني ونبقي في غرفة الإنعاش وتحت الأجهزة الأجنبية ..فنحن غير قادرون علي معالجة المصاب منا ..وهذا ما لم يفهمه قادتنا ..علي المستوي الرسمي للحكومات والأنظمة ..ليلحقه الباقي كما يُرسم له ..يعيش فقط لنفسه ..ويغيب الهدف العام ..بدون إستراتيجبة واضحة المعالم ..لتحل علينا الشعارات والخطب مكان الأهداف السامية ..بمعرفة الحقيقة وكشفها و التغلب علي مصاعب ما يواجهنا ..
كأمة عربية واحدة ..مرتبطة جغرافياً ببعضها ..وبلغة واحدة ..ودين واحد هو الأغلبية فيها ..مع إحترامنا الكامل للديانات السماوية ..ولكل مذهب الحرية بما يعتنق..بدون تعصب وتطرف أعمي من البعض ..يُلحق بنا الضرر الكامل ..وهذا ما يوقع بأجيالنا الصغيرة ..وضمن المخططات المرسومة لجعل منطقتنا بتخلف دائم ..لا تعرف غير القتل والحرق ..بدون علم ولا تفكير مسبق ..!
الشواهد هنا كثيرة علي ذلك ..ولو تناولنا الأسماء لكتبنا المجلدات بأكثر من ذلك..لن نري مثل واحد ممثل بكيان عربي ..يستحق الإحترام والتقدير بالفعل ..!
بناء الدولة علي أساس الديمقراطية وحرية الشعب بما يختاره من نفسه ..ويكون علي صدق بسن القوانين التي تكفل حق الإنسان بالإنتخابات ..بدون عنف ولا محاربات قاتلة بدعم من الخارج ..وتتعدد هنا السوالف والحكاية لمن يحكم أو يعارض ..بمن يهدد أو يحارب ..بعكس إرادة الشعب المظلوم كما هو متعارف علينا في كل دولة عربية ..فالخليج يحكم بالملوك والوراثة ..
وغيره بدون ملكية يتوارث الحكم من بعد أبيه ..وغيره من يترك البلد بفراغ وبدون إنتخابات حقيقية ..!
بل هي علي نفس الطراز بالتحكم والإنفراد حسب الطوائف والأحزاب ..وهنا صراع الديوك يتفاقم ..بتعطيل الحياة وشلل تام يمس جميع الطبقات ..والمتضرر الأكثر هو الفقير بطبع الحال ..مما يدفعونه للهجره خارج البلاد ..أو الهجرة للخارج والغربة بداخل الأوطان ..ويفسح لنا المجال ..بالعزلة ..أو المخدرات ..كما يصيب كل بيت بهذا الوقت ..
بزيادة الجرائم ..والسرقات ..والأعمال الإنتقامية تضرب بكل مكان ..بلا قدسية ولا إحترام ..ليبقي الغائب الحقيقي هو الوطن ..!
صراع لا يمث للحضارة ولا القيم ولا الأخلاق ..وهذا ما يحصل أيضاً في قلب الأمة وهي الحبيبة فلسطين ..
فما زالت الأمور معقدة للغاية ..ولكل طرف من الأطراف له حساباته الشخصية ..ويدافع بإستماته علي التفاصيل ..بدون أخد العبر ..ولا حمل العذابات لشعبنا المسكين ..بعد هذه السنوات من الإنقسام اللعين والمقيت ..لتصبح القضية العامة ..هي الرواتب لحاكم وفصيل ..وما الحكومة إلا لصورة وهمية تخدع الجميع ..
كما هو كل حكم لشعوبنا العربية بالتحكم من تحت الطاولة للأيادي الخفية وهي الحاكمة بقوة ..وهنا تأتي التركيبة الأمنية المهيمنة علي العقل العربي وهي السبب الحقيقي لتفشي الأمراض المستعصية والكثيرة الآخدة بالتمدد بجسدنا وبدون علم ولا دراسات ..بل الجهل الحاكم بالفعل وأيضاً تكثر الأسباب لفهم هذا الواقع الغير مقنع لأي طفل عربي وفلسطيني ..
الحق ضائع والباطل حاضر ..!
وما زال يلعبون بنا كما يهوون ..فنحن البيضة المتدحرجة مِمن يسمون ديوك ..
أستذكر هنا قصيدة كتبتها يوم الخديعة الكبري بإتفاقيات المحاصصة وما توجت بإتفاق الشاطئ ..وها هو يمر العام بدون التغيير الحقيقي بالسياسات ..فقلت فيها إدعوا للديك أن يبيض ..علها تستبدل البيضة الذهبية لهم ..
ليرحموا شعبنا من الخدائع المتكررة ..!
إعلنوا الحقيقة للجماهير وكفاكم مفاوضات سرية وعبثية.. تحكمها الحزبية والمصلحة العنصرية لكل فصيل ..!
شعوبنا تستحق الحياة بما هو أفضل من ذلك بكثير ..
أمامنا عدو متربص بنا علي الدوام ..
لِما ذا تغفلوه ..؟
تحققون له غاياته بمنتهي السهولة ..!
لو أخدتم أي طفل عربي لرسم لكم ما نحلم فيه ..
لوضع لكم الحقيقة أمام أعينكم ..وصوب لكم بيديه ..أين هي الطريق ..للحل من أجل الجميع ..وتحرير فلسطين سيبدأ من ذلك الشبل لو أحسنتم المعاملة والتربية الوطنية لكل جيل ..
لما رأينا هذه الصراعات تحت المسميات والخزعبلات من أفكاركم وهواجسكم القاتلة..
يوم ما قدمت كلماتي قدمت معها صورة للديك ..ولكن اليوم سأقدم لكم البيضة ..ونحن نتسائل عن المستقبل للوطن
وشعبنا ما زال ينتظر منكم الأمل ..وإفرجوا عن شعبنا والبيضة ..ويكفي منكم الهبل ..لم يعد لنا وقت لتحمل اللعبة ..
عليكم الفهم أن الديك لا يبيض ..وأن شعوبنا سيأتي يومها لتنفجر من جديد وهي مخنوقة داخل البيضة ..وغزة كما اليرموك ..وفلسطين كما العراق ..وليبيا هي اليمن ..ولبنان وسورية واحد..
لماذا تتآمرون علي بعضكم ..!
حال يمس الجذور بحق ..
علينا المراجعة والتدقيق ..بأصل الجينات العربية ..وهل هي السبب الرئيسي بما نتمتع فيه من أنانية وحب الذات اللعين ..بمحاربة أنفسنا وكأننا نتواجه مع المرآه ..لنتدرب علي قتل أرواحنا بيدنا ..حال عربي مؤلم

===
__كرم الشبطي _________k..sh
k..sh___________ كرم الشبطي
===