هذا من ضمن ما قاله الدكتور صائب عريقات حرفياً وفي لقائه مع أعضاء المجلس الوطني في عمان قبل أيام
قال : أثناء تواجدنا في واشنطن مؤخراً ...
إتصل بي رئيس أركان الجيوش الأمريكية وطلب لقاءً عاجلاً مع الرئيس أبومازن
وهذا ما قد حصل بالفعل.....
وبدون مقدمات قال : فخامة الرئيس طلبت مقابلتكم لأقول لك أمراً واحداً فقط ...
لدي من أبنائي 120 ألف موجودين في بلادكم وهؤلاء أريد أن يعودوا سالمين إلينا
قال الرئيس : وما يمنعهم من العودة سالمين ...!
قال الجنرال : لأن قضيتكم فلسطين هي السبب ولن يعودوا دون أن تتحقق لكم دولة فلسطينية كاملة السيادة
قال الرئيس : شكراً لك وهذا ما نريده ولكن ذلك يعتمد على دعمكم لنا
الجنرال : سندعمكم بالتأكيد
قال الرئيس : عال العال نريد همتكم
قال الجنرال : لا يا فخامة الرئيس بل هذا يعتمد عليكم أنتم فقط
وأنتم من تستطيعون فرض ذلك على العالم وعلى إسرائيل
وذلك بأن تقيموا مؤسسات قادرة ومقتدرة وأن تطهروا الفساد وتحافظوا على إقتصادكم المهدور من خلال أشخاص ذوكفائة عالية وشعبكم فيه طاقات كبيرة
وهذا يعتمد على قدرتكم لتحقيق ذلك ,
حسب قول الدكتور صائب إنتهى اللقاء عند هذا الحد وكأنها رسالة فقط ..
الحقيقة أني صعقت وأنا أستمع لهذا الكلام ليس لأنه صدر عن مسؤول أمريكي فقط
وليس لأنه كلام مخادع " أو حجج واهية " أوكذب بواح "أوكلمة حق يراد بها باطل
بل لأن ما قاله الجنرال حقيقة وحق "
والحق أحق أن يتبع وليس باطل أمريكا " ولا فلسفة هذا الجنرال الفهلوي
نعم وألف نعم نحن نحتاج إلى نظام قوي طاهر ونظيف
وهذا ما حاولنا فعله " وأقول حاولنا , لأني كنت مع بداية السلطة وكواحد من العاملين فيها بمعية الدكتور صائب بداية في أريحا , و ضمن مؤسسة الحكم المحلي الذي ترأسها الدكتور نفسه " والذي يعرف تماماً أننا كنا نعمل بجد ونشاط ونظافة يد وحاولنا بأن نكرس المؤسسة القادرة على بناء الدولة , على الأقل في البلديات من أجل أن نؤسس ما يمكن البناء عليه بشكل قوي
فمثلاً ولي حصراً ... كنا نحاول منذ البداية أن نلغي التعيينات الجاهزة والمعلبة كما كان في عهد الإحتلال
وقلت حينها في الغرفة التجارية في جنين إذا كان التعيين في عهد الإحتلال والتعيين في عهد الإستقلال... فمتى ستكون الإنتخابات ..!؟
قالوا التعيينات على عجل وبعدين الإنتخابات "
قلنا لا وألف لا تعينات على الإطلاق لأن هذا يؤسس إلى تمكين مراكز قوى فصائلية أو عشائرية وهذا أخطر من التعيينات
وكنت ممن أصر على الإنتخابات ومن البداية إلا أننا ووجهنا بحرب شعواء ويتذكر الدكتور صائب الإصرار على التعيين في بلدية جنين الذي حاولنا أن لا يتم ذلك"
إلا أن خطة التفشيل كانت جاهزة وبكل قوة ويعرف ذلك القائد الأسير مروان البرغوثي والأخ اللواء زياد هب الريح ورحم الله قدورة موسى
نعم ...تفشيل ولم يكن التفشيل مجرد صدفة بل كان هناك مؤسسة جاهزة لكل شيء وهي المؤسسة الأنجح والأقوى من كل المؤسسات الظاهرة
وهذه المؤسسة أستطيع أن أسميها (مؤسسة التفشيل العام )
للأسف كان هناك قوى شد عكسي أقوى منا ومدعومة تعمل على تدمير كل طوبة كنا نبنيها وهذا ما كتبته في مقال تحت عنوان (إستقالة أبو رحمه ) وفي جريده القدس عام 1999 وكان هذا المقال سبباً في تدميري وإقصائي وفصلي نهائياً عن عملي في السلطة .( إرجعوا لأرشيف جريدة القدس ستجدوه )
ورغم هذا أقول إن الجنرال كذاب ونصاب ويذر الرماد في العيون .
فهل صحيبح أن الإدارة الأمريكية كانت جادة مع بداية أوسلو في دعم هذا التوجه في البناء النظيف والعمل المؤسساتي المتكامل حتى يتحقق الهدف ..!
فكل المؤشرات كانت تدلل على عكس ذلك تماماً " لأنه كان لديها مراقبين سواءً من خلال السفارة الأمريكية أو القنصلية التي كانت على إتصال مباشر في جميع القيادات الرسمية " politec , Officer كانت تدعي (كانديس بوتنام ) وبعدها ( راشل بيير )
كانتا لا يفارقوننا وكانتا على إطلاع بكل صغيرة وكبيرة ,,وكانوا بمثابة المراقبين الدوليين الذين ينقولون الصورة ساعة بساعة لوزارة خارجيتهم
فليس صحيحاً أنهم كانوا يفضلون البناء الصحيح بل على العكس تماماً
فهم كانوا يركزون فقط على المؤسسات الأمنية ويدعمونها بكل شيء لتطورها وتضخيمها كي تحافظ على الأمن الذي يصب في حماية إسرائيل فقط
وتركت باقي المؤسسات تترهل وتنفلش وتتهاوى دون أن توجه أي إنتقاد أو ملاحظات حول ذلك " بل على العكس تماماً كانت تدعم الفاسدين وتحفزهم على مزيد من الفساد وهدر المال العام وعدم التطوير كي نبقى دون المستوى الذي يؤهلنا لنظام دولة صالحة قادرة على التقدم
وأقول لهذا الجنرال العبقري .. ماذا يفعل أبنائك العسكريين في بلادنا ....!
فإن كنت تخشى عليهم وحريصاً على عودتهم سالمين إلى أمريكا فما الذي يمنعك من أن تنقلهم بنفس وسائل النقل التي أرسلتهم بها إلى بلادنا ..!
أنتم تقتلون أبنائكم وليس أبناء المنطقة التي تستعمرونها فقط ...أنتم تبيدون حتى أبناء شعبكم من أجل مصالح الإستعمار والصهيونية العاليمة
أنتم مستعمرون وأرسلتم جنودكم كي يساعدوا إسرائيل على أن تبقى القوة الضاربة في المنطقة من أجل مصالحكم التي تتناقض مع إستقلالنا وحريتنا
وإذا أردتم أن تحموا أبنائكم بالفعل فما عليكم إلا أنتم ان ترغموا إسرائيل بالإعتراف بحقوقنا في أرضنا ومقدساتنا
أما مؤسساتنا فسينصلح حالها وسيتولى الأصلحون زمام الأمور ويبنون دولتنا
ولكن بعد زوال الإحتلال والإستعمار
لأنكم أنت أساس البلاء....حلوا عنا واتركونا بحالنا
فنخن وفسادنا سنتفاهم
بقلم/ منذر ارشيد