نتنياهو ... والحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل

بقلم: محمد مصطفي شاهين

لقد شكل بنيامين نتنياهو الحكومة الأوسع في تاريخ إسرائيل في بداية الامر هي حكومة يمينية تعزز سيطرة المتطرفين والمتشددين، كشفت نتائج تصويت الكنيست الإسرائيلي على قانون زيادة عدد الوزراء أن هذه هي الحكومة الأقل أغلبية في الكنيست فقد حضر120عضو كنيست وصوتوا على القرار فكان 61صوت لصالح القرار و59ضد القرار.
تعد هذه الحكومة الرابعة لنتنياهو وال 34في تاريخ إسرائيل من أجل هذا الفوز اختار حكومة ذات سياسية وأيدلوجية يمينية بامتياز، لقد ضغط حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف على نتنياهو من خلال تعهده له بتقديم ثمانية أصوات وهو العدد الذي يحتاجه نتنياهو لتأمين رئاسته لمجلس الوزراء وذلك بعد أن تعهد 53نائب من أصل 120 بالولاء لنتنياهو وبذلك حصل على 61 صوت بالكنيست، لقد فرضت شروط حزب البيت اليهودي على نتنياهو وفي نهاية المطاف خرجت للعلن الحكومة الأكثر تطرف ويمينية في إسرائيل.
أما بالنسبة للحقائب الوزارية فكانت هذه الحكومة الأكبر في عدد الحقائب الوزارية في تاريخ الحكومات الإسرائيلية السابقة مع أن بنيامين نتنياهو كان في السابق معارض لفكرة توسيع الحكومات السابقة فلقد انتقد بشكل لاذع ايهود باراك عندما وسع حكومته عقب فوزه في انتخابات 1999، وهنا خرج زعيم المعارضة يتسحاق هيرتسوغ ليقول لنتنياهو لقد شكلت هذه الحكومة من أجل هدف أساسي وهي البقاء علي كرسيك كرئيس للحكومة، وبالنظر لهشاشة هذه الحكومة وضعفها فلا نتبعد أن تعزز صمودها علي جرائم يتم ارتكابها بحق الفلسطينيين من أجل كسب تأييد شعبي أوسع لها ودفع الجميع للالتفاف حولها ودعمها فنتنياهو هو أحد أبرز مرتكبي الحروب بحق المدنيين الفلسطينيين.
من المهم أن نذكر أن بين وزراء حكومة نتنياهو التي شكلت أعطيت حقيبة وزارة العدل هي الوزيرة المتطرفة ايليت شاكيد 39عام "مهندسة كمبيوتر" وهي عضوة عن حزب البيت اليهودي وهي لا تنفك تعبر عن عدائها للفلسطينيين والدعوة لأبادتهم جميعا وقتل نسائهم وأطفالهم كذلك فإنها من المؤيدين بقوة لقانون بهودية الدولة ومدافعة عن سياسات احتجاز المهاجرين وترحيلهم-كما وضمت الحكومة نفتالي بينيت عن حزب البيت اليهودي وزيرا للتعليم والذي صرح بأنه سيعمل علي بناء كنس يهودية في كل مؤسسة تعليمية ليعزز القيم اليهودية المتطرفة في المجتمع الإسرائيلي.
وكجزء من الاتفاق من أجل تحقيق هذا الائتلاف لحكومة نتنياهو سيتولى الحاخام المتطرف ايلي بن دهان منصب نائب وزير الدفاع الإسرائيلي المشهور بعدائه الشديد للعرب.
وجاءت رد الفعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس علي تشكيل هذه الحكومة بان دعا حكومة نتنياهو الجديدة للعودة للتفاوض وأن ذلك يتطلب ثلاثة أمور مهمة هي وقف الاستيطان وإخلاء سبيل الاسري ومفاوضات لعام يعقبها وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال بما لا يتجاوز 2017، في ظل هكذا حكومة يمينية إسرائيلية فان قرارات جنونية وغير مسئولة ينبغي توقعها منها وعليه فمن المهم لنا جميعا مناقشة كيفية مواجهة التحديات التي أوجدتها هذه الحكومة اليمينية من أجل مصالحنا العادلة كفلسطينيين في مواجهة هذا التطرف الإسرائيلي علبنا بالوحدة الوطنية الفلسطينية.

بقلم: محمد مصطفي شاهين