قال حرام زيارة الأقصى ؟؟َ

بقلم: أشرف نافذ أبو سالم

قبل أسبوع أكرم الله عز وجل أحد أعمامي بزيارة إلى القدس ، حيث سُمح له بالدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948م ، من أجل الحج إلى الأقصى والصلاة فيه، وبمجرد سماع الخبر عادت الحياة من جديد في روح عمى الذي فارق مقلته النوم منذ أن سمع بهذا الخبر الجميل جديد ليشد الرحال على قلب فلسطين وقلب كل مسلم موحد .

امتلأت الفرحة قلوب الأطفال في ذلك البيت فأحفاد عمى تسألوا أين خرج جدهم وأين وما هو الأقصى ؟؟ّّ هل هو الأقصى الذي يروا صورته في مناهج التعليم وعبر التلفاز .

كان الصغير يسأل الكبير، والكبار في البيت يتناقشون،، كانت جمعة الأقصى وجمعة فلسطين وجمعة تذكر النكبة الفلسطينية وتهجيرنا من ديارنا عام 1948 م وجمعة النكسة العربية عام1967 م والانتفاضة الأولى والثانية والحصار الأول والثاني والحالي .

جميع تلك الذكريات والمواقف والأحداث التاريخية الفلسطينية ثم سردها وإعادة بعثها من جديد في أركان هذا البيت الفلسطيني .. كانت عقول الأطفال خصوصاً تلمع من عصف المعلومات لقد كان يوماً تربوياً وطنياً تاريخياً جغرافياً سياسياً دينياً بامتياز يوم واحد يساوى كل أيام الدراسة في حصص التربية الوطنية في مناهج التعليم العالي .

لبيك يا أقصى بهذه الكلمات نطق لسان حال عمى وكل من معه من حجاج القدس والأقصى

جلسنا وتحدثنا وتعارفنا وتسوقنا وقضينا أجمل يوم بعد حصار طال أمده وعتقت أخباره وحمضت قيمة وتم استهلاكه واستغلاله – لقد اطمأن أهل القدس والضفة والجليل والخيل على أخبار غزة واطمأننت غزة على كل مدن فلسطين وجددنا العهد لفداء الأقصى وفلسطين .

لقد اجتمعت فلسطين بكل أولادها في الأقصى المبارك بأعظم مشهد وملحمة وطنية إسلامية مسيحية قومية ضد الصهيونية وممارساتها اللاانسانية ،التي لا ترى إلا مصالحها وقيمها الفانية والتي تستخدم الدين والإنسان " فاليهودي إنسان بالنسبة لنا يستحق العيش بكرامة وأمن ما دام لم يكن جباراً معتدياً على الأرض والعرض والدين ، أما نحن بالنسبة لهم وللصهيونية فنهن أغيار زائدة بشرية على وجه الحياة .. تلك بعض أفكارهم .

سألت عمى كيف الحال هناك وكيف ترى الأمر .. فقال لي الأمر رغم ضنك الحياة الذي يسببه المحتل الصهيوني للمواطن العربي الفلسطيني المقدس إلا إنهم في رباط وجهاد إلى يوم ويحتاجون من يقوى رباطهم وبقائهم في القدس والأقصى – بالمال – والدعم – وتقوية الاقتصاد بالسياحة والرحلات الدينية والسياحية – فهم يرفضون التسول والشحادته – وبيع الملبن والملبس وبيع أقراص الخبز العربي بالسمسم مع الزعتر والملح رغم بساطتها إلا أنها تعيل الأسر وتقوى الحركة التجارية وتقهر الصهاينة وتفشل مخططاتهم لتهويد وصهينة القدس أرضاً وشعباَ .

هناك من يحرم زيارة الأقصى والقدس كونها تحت احتلال إسرائيلي ؟؟ يدور في عقلي وتفكيري تساؤلات وسيناريوهات سينمائية أود أن أقدمها واعتقد أنها لن تمس عقيدتي ووطنيتي

التساؤل الأول : إن كانت زيارة الأقصى محرمة وممنوعة وصدر بها فتوى أو فرمان من عدة شيوخ ومراجع لماذا لا تصدر فتوى مقابلة لها بالتحريض على الجهاد والاستشهاد في القدس ؟؟؟

التساؤل الثاني ؟؟ لماذا قبل فترة قصيرة تم إصدار فتوى من بعض المراجع الدينية والإسلامية بعدم تحريم زيارة الأقصى بالذات " في ظل الربيع العربي ؟؟ ومازالت هناك جهات تحرم ذلك ؟ هل الأمر محل اختلاف علماء الدين ؟ هل للسياسة وجه نظر أخرى ؟؟ هل للربيع العربي تأثير ؟؟ هل للثوار العرب حدود لثورتهم لا يجب أن يتجاوزوها وإلا جاز ...... "احم – احم" من قبل "إسرائيل وأمريكيا طبعا " في حال فكروا بالتطلع نحو فلسطين .

أما السيناريوهات السينمائية التي أريد تقديمها ..

دعنا نتخيل أن أسرة عربية من الجزائر مكونة من أب وأم وثلاثة أبناء قامت بزيارة القدس من أجل الحج والصلاة في المسجد الأقصى وزيارة كافة المناطق والأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية – وعند دخولها فلسطين تواجهت لأول مرة مع الجندي الإسرائيلي وشاهدته صوتاً وصورة وسلوكاً – رأى الأطفال هذه العسكري الإسرائيلي وهو يقوم بإجراء مكالمة جوال مع احدي صديقاته فوجد الأطفال أن لغته غريبة ليس لغتهم لم يسمعوا بها من قبل؟؟ بالله عليك ما هو أول سؤال سوف يقوموا بسؤاله لوالديهم ؟؟ لماذا هذا يتحدث هكذا ؟ من هو ؟ ولماذا هو مختلف عنا في كل شئ ؟ ولماذا يرفض التعامل معنا – ولماذا لا يتقرب منا – لماذا يبدو مرتعباً منا ؟؟ لماذا يصرخ ؟ ويرفع السلاح ؟ لماذا لا يمد لنا يده ويسلم علينا ؟ لماذا لا يبتسم في وجوهنا ؟ لماذا يجبرنا على البقاء في الحر – أو البرد لفترات طويلة – لماذا يجبر النساء والطالبات والشباب على خلع ملابسهم وتفتيشهم ؟؟َََ

تخيل أن الجندي الإسرائيلي قام بصفع الأب على وجه !! أو تهجم بحركة أو فعل على الأم ؟؟ ما هى الصورة والشعور النفسي والعصبي والوجداني والجسدي الذي يسكون عليه الأبناء ؟؟ أعتقد إن الأمر لا يحتاج إلى عالم نفس أو خبير إنساني حتى يقول ما النتيجة ؟؟ فالنتيجة ستبقى ذاكرة محفورة مختومة موقعة متجذرة في جوهر وكينونة وروح ونفس الأطفال إلى الأبد وسيكون بداية التحرير, فالطفل سيكبر معه الموقف حتى يصبح قائدا أو رمزا في بلاده

فلو احتاج الأقصى الرجال يوماً ما فسيتحرك هؤلاء الأطفال بالذاكرة التي تعيش بهم ومعهم ؟؟ وكلما زاد عدد الأطفال الذين يزرون فلسطين كلما زاد وسنحت الفرصة لتحرير الأقصى فهم مستقبل القدس وأفضل للأقصى منا ومن كثير من الذين عملوا بفتوى تحريم زيارة الأقصى من الشباب و الشيوخ الأخوة العرب ..

التساؤل الأخير : مين بعرف واسطة بالأحوال المدينة لتسجيل أمي لزيارة الأقصى .

بقلم/ أشرف نافذ أبو سالم