رسالة إلى رئيس جامعة بيرزيت الجديد

بقلم: محمد القيق

يتواصل العطاء في جامعة بيرزيت؛ فاختيار الدكتور عبد اللطيف أبو حجلة رئيسا خلفا للدكتور خليل الهندي مرحلة أخرى في جامعة احترمت وتحترم نفسها في كل اختبار وطني وأكاديمي ونقابي، وها هي بذور ثباتها على نهج الشراكة والتفاعل والديمقراطية الحقيقية وحرية التعبير والرأي وفضاء العلم والتطور آتت أكلها بتشكيل مجلس طلبة روته الكتلة الإسلامية بتنازلها عن تشكيله منفردة نظرا لتخطيها نسبة الحسم في الانتخابات بحصولها على 26 مقعدا لتعزز ما تريده الجامعة وما هو هدفٌ للكتلة الإسلامية والقطب الطلابي من خلال التمثيل النسبي؛ فكان من الطلبة أن رسموا معالم ورسخوها كي لا يتم التجاوز عنها أو طمسها بحجة المبني للمجهول في المعادلة.

هي رسالة إلى من سيحمل العبء ويقود المسيرة في جامعة بيرزيت التي برزت مؤخرا حاضنة لقرار المقاومة ولافظة لدعوات السلام الهزيل ويهودية الدولة ومساندة لقرار الطلبة وخيارهم الديمقراطي ورافضة للتطبيع والتنسيق الأمني والاعتقال السياسي فكانت حقبة الدكتور خليل الهندي شاهدة على ذلك.

إلى الدكتور أبو حجلة حفظكم الله وأدام عطاءكم فإنها كلمات تنبعث من رأي شارع ومراقب ومن تجربة عمل معكم حينما كنتم في منصب نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية؛ علها تؤسس إلى مزيد من ترسيخ الأجواء الإيجابية ولفظ بعض المشاهد السلبية التي لا تليق بصرح مثل بيرزيت.

فالاعتقال السياسي الذي يمارس بحق الطلبة ينتظر أن تشاركوا بدور رئيسي في دفنه وقبره في ساحة الحرية في بيرزيت من خلال تجسيد مواقف مهمة في المرحلة المقبلة في حال تكررت الإهانة لطلبة الجامعة، فكلمتكم الجريئة وعدم المجاملة والتساهل مع الجهات الأخرى خارج الجامعة واتخاذ خطوات ميدانية وإعلامية ونقابية ضد هذا النوع من الاعتقال والإهانة سيسجل في التاريخ ويعد بصمة أخرى وكبيرة لكم في مسيرة الحرية والتعبير في الجامعة وخارجها، كما أنها ستمثل نموذجا شخصيا اعتصم وقاوم ورفض الاعتقال السياسي بكل أشكاله بحق طلبته وأبنائه وجيل المستقبل.

أما على الصعيد العلمي فما زالت جامعة بيرزيت تحتاج للمزيد من الإبداع وتقوية برامج الدراسات العليا والتركيز على دعم الأبحاث والدراسات وجلب الكفاءات القوية من الجامعات المحلية والدولية لتعزيز التعليم وإضافة الرقابة الشاملة على التعليم والمواد التي تكون من إعداد الأساتذة.

وفي نهاية الرسالة هناك همسة هامة لمن عرفناه جيدا باحترامه للآخر وتقديره للكفاءات وعدم انصياعه للضغوطات بأن لا يكون في الجامعة ميزانان ووجهان؛ وأن لا تعلو كلمة من يسمون أنفسهم "جماعة التنظيم" على كلمة الكفاءات ومن يريدون أن يخدموا وطنهم وجامعتهم، فالمناصب الإدارية والفنية والأكاديمية كلها ترجو أن يقودها صاحب خبرة وكفاءة وإنجاز لا صاحب "واسطة" وتنظيم وإملاء من هنا أو هناك.

في الجامعة عيون تحدق جيدا الآن في مسيرة ستقودها يا دكتور عبد اللطيف ويسجلون عليك أنفاسك لأنها مسيرة العلم والكفاءة والخبرة وحرية الرأي واحترام الآخر، فلقد مرت على الجامعة مرحلة كانت "جماعة التنظيم" تحاول السيطرة على مفاصلها من خلال شخصيات لا تمتلك الخبرات ولا الكفاءة، ولأن جامعة بيرزيت مستهدفة ويحاول البعض الإيقاع بها لتكون فريسة سهلة كما الجامعات الأخرى التي انحدر فيها مستوى التعليم وألغيت فيها مجالس الطلبة وقتل في حرمها طلبة وأصيبوا لأنها مع الزمن باتت "دار التنظيم"؛ لذا حرص كل طلبة بيرزيت والعاملين فيها ومن تخرجوا أن تدفن أحلام الأقزام في السيطرة على صرح العظماء.

ولأن جامعة بيرزيت لم تلحق في الأوراق الرسمية بأسماء مثل "المفتوحة وفلسطين والوطنية وغيرهامن أسماء كبيرة اختزلت في مصلحة حزبية" بقيت شوكة في حلق الظلم والاستبداد والعربدة وبقي اسمها لامعا ويلمع كل يوم، ولأن ثقتنا عالية بالدكتور أبو حجلة فإن أملنا بأن تكون الجامعة منارة الكفاءة ومقبرة التنسيق الأمني والاعتقال السياسي ومركز مساج لعقول "جماعة التنظيم" كي لا يأخذوها إلى المجهول الذي أخذوا إليه جامعات أخرى كانت شمسها لا تغيب تحت شعارات ثورية ووطنية مضمونها أفق حزبي ضيق ومصلحة شخصية بعد أن قالوا إنها وطنية.

بقلم/ محمد القيق