مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في الأردن في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات في البحر الميت هو ضمن سلسلة مؤتمرات تعقد لأجل إحداث تنمية وتطوير للقدرات ألاقتصاديه للعديد من الدول وفي مقدمتها الأردن ، شعار المؤتمر الذي عقد في الأردن لهذا العام إيجاد إطار إقليمي جديد للازدهار والتعاون بين القطاعين العام والخاص ، بمشاركة شخصيات رفيعة في مقدمتها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد كبير من القادة السياسيين والاقتصاديين في المنطقة والعالم عقد المؤتمر ، للمرة التاسعة في البحر الميت يتم عقد المنتدى الاقتصادي العالمي ضمن سعي الأردن لاستضافة مؤتمرات وندوات تتعلق جميعها بعملية التنمية وفتح آفاق جديدة للاستثمار في الأردن ، التحديات التي تفرضها الصراعات في المنطقة تتطلب البحث عن حلول لإخراج المنطقة من نتائج وتداعيات تلك الصراعات وإحداث تنمية مستدامة للخروج من حالة الكساد والركود الاقتصادي . الأردن يسعى لتوظيف المؤتمر لإيجاد فرص استثماريه متاحة في المملكة الاردنيه الهاشمية وذلك من خلال عنوان الأردن انطلاقه متجددة تتناول من خلاله أولويات الاستثمار حيث يسعى الأردن إلى التقدم الاقتصادي والاجتماعي وذلك من خلال الإعلان عن عدد من المشروعات الاستثمارية والشراكات ألاستراتجيه بتوقيع عدد من الاتفاقات ، وان محاور المنتدى الاقتصادي تركزت حول موضوعات الصناعات والتنافسية والتشغيل والرياده والحوكمه وبناء المؤسسات والتعاون الاقتصادي في المنطقة ، وان ابرز الموضوعات ما أطلقه قياديون حول مبادرة التوظيف في الوطن العربي والبنية التحتية ألاستراتجيه العالمية ، ان ما ميز المؤتمر لهذا العام هو علاقات الود التي جمعت الملك عبد الله بن الحسين مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقد ظهر جليا عمق التحالف الثلاثي الذي يضم الاردن ومصر والامارات المتحده العربيه حيث عكست تلك العلاقه واقعا في العلاقه الاستراتجيه ووحدة المواقف لهذه الدول من مجمل القضايا العربيه والصراعات التي تعصف في المنطقه ، الترحيب بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عكست دفئ العلاقات المصريه الاردنيه وتطابق المواقف بين البلدين وهذا ما عكسه استقبال جلالة الملك عبد الله الثاني ملك المملكه الاردنيه الهاشميه مع للرئيس المصري عبد الفتاح اليسيس واستقباله في مطار ماركا العسكري مع مجموعة من المسئولين رفيعي المستوى،وقد ظهر الاهتمام على المستوى العائلي الرئيس المصري متوسّطا الملكة الأردنية رانيا العبد الله وولي العهد الامير حسين أثناء كلمة ملك الأردن الافتتاحية في المنتدى ،الودّ بين العائلة المالكة الأردنية والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تصدرت صفحات وعناوين الصحف وعكس حالة مشهد “المنتدى الاقتصادي العالمي” في البحر الميت الجمعة، في الوقت الذي انشغل فيه وزير الخارجية الأردني ناصر جودة بمجاملة الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز. عمق العلاقات الاردنيه المصرية الاماراتيه تشكل رسالة فيما يتعلق بالصراعات في المنطقة وموقف الدول الثلاث من الحرب البرية على اليمن وهي رسالة بحسب المراقبين تعبر عن رفض هذه الدول للمشاركة بحرب بريه على اليمن ، هناك اهتمام دولي وإقليمي وعربي في المنتدى الاقتصادي الذي عقد بمشاركات واسعة من دول العالم وأعطى رسالة لدول العالم أن الأردن ينعم بالأمن والأمان والاستقرار ويشكل منطقة جذب اقتصادي ويشكل بيئة خصبة وملائمة للاستثمارات ، وسائل الإعلام المصرية أبدت حرصا كبيرا على تغطية كافة فعاليات المنتدى، وفق صحافيين هناك، الأمر الذي يؤشّر أيضا على عمق “التشارك والتوافق” بين البلدين في الآونة الأخيرة، خصوصا والجانبين أيضا يضعا الحرب على الإرهاب ضمن أولى أولوياتهما. وأكد الزعيمان الأردني والمصري وفق ما ذكرته الوكالة الأردنية “بترا” حرصهما على إدامة التنسيق والتشاور في كل ما من شأنه خدمة المصالح المشتركة والقضايا العربية، كما أكّدا على ضرورة إيجاد حلول سياسية شاملة في سوريا والعراق وليبيا واليمن، تضمن أمن شعوبها وسلامة أراضيها،وهذا دليل على رفض التدخلات الخارجية بالشؤون العربية ، على صعيد متصل، انتقد صحافيون أردنيون “الودّ والتقدير” الذين أظهرهما وزير الخارجية وشؤون المغتربين لبلادهم ناصر جودة للرئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز اثناء جلوسه بجانبه في المنتدى المعروف بـ”دافوس″.وقاطع عدد من الصحافيين الاردنيين والعرب المؤتمر الصحفي للرئيس السابق لدولة الاحتلال بيريز في القاعة، وفضّلوا متابعتها عبر الشبكة العنكبوتية.ويشهد دافوس الذي يعقد للمرة التاسعة في البحر الميت غالبا احتجاجات محلية على المشاركة الإسرائيلية، وتحفظات كبيرة من الأردنيين. وقد أبرزت الصحف المصرية ابرز وقائع ما شهده مؤتمر البحر الميت وابرزت مواضيع ما بحثه المؤتمر واعلان عبد الفتاح السيسي عن استضافة مصر للاجتماع المقبل للمنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مايو 2016 في شرم الشيخ ، هذا في الوقت الذي تنشغل فيه المنطقة بصراعات وحروب ودمار شامل يستهدف المنطقة العربية حيث تعم الحروب والصراعات العراق وسوريا واليمن وليبيا ،تنعكس تلك بمردود على دول المنطقة اقتصاديا بحيث تقدر الخسائر المالية التي لحقت بدول العالم العربي المشاركة والمنخرطة بالصراع الإقليمي بأكثر من أربعين مليار دولار ، هذه الأموال التي استغلت لتغذية الحروب والصراعات في المنطقة لو استخدمت في مشاريع اقتصاديه تنموية في الدول العربية كان بمقدورها أن تحدث تنمية حقيقية وازدهار اقتصادي يعود بمردود وفوائد على الأمة العربية ،إن المتدى الاقتصادي في الأردن هو تعبير عن تطلعات شعوب المنطقة لضرورة وضع حد للصراعات الدامية التي تعم المنطقة وان تطلعات الشعوب هو لإحداث تنمية اقتصاديه ومحاربة الفقر والجهل والبطالة وبضرورة العمل لإعادة ما دمرته الحروب وما لحق بشعوب المنطقة العربية من دمار وتهجير ضمن السعي الدءوب لإحداث تنمية اقتصاديه مستدامة تعكسها المؤتمرات الدولية التي تبحث في افاق التنميه والاستثمارات في المنطقه وهي تعكس تطلعات الاردن والاردنيين قيادة وشعب.
بقلم/ المحامي علي ابوحبله