عبثا الحديث عن الأمن القومي العربي ببعده العربي ، فقادة الدول العربية مختلفون فيما بينهم على مختلف الملفات الساخنة وأهمها الملف اليمني والسوري والعراقي ، وأننا بتنا نشهد تباعد سعودي مصري وتقارب تركي سعودي ضمن حسابات الربح والخسارة في التحالفات الاقليميه وهي حسابات بعيده عن بعدها الأمني والقومي العربي ، هناك مناكفات سعوديه مصريه ضمن محاولات الاستحواذ على المعارضة السورية وان المثلث السعودي القطري التركي بالتعاون والتنسيق مع الكيان الإسرائيلي يسعى بالاتفاق مع واشنطن لإقامة المنطقة العازلة في حلب كضربه استباقيه للتحالف الإيراني الروسي ، لم يعد التوافق المصري السعودي قائما بشان الملفات الساخنة وخاصة بشان الملف السوري ، وان هناك تغير سعودي بالمواقف بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم ، وان هناك تباعد في المواقف السعودية المصرية يقابله تقارب تركي سعودي مناوئ للموقف المصري ومتباعد عنه مترافق عن تراجع بتقديم الدعم بالمليارات لمصر وانكماش في العلاقات ، العلاقات السعودية المصرية دخلت مرحلة تضارب المصالح وصراع القوى والنفوذ ضمن صراع المحاور بين مصر والسعودية ، ومرحلة المناكفات بخصوص الملف السوري تظهر جليا بخصوص محاولات الاستحواذ على المعارضة السورية حيث دعت السعودية المعارضة السورية لعقد مؤتمرها في الرياض ضمن محاولات سحب البساط من تحت اقدام مصر التي سبق وان دعت المعارضه السوريه للاجتماع في القاهره ضمن جهود العاصمه المصريه لتوحيد المعارضه السوريه ، الخلافات بين المعارضه السوريه تظهر جليا حيث سيعقد مؤتمر للمعارضه السوريه الوطنيه في القاهره تحت رعاية وزارة الخارجيه المصريه بهدف انهاء الازمه السوريه من خلال الحل السياسي ووقف سفك الدماء ، اما مؤتمر الرياض التي تحتضن المعارضه السوريه وتفتح قواعدها لتدريب المجموعات المسلحة حيث تسعى الرياض مع تحالفها مع تركيا لإسقاط ألدوله السورية ، الفارق بين المؤتمرين هو في هوية وتوجهات القوى المعارضه والمنضوية في تحالفاتها لتحقيق اجندات غير سوريه فالمؤتمر الذي ترعاه القاهره يستبعد كليا حركة الاخوان المسلمين الذين تدعمهم وترعاهم تركيا وقطر حيث أن السعودية بفعل التغير في سياستها انضمت لهذا التحالف مبتعدة في مواقفها وتحالفها مع القاهرة ، المؤتمر الذي سيعقد في الرياض يضم القوى المتشدده من حركة الاخوان المسلمين والسلفيه وغيرهم حيث تدعم السعوديه وتركيا وقطر تلك المجموعات التي تسعى لاسقاط الدوله السوريه ويتم تزويدها بمختلف انواع الاسلحه ويتم تقديم الدعم الماضي واللوجستي والمعلوماتي المخابراتي وهذه الجموعات بتطرفها تعيث في سوريا تدميرا وخرابا وهي تضم جنسيات مختلفه غير سوريه ، السعوديه في عهدها الجديد تسعى لترسيخ وجودها كقوة اقليميه في المنطقه وهي تسعى لاحتواء المعارضه السوريه وتسعى للهيمنه على اليمن ضمن عملية التنافس في صراع القوى الاقليميه بين الرياض وطهران وهو صراع على حساب مصالح وامن شعوب المنطقه ، صراع المحاور ترتسم معالمه فمصر احد اطراف المعادله في صراع القوى الاقليميه تعمل وتنسق مع محور موسكو وايران وسوريه والعراق وهي تسعى الى محاورة النظام مع المعارضه ضمن محاولات انهاء الصراع ، بينما المثلث السعودي التركي القطري يسعى الى تدمير الدوله السوريه واسقاط سوريا وتجزية سوريا ضمن اهداف المخطط الامريكي الصهيوني الذي احتل العراق ويكرس جهده لتقسيم العراق وتجزئة وتقسيم الدوله السوريه ضمن مصالح ضيقه تحفظ نظام الحكم في السعوديه ودول مجلس التعاون الخليجي على حساب امن المنطقه ونظرية الامن القومي العربي ، السعوديه وتركيا وقطر بتحالفهم مع اسرائيل حيث يسعى هذا المحور لاقامة منطقة حظر جوي ا والى اقامة دويله صغيره في شمال غربي سوريا عاصمتها حلب حيث يسعى التحالف لاسقاط حلب ضمن المخطط التامري بعد ان استهدفت ادلب وجسر الشغور بدعم تركي سعودي قطري ، حيث ان السعوديه تسعى لتامين الحماية لهذه الدويله بالتدخل التركي المباشر في عملية الصراع والارهاب الممارس على الدوله السوريه ، تركيا تحاول الاتفاق مع امريكا لضرورة توفير غطاء جوي لقوى المعارضه بوجهة قوى التحالف الامريكي السعودي التركي القطري الصهيوني من غير المجدي تدريب قوات المعارضه وتسليحها دون حمياتها من الغارات الجويه للدوله السوريه ، هذا التغيرات والتحولات في المواقف بين السعوديه ومصر والتقارب التركي السعودي يطرح تساؤلات عدة عن ردة الفعل الايراني الروسي السوري والقوى المتحالفه مع سوريا وهل سيقدم محور روسيا ايران على احداث تغير استراتيجي في ميزان القوى لافشال المخطط السعودي التركي وهل معركة حلب ستحسم عملية السباق في الصراع ، ان الصراع الاقليمي والتمحورات للنظام العربي بهذا الاختلاف بين السعوديه وقطر في مقابل تحالف مصر مع الامارات والاردن حيث تسعى السعوديه عبر تحالفها مع تركيا لسرعة الحسم في سوريا بعد فشلها في تحقيق اهدافها بحربها على اليمن ، مصر التي اصبحت مستهدفه بفعل تصاعد وتيرة العمليات العسكريه في سيناء نتيجة تعارض مواقفها السياسيه مع السعوديه مما يجعلها في موقف يتطلب حسم اعادة تموضعها وهذا سيسرع في عملية الحسم في الصراع الاقليمي والمحوري ، هذا التحالفات والمحاور تبعد نظرية الامن القومي العربي وهناك تشكيك في تشكيل القوة العربيه المشتركه لمحاربة الارهاب انعكاس لهذا التباعد والصراع حيث سيجعل من الصعب حسم من سيقود تلك القوة العربيه ، المنطقه العربيه مقدمه على صيف ساخن لان الحسابات بين المتصارعين تدخل في حسابات الربح والخساره وان حسابات البيدر ليست كحسابات الدفتر وان هناك صراع مصالح وتغير في موازين القوى وكل ذلك بعيد عن المصلحة العربيه والامن القومي العربي ، وان تقارب السعوديه مع تركيا لا يصب في قناة الامن القومي العربي لان تركيا لها مصالحها الاقليميه وتطلعاتها للتحكم في المنطقه وان لاسرائيل مصالح في احكام قبضتها على المنطقه ضمن محاولات ترسيخ امنها ووجودها وان الخاسر الاكبر الامن القومي العربي ومقايضة المصالح في التناقضات بالقضيه الفلسطينيه وهذا يتطلب صحوة فلسطينيه ضمن محاولات اعادة تموضع للقضيه الفلسطينيه التي شاء البعض ام لم يشأ تبقى القضيه الفلسطينيه محور الصراع وتبقى سوريا احد اهم ركائز الامن القومي العربي وان مصر تدرك ان ركيزتها هي سوريا كما ان ركيزة سوريا مصر وهذا هو التاريخ لان مفتاح مصر والشام هو في وحدة الموقف المصري السوري وليس في تحالف مصر مع السعوديه او في تباعد السعوديه عن مصر وتحالفها مع تركيا وان حقيقة وجوهر الصراع ستبرز نتائجه عبر الاسابيع القادمه حيث موعد التوقيع على الاتفاق النووي الايراني مع الدول الست الكبرى.
بقلم/ المحامي علي ابوحبله