انتكاسه عربيه بالعمل العربي الوحدوي في التصويت في انتخابات الفيفا

بقلم: علي ابوحبله

مرة اخرى يفشل العرب في توحيد جهودهم والتنسيق فيما بينهم بانتخابات ألفيفا حيث أن غالبية الاتحادات العربية صوتت لصالح المرشح السويسري جوزيف بلاتر وتخلت عن دعم المرشح الأمير علي بن الحسين لرئاسة ألفيفا ، ترشح الأمير علي بن الحسين هي سابقه في تاريخ ألفيفا وكان من المفروض توحيد الجهود العربية والتنسيق فيما بين الاتحادات الرياضية العربية لدعم ترشيح الأمير علي بن الحسين ، إلا أن تفرق العرب حتى في الرياضة شكل انتكاسه بالعمل العربي الوحدوي وأثار موجه من الاحتجاجات وردود الفعل لدى الشارع الأردني والعربي بشكل عام ، وهي ردود صاخبة لان الرياضة هي التي تحرك الشارع العربي وهي بالأساس نبض الشارع العربي للاهتمامات بالرياضة من قبل الجمهور العربي ، انتخابات اتحاد ألفيفا الدولي حملت اشتباك سياسي له أبعاد سياسيه انعكست بمردود على الشارع العربي ، لقد شكل سحب الطلب الفلسطيني بتجميد عضوية إسرائيل من ألفيفا صدمة كبيره من قبل الشارع الفلسطيني وأثار ردود فعل متباينة وحمله من الانتقادات الواسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ، تبعتها تقارير ومقالات صحفيه تنتقد السلوك الجديد في التعامل مع إسرائيل واوجد ردة فعل لدى العديد من الأوساط السياسية وتساؤلات عن الموقف السياسي الفلسطيني والتخوف من انعكاس الموقف الفلسطيني على العلاقات مع الأردن ودول أخرى ترى في الخطوة الفلسطينية مسا بمصالح هذه الدول ،رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب برر سحب الطلب الفلسطيني الداعي لطرد إسرائيل من عضوية ألفيفا قد تم بالتنسيق مع غالبية الاتحادات العربية والاتحادات الداعمة ، وان سحب اللواء الرجوب للطلب جاء تحسبا لأي ردود فعل إسرائيليه معتبرا ما حققه انجاز يجب البناء عليه ، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حملت المؤسسة الرسمية الفلسطينية مسئولية سحب الطلب الفلسطيني المُقدّم إلى الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بتعليق عضوية الكيان الصهيوني في الاتحاد، ووصفت ما جرى بأنه خروج سافر عن قيمنا ومبادئنا وجهودنا الرامية لفضح الاحتلال وجرائمه وعزله من المؤسسات الدولية ،وأكدت الجبهة على ضرورة عقد اجتماع عاجل للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لمحاسبة المسئولين عن اتخاذ هذا القرار،ورأت الجبهة في هذا الموقف خروج عن الإجماع الوطني، وخذلاناً لأحرار العالم والمتضامنين الدوليين ولحركة المقاطعة العالمية ضد الاحتلال، والذين ناضلوا حتى آخر لحظة واقتحموا مبنى الفيفا من أجل طرد الاحتلال من هذه المؤسسة الرياضية، الأمر الذي يضع أكثر من علامة استفهام أمام المساعي الفلسطينية للانضمام إلى المؤسسات الدولية ،ودعت الجبهة إلى مواجهة كافة أشكال الضغوط الإسرائيلية التي تستجيب لها المؤسسة الرسمية الفلسطينية، وذلك من خلال العودة إلى المؤسسات القيادية بعيداً عن التفرد في اتخاذ القرارات المتعلقة بالقضية الوطنية ،لا شك ان سحب الطلب الفلسطيني سيترك انعكاسه على الساحة الفلسطينية ويثير ردود فعل أردنيه لعدم دعم المرشح الاردني الامير علي ابن الحسين وأكثر من جهة عربيه على حقيقة ما جرى وتصويت اكثر من اتحاد عربي لصالح جوزيف بلاتر ، حين تصوت السعودية وقطر والكويت ودول عربيه لصالح بلاتر والتخلي عن دعم الأمير علي ابن الحسين مما يثر العديد من التساؤلات بنتيجة تداخل الرياضة بالسياسة وان قرارات الاتحادات الرياضية العربية نابع أساسا من مواقف سياسه وقرارات عليا مما يؤكد ان هناك انتكاسه جديدة في العمل العربي الوحدوي وخاصة بين دول التحالف الذي تقوده السعودية ويضم الاردن ، وان التخوف الفلسطيني بسحب الطلب هو نتيجة التخلي العربي وعدم صدقية الوعود بدعم الموقف الفلسطيني وعدم تفعيل شبكة الامان لتدعيم قدرات الشعب الفلسطيني وظهر ذلك جليا حين حجزت إسرائيل ضريبة المقاصة وألازمه المالية الفلسطينية التي عانت منها الحكومة الفلسطينية ، لا يوجد موقف عربي موحد تجاه قضية الصراع مع إسرائيل ولا اولويه في الصراع مع إسرائيل وهناك دول عربيه تطبع مع إسرائيل وتستقبل وفود رياضيه عربيه وقد يكون هذا وراء القرار الفلسطيني بفعل الضغوط التي مورست على الاتحاد الفلسطيني لسحب الطلب الفلسطيني لتجميد عضوية إسرائيل وربط ذلك بعملية الصراعات في المنطقة وكون إسرائيل جزء من هذه الصراعات وهذا ما ادى الى الانتكاسة الجديده في العمل العربي الوحدوي وهو دليل على ان القضيه الفلسطينيه لم تعد من اولى اهتمامات العمل العربي وان هناك مقايضات تتم على حساب القضيه الفلسطينيه والحقوق الوطنيه الفلسطينيه وان التخاذل العربي في ادانة اسرائيل وتفعيل المقاطعه العربيه لاسرائيل وفتح الابواب واسعا للتطبيع مع إسرائيل من قبل الدول العربية والجامعة العربية ما اضعف الموقف الفلسطيني وجعله مرغما لسحب طلب تجميد عضوية اسرائيل في الفيفا ، لقد ظهر جليا العجز العربي في عدم اتخاذ موقف عربي موحد لترشيح الامير علي ابن الحسين وهذا دليل على ان لغة المصالح القطريه هي التي تتحكم في المواقف واتخاذ القرارات وهذا دليل ضعف الموقف العربي الذي اصيب بانتكاسة جديده بفشل الاجماع العربي والموقف الموحد لضرورة دعم ترشح الامير علي ابن الحسين ، انتكاسة الفيفا تضاف لجملة انتكاسات تمنى بها السياسه العربيه والمواقف العربيه المتباعده بغياب الاستراتجيه العربيه التي من المفروض ان توحد العرب وتستجمع قوتهم وقدرتهم لاثبات وجودهم بدلا من تفرقهم بفعل خلافاتهم التي تطغى على السطح وقد تعري الفيفا حقيقة المواقف العربيه وتفرقها بفعل خلافاتها .

 علي ابوحبله