اثناء زيارة جبريل الرجوب العام الماضي للبرازيل اثناء افتتاح مباريات كأس العالم، رحبت وهللت الفيدرالية الفلسطينية مع بعض ازلامهم من اصول عربية يعتبرون من اليسار البرازيلي لهذه الزيارة، وكان هذا التهليل ناتج اصلا من ان الرجوب سيتقدم بطلب للفيفا من اجل طرد او تجميد عضوية الاتحاد الصهيوني من هذه المؤسسة الدولية، حيث بقي شعبنا الفلسطيني وكل انصاره بانتظار هذه اللحظة التاريخية، حتى لو لم يتمكن الطرف الفلسطيني من تحقيق هذا الانجاز بطرده، الا ان المحاولة ستكون كنوع من التحدي لهذا الكيان.
موقف الرجوب من ان الرياضة ليس لها دخل بالسياسة عندما صرح بذلك، فهي محاولة منه للتنصل من مسؤولياته، فاذا حقيقة الرياضة ليس لها علاقة بالرياضة، لمذا الرجوب لم يستوعب هذا الموقف قبل عام او لم يستوعبه قبل ذلك، فهل الرجوب كان على هذا المستوى من الغباء؟ ام انه يستغبي الشعب الفلسطيني وانصاره الى هذا الحد.
يؤكد الرجوب من خلال تصريحاته ومقابلاته، انها مورست ضغوطات من اجل سحب الطلب، فهو لم يسحب الطلب فقط وانما وافق على الاهانة مرتين، الاولى عندما اعلن من على المنصة سحب الطلب، والثاني مجبورا على مصافحة رئيس الاتحاد الصهيوني لكرة القدم، فهل هذه الاهانات كانت نتيجة الضغوط العربية والدولية ام اصرارا من الجانب الصهيوني لفضح وتعرية الرجوب واهانته؟ فهل الرجوب ذلل كافة العقبات التي كانت تعترض كرة القدم الفلسطينية ولاعبيها وحقق الانجازات كما يدعي؟ طبعا لا، فالرجوب متعود اصلا على الاهانات ومنذ ان كان مسؤولا للامن الوقائي، فهو المسؤول عن تسليم المقاتلين للكيان الصهيوني بعد اعتقالهم كما حصل بسجن بيتونيا، وايضا مسرولا للسماح لأجهزة الامن الوقائي بخلع ملابسها امام قوات الاحتلال وكاميرات التلفزة وبثها مباشرة على وسائل الاعلام العالمية، فهو لم يدعو للمقاومة ومواجهة الكيان الصهيوني، فقط هو ما فكر به موقعه وحماية القيادة العلنية والمسؤولة، الذين يخسروا المعارك يستقيلوا الا بالحالة الفلسطينية والعربية.
لسان حال الرجوب جاء ليقول لا لمقاطعة الكيان الصهيوني، وانما هناك امكانية التعايش تحت ظل الاحتلال، كاقلية تناضل من اجل حقوقها ضمن سيادة الاحتلال.
مورست ضغوطات عربية ودولية، هذه هي مبررات الرجوب، وهي نغمة تعودنا على سماعها من قبل المسؤولين الفلسطينين على كل المستويات، ولكن ما هي طبيعة هذه الضغوط؟ هي عبارة عن اموالا تدرها الدول العربية والدولية والممولة لهذه القيادة المستفيدة منها، والتي تنشر الفساد على نطاق واسع، فمن خلالها تعمل على تنفيذ مهمة در هذه الاموال، وهي تفتيت المقاومة والصمود الفلسطيني، اموالا تدر بالملايين على هذه القيادة من اجل تجويع شعبنا واهانته والاساءة الى تاريخه النضالي والوطني، اموالا تدفع لهذه القياد لتزيد من فسادها ومن تسلطها حيث الرجوب احد عناصرها المتنفذة والمستفيدة من ذلك، وإلا اين المصلحة الوطنية التي تتغنى بها هذه القيادة ومن يدور بفلكها؟
ما حصل ضرورة الوقوف امامه بكل مسؤولية، فلا تكفي المطالبات والمناشدات لمحاسبة المسؤولين، ضرورة ان يكون هناك خطابا اخرا يخرج عن منطق المجاملات، خطابا يشير وبقوة وبالاسم الى من يخون شعبنا مهما كان موقعه، يشير الى كل الافراد التي تلعب بالثوابت والحقوق الفلسطينية، مطلوب خطابا صريحا واضحا يعيد الطمانينة الى قطاعات واسعة من شعبنا الفلسطيني بأن هذه القيادة فرطت واسقطت من برامجها مهمة النضال من اجل اعادة الاعتبار الى القضية الفلسطينية، جماهيرنا الفلسطينية بانتظار خطابا وبرنامجا يكون من خارج هذه السلطة وهذه القيادة، يكون اكثر واقعيا وقابلا للتطبيق يسقط هذه العناصر من مواقعها التي تحتلها قبل ان تصبح قضيتنا الفلسطينية بخبر كان، فهل ستجد القوى الاخرى وعلى راسها اليسار الفلسطيني هذا الخطاب وهذا البرنامج الذي يعتبر مخرجا من هذا المأزق وهذا الواقع؟
جادالله صفا – البرازيل
31/05/2015