عام مضى على تشكيل حكومة الوفاق والتي كانت نتاج ألف أتفاق ما بين حماس وفتح وقد كان كما قيل مهمة هذه الحكومة أعادة توحيد مؤسسات السلطة والقوانين بين شطري الوطن والتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية واعادة هيكلة منظمة التحرير بمؤسساتها لكي تكون المظلة التي يستظل تحتها الجميع دون تمييز ورفع الحصار عن غزة ولكن يبدو بأن البعض نظر الى تلك الاتفاقات والتوافقات وسيلة لكسب الوقت على أمل أن تفضي بعض الجهود من قبل البعض الى رفع الحصار عن غزة دون الحاجة الى أيجاد حكم شرعي وديمقراطي ناتج عن انتخابات من هنا بدأ بعملية وضع العصي في دواليب الحكومة التي أتفق على تسميتها بين الطرفين فكان أول تصريح لرئيس حكومة غزة –أننا تركنا الحكومة ولم نترك الحكم –وفي طياته الكثير هذا الكلام من تلميحات ودلالات لمن يريد أن يعي بأن كسب الوقت كان الهدف من تشكيل الحكومة لا تسليم غزة الى الحكومة بشكل فعلي وليس هذا وحسب بل بات قدوم الحكومة الى غزة على الدوام مرهون ببعض الاهداف الدعائية والمقصود منها إظهار عدم التزام الحكومة التي لم يسمح لها أن تمارس حضور حقيقي في مؤسسات السلطة الوطنية ولو ليوم واحد الى جانب وضع الوزراء ومن معهم رهن الحجز في الفندق خلال فترات حضورهم الى غزة الى جانب منع الوزراء من الدوام في وزاراتهم أو اللقاء بالموظفين وفي كل تبرير تكون قضية الموظفين حاضرة ومقدمة على أي شأن آخر, وبكل تأكيد قضية دمج الموظفين ودفع رواتب لهم قضية مهمة وملحة لأنها لا تخص شخوص الموظفين ولكنها تعني أطفال بيوت مطلوب أن تستمر الحياة فيها , لكن يبدو أن تلك العصى استخدمت فقط من أجل أعاقت عمل الحكومة ومنع اعادة توحيد المؤسسات لا اكثر لأن مهلة الشهور الثلاثة التي اتفق عليها لم تعطى للحكومة لتمارس حضور حقيقي على أرض الواقع أضافة الى الكثير من القرارات التي تأخذ في غزة تنم عن دلالات بأنه حقيقة هناك حكومة في غزة تمارس كل الصلاحيات حتى ولو كانت تجلس في البيوت أو في مقرات حركية .
السؤال المطروح هل حقيقية أن قضية الموظفين هي العقبة التي تقف أمام الحكومة ؟ أنا أجزم بالقول لا وألف لا ولكن هناك البعض الذي يسعى الى ضياع قضية شعبنا التي هي قضية تحرير ليصغرها لتصبح قضية معابر حاجيات يومية ورواتب من خلال نقل الرسائل المتبادلة بين تل أبيب وغزة والا كيف يفهم تصريح رئيس دولة الكيان الصهيوني حينما يقول – أنه لا يمانع التفاوض مع حماس – وكيف يفهم تصريح وزير خارجية ألمانيا الذي زار غزة منذ يومين وقال – بأنه يجب أن تفتح المعابر ويرفع الحصار مقابل وقف اطلاق الصواريخ من غزة-أي الأمن لصهاينة مقابل رغيف الخبز وكيس الإسمنت ,فهل من أجل هذا قدم شعبنا قوافل الشهداء ,واخيرا كانت الرسالة المعمدة بالدم وليس بالمعاناة والدمار والخراب والبطالة وحالات القتل اليومية التي تعيشها غزة والمرسلة الى امريكيا والكيان الصهيوني والنظام العربي القريب البعيد بأننا في غزة نقف معكم في خندق واحد في محاربة –الإرهاب- السلفي أو الداعشي أو ما تريد أن تسميه فهل تصل تلك الرسائل الى الجهات المقصودة لتفتح باب المفاوضات بين من يدعون أنهم يمثلون شعبنا والكيان الصهيوني ليختار الجهة الاقدر على التنازل عن الحقوق مقابل كرسي حكم عائم على معاناة ألام وهموم شعبنا فهل يصحو الشعب والفصائل والقوى الصامتة لتصرخ في وجه الطغاة وتقول كفا ؟؟؟
بقلم/ نبيل عبد الرؤوف البطراوي