عضوية المنظمات الدولية،،، نموذج جديد للمقاومة

بقلم: آمال أبو خديجة

لا يتشكل المجتمع الدولي فقط من الدول الأعضاء تحت قبة الأمم المتحدة بل أيضاً هناك أشخاصا أخرين يعتبرون من ضمن المجتمع الدولي حسب القانون الدولي وهم المنظمات الدولية حيث تعتبر المنظمات الدولية صاحبة سيادة وإرادة مستقلة تستطيع أن تمارس سياستها ضمن نظامها وقانونها الخاص على أفرادها المنتمين إليها جميعا دون تميز حيث تقام تحت رقابة القانون الدولي الذي يرعى هذه المنظمات ضمن إتفاق أو معاهدة دولية تتم بين الأعضاء فيها .

في الفترة القريبة إستطاع قطاع الرياضة الفلسطيني أن يستغل عضويته في منظمة دولية هامة للمقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي ومحاولة طرده من عضوية " الفيفا " كونه كياناً غير شرعي ويؤسس نواديه الرياضية من قلب أرض ليست ملكه ويحتلها كل يوم بمزيد من الإستيطان وممارسة العدوان على أبناءها ومن ضمنها الأندية الرياضية الفلسطينية .

ففلسطين اليوم بعد الإعتراف الذي حصلت عليه كدولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة تستطيع الإنضمام للمنظمات الدولية كافة وتستغل هذه العضوية بمقاومة الإحتلال الإسرائيلية بكافة الطرق والوسائل حتى لو بأقل النتائج، فمجرد بروز قضية فلسطين ومعاناتها في أروقة المنظمات الدولية وإطلاع الأعضاء فيها على تفاصيل المعاناة الخاصة بكل عضوية حسب موضوعها ومجالاتها يعد ذلك إنجاز كبير للقضية الفلسطينية

لعل الجانب الفلسطيني لم ينجح في جعل إدارة " الفيفا " تسحب عضوية الكيان الإسرائيلي منها لكن هناك إنجاز ليس بقليل حيث لفت الأنظار لنا أن هناك قطاعات أخرى للمقاومة الفلسطينية نستطيع إستغلالها من خلال عضوياتنا في المنظمات الدولية لفضح ممارسات الإحتلال الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية وداخل حدود الدولة التي إعترفت بها معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة

رغم أن توقعات تحقيق نتائج كبيرة في مقاومتنا داخل أروقة المجتمع الدولي والمنظمات الدولي من المحتمل أن لا يكون كبيراً إلا أن ذلك يجب أن لا يقلل من قيمة وأثر العمل المقاومي هذا من بإبراز وجودنا وقضيتنا وحقوقنا أمام العالم وما لم نحققه اليوم لعل تحقيقه يكون قريبا، فالموازين الدولية لا بد أن تتغيريوما ما ولنسجل للتاريخ مزيد من تضحياتنا ومقاومتنا ضد الإحتلال لحقوقنا وحريتنا وأرضنا .

يكفي أن يزداد العالم كراهية لممارسات الإسرائيلي ويعيد النظر في التعامل معه في قطاعات أخرى وحصاره من طرق عديدة وكسبنا للدعم الدولي إتجاه قضايانا ولو كانت مساندة معنوية .

لذا على القيادة الفلسطينية أن تكثف من عضويتها في المنظمات الدولية التي ترى أنها من الممكن أن تخوض معركة النضال والمقاومة ضد الإحتلال وممارساتها العنصرية على أرض لا يحق له التواجد عليها والإنطلاق للعالم الدولي من خلالها وأن تؤهل الممثلين الأعضاء فيها عن فلسطين بكافة الأساليب والطرق المناسبة لتلك المقاومة الجديدة .

بقلم/ آمال أبو خديجة