مؤتمر باريس للتحالف الدولي تكريس لمفهوم الإرهاب الممارس في سوريا والعراق

بقلم: علي ابوحبله

مؤتمر باريس للتحالف الدولي الذي عقد في باريس لمراجعة استراجية محاربة داعش يحمل في طياته ومضامينه العديد من التساؤلات حول جدية الدول المنضوية تحت اطار التحالف الدولي لمحاربة داعش ، امريكا وفرنسا وتركيا والسعوديه وقطر تعد من الدول الداعمه للمجموعات المسلحه ، وان تدريب ما يسمى المعارضه السوريه المعتدله هو تشجيع للارهاب ودعم للمجموعات الارهابيه المسلحه ، مؤتمر باريس هو في جوهره وحقيقته تكريس لمفهوم الارهاب الممارس في سوريا والعراق ضمن عملية توزيع الادوار وتحقيق للتوازن في القوى على الارض بين السعوديه وايران في العراق وان مؤتمر باريس تكريس للصراع المذهبي الطائفي بين السنه والشيعه وان باريس تعد من الدول الداعمه للارهاب في المنطقه والمحرض على الصراع المذهبي.

وان باريس تحاول ان تلعب دورا مهما في الصراع في الشرق الاوسط وان تلعب دور الحليف لدول المنطقه بموقفها المتشدد الرافض للتوصل الى اتفاق مع ايران حول برنامجها النووي وانها اصبحت مورد للسلاح للشرق الاوسط ، كانت فرنسا تراهن على مشاركة 40 رئيس دوله في الاجتماع الدولي المنعقد في باريس لبحث المسألة الامنيه في العراق واعلان قيام حلف دولي عربي لمحاربة داعش ، لكن عدم تشجع العديد من الدول المشاركه في المؤتمر لمفهوم محاربة الارهاب مما اضطر باريس الى ان تخفض سقف المشاركة الى مستوى وزراء الخارجيه ضمن الجهود الراميه للحصول على المزيد من الدعم في التحالف الهادف لمحاربة الارهاب بحسب التوصيف لمحاربة تنظيم الدوله الاسلاميه ، فرنسا والولايات المتحده تحاول اقناع شركائهم لضرورة الانضمام الى الحلف الدولي عبر المشاركة في الهجوم العسكري المزمع القيام به ضد تنظيم الدوله الاسلاميه في العراق والشام ، حيث ترفض ألمانيا المشاركة حيث استبق وزير الخارجيه الالماني انعقاد المؤتمر بالاعلان عن ان بلاده لن تشارك في أي ضربات جويه ضد مقاتلي داعش كما طلبت منها واشنطن.

وكشف متحدث باسم المستشارة الالمانيه انغيلا ميركل ان حكومة المانيا لن تشارك في ضربات جويه اقترحت الولايات المتحده شنها على تنظيم الدوله الاسلاميه داعش ،وقالت المتحدثة كريستيان فيرتس إن، إشاعة الاستقرار في المنطقة من نقاط الاهتمام الكبيرة بالنسبة للحكومة الالمانية لكنني أستبعد المشاركة في ضربات جوية عسكرية». بدوره استبعد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أي مشاركة لبلاده في الحلف الدولي لتنفيذ هجوم عسكري او جوي على مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق و الشام، مؤكدا ان بلاده لم يطلب منها ذلك و حتى غن طلب لن تفعل وفق تعبيره .واضاف «نحتاج أن نكون صرحاء من أنفسنا في الموقف الحالي، فليس لدينا استراتيجية نهائية ومطمئنة تضمن نجاحنا ضد «داعش» والجماعات المشابهة ، وقبلت دول غربية محدودة جدا الإنضمام إلى الحلف الذي دعت إلى قيامه واشنطن بينها فرنسا وبريطانيا، كما أعطت عشر دول عربية بينها السعودية وقطر موافقتها المبدئية على الانضمام إلى الحملة الدولية للقيام بعمل عسكري موحد و منسق ضد مقاتلي داعش .وحسمت فرنسا الجدل بشأن جدوى مشاركة إيران في الإجتماع في آخر اللحظات،حيث اعلن متحدث باسم الخارجية الدولية أن الجمهورية الإسلامية لم توجه لها دعوة للمشاركة رافضا اعتبار ذلك رضوخا للمطالب الأمريكية.

وزير الخارجيه الامريكي جون كيري جدد رفض بلاده حضور ايران للمؤتمر الدولي حول العراق ومحاربة تنظيم الدولة الاسلامية الذي عقد في باريس، بسبب ما وصفه ب»ضلوع طهران في سوريا .وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اجتماع باريس حول السلام والأمن في العراق، حيث تؤيد بلاده مبدئيا الهجمات الدولية المنتظرة ضد داعش شريطة عدم اتباع ما تسميها موسكو «استراتيجية تمييزية في التعامل مع الإرهابيين»،معربة في نفس الوقت عن تخوفها من قيام الولايات المتحدة بقصف مواقع سورية في سياق سعيها لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية ،واعتبر الوزير الروسي أن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب لا يمكن أن يكون فعالاً بسبب قيامه على أساس مصالح مجموعة معينة من الدول والسعي إلى تحييد الخطر في منطقة واحدة دون أخرى، مشيراً إلى أن الدول الغربية لم تهتم بمكافحة الإرهاب في سوريا بسبب انشغالها بخطة إسقاط نظام الأسد ،وأكد لافروف «لا يمكن محاربة الإرهاب في سورية بالتوازي مع مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بالرحيل « مشيرا إلى أن «ثمة أحاديث يجري تداولها بأن واشنطن تطلب موافقة الحكومة العراقية على توجيه ضربات إلى مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» لكنها لا تطلب موافقة الحكومة السورية على ذلك لأنها تسعى إلى إسقاط الرئيس الأسد ونظامه.

وأضاف: إن «مكافحة الإرهاب تستدعي تخلي الغرب عن التمييز بين الإرهابيين وسياسة المعايير المزدوجة»، مشدداً على أنه «لا يمكن تسويغ الإرهاب ويجب توحيد جهود المجتمع الدولي من أجل مكافحة هذا الخطر . وقد استبق الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند اجتماع باريس بزيارة رسمية إلى العراق ليكون بذلك أول زعيم عربي و غربي يزور بغداد منذ زحف تنظيم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام «داعش» على مناطق واسعة من العراق،حيث حمل دعوة رسمية إلى المسؤولين العراقيين للمشاركة في اجتماع باريس و ايضا « تنسيق المساعدات والدعم والتحرك من أجل وحدة العراق وضد هذه الجماعة الإرهابية ، وقد أرسلت فرنسا أسلحة و مساعدات إنسانية لمقاتلين أكراد في العراق، وتستعد لإرسال نحو 250 من أفراد القوات الخاصة للمساعدة في توجيه ضربات تقوم بها مقاتلات من نوع رافال رغم ما قد تواجهه من مصاعب لوجيستية مع وجود اكثر من 6 آلاف جندي فرنسي في كل من مالي و افريقيا الوسطى في مهمات قتالية ، هناك تناقض في المواقف بين قوى التحالف وروسيا حول مفهوم محاربة الارهاب وان مؤتمر باريس في نتائجه هو دعم وتكريس للارهاب ضد سوريا والعراق وان تركيا تعد من الدول الداعمه للارهاب ضد سوريا.

جريدة حرييت التركيه نشرت صورا للاسلحه التي تزود تركيا فيها المسلحين وان تركيا تدعم جيش الفتح وان الجبهة الشاميه التي انشئت ومدعومه من تحالف تركيا والسعوديه وقطر هدفها غزو حلب ، حين يصرح وزير الخارجيه الفرنسي فابيوس بان على الرئيس السوري التنحي ضمن محاولات نزع الشرعيه عن الرئيس الدكتور بشار الاسد مما يؤكد ان سياسة التحالف الدولي تتعامل بمكيالين في محاربتها للارهاب وان قوى التحالف في مؤتمرها تسعى لتكريس مفهوم الارهاب في المنطقه وفق ما يخدم اهداف دول التحالف المنضوية تحت لواء التحالف ، ان مؤتمر باريس لتقييم استراتجية محاربة داعش انما يهدف الى اضفاء شرعية على الارهاب الذي يستهدف سوريا ويهدف الى تحقيق توازن في العراق بين طهران والسعوديه لتقسيم العراق ، وان الاستراتجيه الامريكيه لقوى التحالف الامريكي هدفه تشريع الارهاب وفق مفهوم يخدم مصالح امريكا والغرب في الشرق الاوسط ضمن مسعى تحقيق امن اسرائيل حيث يتجاهل التحالف الدول جرائم اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وتجاهل الاحتلال الاسرائيلي لدولة فلسطين دون ان تقوم امريكا وحلفائها بالضغط على اسرائيل لتطبيق قرارات الامم المتحده وانصياعها لتطبيق مقررات الامم المتحده للانسحاب من الاراضي الفلسطينيه المحتله مما يدلل ان مؤتمر باريس تشريع للارهاب ضمن استراتجية امريكا والغرب والتحالف لتبرير الارهاب في سوريا وتجريمه وفق ما يهدد امريكا ومصالحها في المنطقه.

بقلم/ المحامي علي ابوحبله