تعتبر القيم والمبادئ والأخلاق فى اى مجتمع هي الاساس لأي مشروع نهضوى، فلا تقوم اى نهضة حقيقية بدون أساس أخلاقي, واذا كانت هناك اى مشاكل او رياح مسمومه ومختلطة بالحقد السياسي فانها تضرب وتنعكس على اصحابها, وتكشف زيفهم,ويظل المجتمع ومواطنيه باخلاقهم وقيمهم ومبادئهم ليساهموا بنشاط وفاعلية في تحقيق الاستقرار فى مجتمعهم, ولذلك فإن القيم والمبادئ والاخلاق والإيمان بالله سبحانه وتعالى هم طريق النجاة والخير 0 لذلك يجب التمسك بالمبادئ والقيم والصفات النبيلة والانسانية والاخلاق الحسنة والعمل على نشرها بين الناس حتى لايتحول المجتمع الى غابة لا يمكن العيش به, لهذا يجب على الانسان ان ينشر ويدافع عما يؤمن به من مبادئ وقيم وصفات طيبة مهما كانت الظروف قاسية , لانه اتضح أن اصحاب المبادئ والقيم والاخلاق والهمة والخيرهم وحدهم المرتبطين بعلاقة طاهرة مع ربهم, لانهم يتسابقون إلى غرس وترسيخ الوفاء والتسامح والاخلاق والمحبة والقيم والمبادئ, ولذلك تجدهم يشاركون الناس في افراحهم واحزانهم, ومن هنا فان هذه العادات الحسنة والمواقف الطيبة تعرى أصحاب المنافع والمصالح الشخصية الذين لايعترفون بالقيم والمبادئ, وتعرفك بأصحاب القيم والاخلاق والمبادئ والثوابت الدينية والانسانية ,بالاضافة الى انها تعرفنا ايضا معاني القيم الدينية والانسانية التى لاتقبل التغيير0 ان القيم والمبادئ والاخلاق ضرورية لأي مجتمع يطمح إلى البناء والرقي والتطوير، لانه اذا فقدت القيم والمبادئ والاخلاق تفكك المجتمع وانهار بناؤه.وهنا يجب ان نعرف أن الدعوة للتمسك بالأخلاق والقيم والمبادئ لايعنى التخلى عن العمل الجاد الذى يساهم فى تقدم البلاد وتطويرها, ولكنها دعوة للعمل المؤسس القائم على القيم والمبادئ, حتى يكون هناك توازنًا بين العلاقات المادية والروحية,وبين العمل والإتقان في جميع المجالات, وبغير هذا تتحول المجتمعات الى مجتمعات كسوله واتكالية لاتعتمد على العلوم والتكنولوجيا, لذلك فإن التقدم العلمي لا بد ان يقابله تقدم أخلاقي حتى لا تحدث مشاكل في المجتمع تؤثرعلى جميع مكوناته,وحتى لايكون هناك انتشار للظلم والاستبداد ,واستغلال النفوذ, وسلب الحقوق والحريات0 إن الحديث عن المبادئ والاخلاق ,والقيم الدينية والوطنية والانسانية, يحتاج إلى عمل يجسد قيم الوفاء والمحبة التي لاتربطها المصالح الشخصية, وهذا يتمثل فى الأزمة السياسية اى الانقلاب الذى عانت منه فلسطين منذ عام 2007م وحتى اليوم, فقد بينت هذه الازمة معدن الشخصيات والناس الأوفياء للمبادئ والقيم الانسانية, وكشفت أصحاب المنافع والمصالح الشخصية الذين لايؤمنون الا بمصالحهم الشخصية, لذلك كان أصحاب المبادئ والقيم الدينية والوطنية والانسانية نجوم بارزة فى سماء الوطن, وسقط كل من كان لاعلاقة له بالقيم الدينية والوطنية والانسانية ,وظل يجرى وراء منفعته ومصلحته الشخصية من أجل تحقيق رغباته العدوانية فقط0. لهذا بين القرآن الكريم اهمية الأخلاق باعتبارها قاعدة أساسية ياخذ منها وتُبنى عليها جميع الأحكام والقوانين، فهي قاعدة البناء الراسخة التي تقوم عليها مبادئ الشريعة الإسلامية, فالأخلاق درع واقى من العواصف التي تتسبب فى انهيار المجتمع , أو تحويله الى مجتمع تحكمه الغرائز والشهوات ,وتسود فيه قوانين الغابة، واهى ايضا أساس صلاح المجتمع، ووسيلة رادعة لمحاربة الفساد والانحراف, لذلك اصبح من الضرورى إعلاء منظومة القيم في مجتمعنا ,وتعاملاتنا السياسية والاقتصادية والإنسانية. لهذا اصبح هناك ضرورة لمراجعة قيمنا الدينية والوطنية والانسانية لنتعرف على مابقي منها, وعلى ما تعرض للاختلال والعبث من أجل أن نعيد المكانة لمكارم الأخلاق, ولتقوية أواصر المحبة والوفاء, ونبذ الكراهية والحقد والبغضاء, ولعل هذه المهمة أجدها سبباً من أسباب الأزمة السياسية التي تحتاج من ابناء الشعب الواحد الوقوف أمامها, وإزالة آثارها السلبية العميقة التي أحدثت شرخاً اجتماعياً شديد الخطورة فى المجتمع, وعلى مستقبل الأجيال القادمة, وليس عيباً أن نناقش هذه الأمور, بل إن مناقشتها اصبح ضرورة من أجل تأمين مستقبل الأجيال القادمة.
بقلم/ عزام الحملاوى