أزمة الفكة في موسم الخير بين سندان الاحتكار ،ومطرقة الربا ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

الذين يكنزون العملات المعدنية من الأسواق ، أو ما يعرف "بالفكة " ..وفي نفس الموعد من كل عام أقول لهم جميعا .. لمن تكنزون ومن أجل ماذا ..وهل أنتم قد اتخذتم عهدا عند الله على أن تدركوا شهر رمضان ..أو أيام العيد ..؟!! حقيقة منذ أن آتيت إلى أرض الوطن ،وهذه المشكلة قائمة بكل ما تعكسها من سلبيات وإحراجات وبقدر ما تسببها من متاعب ومشقة للراكب والسائق والبائع ،وخلق الكثير من العراقيل في التبادل التجاري بل للذين أمنوا ولم تندثر تلك الحماقة إلى يومنا هذا بكل أسف ولم يتغير فيها شيئا ..هو أمرٌ عجيب لم أسمع عنه من قبل لا في حواديت الألف ليلة وليلة ،ولا في غيرها إلا في أوساط مجتمعنا الفلسطيني .. لن أحمل المسئولية للبنوك المحلية من خلال تعاملاتهم الخاصة في هذا الأمر مع كبار التجار ،ولن احمل كذلك المسئولية لسلطة النقد كما يشيع البعض .. بسبب عدم إدخال كميات من العملات المعدنية والسيولة النقدية للأسواق .ولن أحمل المسئولية لخطباء المساجد الذين قصروا في لفت انتباه الناس وتحذيرهم من عواقب مثل تلك المشاكل وإن كنت لا استثني أحدا ممن ذكرت من المسئولية إلا أني وبتحليلي الشخصي أقول أن السبب الرئيسي لمثل تلك الإشكاليات ..هو الإصابة بداء ٍ اسمه خللا في العقيدة.. ولو علم أولئك الذين قد أصيبوا في كبد عقيدتهم أنهم بذلك يدخلون حيز الاحتكار ذاته ، وهم لا يعلمون ..ولوكانوا يعلمون لكانت مصيبتهم جمة ولو علموا حكم الدين في الاحتكار لزلزلوا زلزالا شديدا .. فقد أفتى العلماء وهذا رأيهم وليس بقولي حيث ورد النهي عن احتكار السلع في عدة أحاديث وذلك لما فيه من التضييق على الناس، فقد روى ابن ماجه والحاكم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الجالب مرزوق، والمحتكر ملعون" فما بالنا بالذين يحتكرون الأموال التي تُشترى بها السلع من أجل مصالحهم الشخصية ومن اجل أطماعهم وجشعهم ،ومن الغريب أن هناك من يتاجر بفك الأموال مقابل فائدة مالية أي قمة الخوض في الربا ..وبالمقابل من كل تلك الأشياء ألم يعلم أولئك القوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي رواه عَنْه أَبِي هُرَيْرَةَ، والذي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فَرَّجَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ إلى آخر الحديث ..فما بالنا بالذين يزيدون الطينة بله.. رغم الأجواء الصعبة ،والذين يفاخرون بتوزيع أكوام الكرب المغموسة بالأشواك ، في طريق الناس ..الذين يجبرون الناس على شراء الملح أو الحلوى مقابل الفكة ويحلفون بالله افتراءً وكذبا إلا من رحم ربي أنهم لا يملكون الفكة الكلام كثير .. لكن ياليت قومي يعلمون ..!!

بقلم/ حامد أبو عمرة