الذين يحولون امتحانات التوجيهي إلى فوازير ..هل يعلمون مصيرهم ..؟!!

بقلم: حامد أبوعمرة

عندما يُصرح وكيل وزارة التربية والتعليم جهاد زكارنة بخصوص صعوبة امتحان الرياضيات لطلبة التوجيهي لهذا العام الفرع العلمي ،على وجه الخصوص حيث رأى أن الطالب ليس مؤهلاً لتقييم الامتحان، بل أن لجنة الامتحانات هي المختصة بهذا الموضوع، وأكد أن الطلاب الذين لا يستطيعون الإجابة عن أي سؤال يقولون عنه أنه كان صعباً، وهذا مجاف للحقيقة.

وأكد زكارنة أن عدد الطلاب الذين يشتكون من صعوبة الامتحانات ليس كبيراً، ويرى أن الامتحانات وضعت من قبل لجنة مختصة، واللجنة تراعي ظروف جميع الطلبة..إذا تلك هي العملية التعليمية الخربة في بلادنا ،وتلك هي طبيعة علاقة التعامل بين الطلاب والاختبارات من جانب وبين الطلاب والمعلمين من جانب آخر ..مع احترامي لمعالي وكيل وزارة التربية والتعليم فيما صرح به من كلام ٍ لا يمس لأرض الواقع بشيء ،وهو تقييم سلبي بكل المقاييس لتمرير ،وتبرير المؤامرات والمذابح التي ترتكب بحق أبناءنا طلبة التوجيهي ،والتي تحاك ضدهم رغم الحصار الخانق ، ورغم التعرض لويلات الحرب الأخيرة على غزة والتي لم تضمد جراحها بعد ..تلك الحرب الضروس التي حرقت الأخضر واليابس ،الحرب التي أطاحت بالبيوت فوق رؤوس ساكنيها ..نعم في قطاع غزة الجريح ..كما أطاحت الثورة الروسية التي اندلعت عام 1917 م بأخر جيل من سلالة رومانوف.. وكما أطاحت ثورة 1952 بالملك فاروق ..أقول ذلك لأن الذين هم مسئولون عن العملية التعليمية بكل موضوعية يسكنون الأبراج العالية ..ومن العواقب الوخيمة لذلك ربط مصير الطالب بواضع الأسئلة، الذي هو لم يكن في الميدان أساسا مع الطالب ،ويعني ذلك أنه لا علاقة لهم ، بالطلاب الصرعى والمساكين الذين يعيشون وسط المقابر المحاصرة ،الطلاب الذين هم دوما في بلادنا مسرحا كبيرا لحقل تجارب أولئك المعقدين الذين يسيئون للعملية التعليمية ،والذين يصورون بكل حماقة أن العلاقة بين الطالب والاختبار، والتي لا منهج محدد لها كما علاقة الثور الهائج بالمتسابق الذي يصارع الموت..!! مع أن العلاقة الأخيرة بمحض الإرادة والاختيار ،أما الأولى فهي علاقة جبرية.. تزمتية..عدوانية ومدمرة..وأني أقول لك معالي وكيل وزارة التربية والتعليم ،أليست معايير الاختبار الجيد لا تكتمل إلا إذا توافرت معلومات عن مدى صلاحيته للقياس ..كالموضوعية والصدق فما بالنا لو انحرفت تلك المعايير بعيدا كما عربات القطار السريع عن القضبان ..فما بالنا لو انحرفت تلك الصلاحيات القياسية من الموضوعية إلى العدائية.. ومن الصدق إلى التضليل والاضطهاد والافتراء العلمي..ثم أين هو الصدق التلازمي والصدق التنبؤي ..أليست كلها مجرد شعارات باطلة ،وأوهام ضائعة لكن وبكل المقاييس ، ما ذنب طلاب التوجيهي الذين يتركون في العراء وحدهم يكابدون عواقب عقدة النقص التي أصابت الذين يضعون الاختبارات ،ولا خلاص لمن يرأف بهم أو بحالاتهم ..فإذا كانت لجنة الامتحانات وحدها تتفرد بتقييم مدى صعوبة أو سهولة الامتحانات فماذا تبقى إذا .. فلتقتصر العملية التعليمية برمتها على المعلمين ،ولجنة الامتحانات فقط ولا مكان للطلاب .. بكل أسف هذا كلام يصلح للمخلوقات التي تعيش في الكواكب البعيدة عن واقعنا.. لكن بيننا فمستحيل أن يقتنع به من هم ذوي العقول سواء من صغارنا البرئاء أو من العوام والبسطاء وإلا ماذا تقولون يامن أنتم مسئولون جميعا عن العملية التعليمية المهددة بالانقراض ماذا تقولون إذا كانت هناك وكالات عدة قد اتصلت بعدد من معلمي الرياضيات في المدارس الحكومية والخاصة والذين اجمعوا بان الأسئلة هي الأصعب منذ سنوات..أليس ذلك يكفي بالتقييم ثم هل راعت الامتحانات الاضرابات المتكررة للمعلمين ،والتي دفع فاتورتها القاسية الطلاب والذين لم يتمكنوا من المقدرة على ربط المعلومات..هل راعت الامتحانات الأخذ بالحسبان الظروف الحياتية التي عايشها الطلاب إثر الحرب الأخيرة على غزة.. أم أن لاعلاقة لغزة بالضفة ..وهل راعت الامتحانات الوقت القصير لمثل هذا النوع من الأسئلة، والذي لم يكن كافيا لسبب ضغط المادة التعليمية خلال وقت محدود جدا..والسؤال الأخير والذي اعتبره بيت القصيد هو إذا كان بعض معلمي الرياضيات إن لم يكن أكثرهم لا يستطيعون حل أسئلة الورقة الأولى لامتحان الرياضيات فكيف بالطلاب الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بالله ..وأخيرا والله ستسألون أمام الله على تضيقكم لعباد الله ،ونشر الذعر في قلوب الذين أمنوا والذين هم عاكفون عن كليات الطب والهندسةأو كليات القمة بصورة عامة لأنهم يدركون إعجازاتكم في القبول بكل بساطة ..!!

بقلم/ حامد أبوعمرة