إخواني الفلسطينيين أينما كنتم وفي غزة على وجه الخصوص.
الأولى : نحن ركاب بقايا سفينة واحدة ( هي بقايا الوطن ) تمخر بنا عباب بحر السياسة والحرب المحيط الهائج والثائر الموج، والمحتل ضيق علينا وضايقنا، ولا يزال يسعى في مضايقتنا، وبما يملك من أسطول بري وبحري وجوي، ومعه من معه من القوى العالمية، ونحن للأسف الشديد نتنازع فيما بيننا ونتخاصم، ونريد أن نجعل بقايا المركب قسمين بيننا رغم العواصف والأمواج العاتية، والأعداء المحيطين والبحر الهائج، فكيف الوصول إلى بر الأمان والحالة هذه ؟!.
الثانية : منا من يهدد بانفجار غزة !!!، وماذا تملك غزة لتنفجر ؟! .. وهل بقي شيء في غزة لينفجر !! .. وفي من ستنفجر غزة ؟!.. يقولون في وجه المحتل.
والسؤال: غزة ذيل السفينة وماذا عن صدر السفينة ؟!
لا ينفع الذيل من دون الصدر والرأس حتى لوكان الرأس به دوار لا بد من مداواته، وليس استئصاله !!
ثم الانفجار لا يجدي شيئاً إلا أنه سيجعل المحتل يحرق ويدمر فوق الحرق والتدمير.
الثالثة: لنا إخوة وأقارب وجيران منهم المتألم ومنهم الحزين على ما أصابنا ومنهم غير المبالي ، ومنهم من ينظر وينتظر حتى نعود إلى هدوئنا ونفكر ونتصرف بحكمة ليساعدنا لنخرج من محنتنا، فإذا نحن لم نشعر بما نحن فيه ؛ ولم نتعظ يصدق علينا والعياذ بالله ما يقول أبو الطيب المتنبي:"من يهن يسهل الهوان عليه...فما لجرح بميت إيلام !".
وفي الختام: علينا أن نجمع شتاتنا، ونرأف بحالنا، ونراعي شعبنا المشرد المسكين الذي أصابه ما أصابه ، وأن نجمع بقايا السفينة جزئي الوطن الذيل إلى الصدر والرأس ونسد الخلل، ونصلح العيب، ونلجأ إلى الله ثم إخواننا وأقاربنا في مصر الشقيقة الكبرى ثم معها الأردن والسعودية والبلاد العربية الأخرى ونضع أيدينا في أيديهم لنخرج من انقسامنا ونزاعنا وخصامنا بعضنا بعضاً وحينها وحينها فقط سنكنس الاحتلال الغاشم بإذن الله!.
بقلم/ الشيخ ياسين الأسطل